«لابد أن يكون وراء كل تفوق هدف نسعى إليه، فالتفوق ليس وليد الصدفة ولا يُنال العلم إلا بشق الأنفس والعمل المضني، ولا بد من وجود العقبات التي تزيد المتفوق إيماناً برسالته التي سيحملها في مجتمعه، وهذه العقبات والمحن تشد من عزيمة الطالب». هذا هو معنى التفوق بالنسبة للطالبة "مرح اسماعيل" طالبة السنة الثالثة قسم اللغة العربية في كلية الآداب الثانية بـ"إدلب" والتي تعتبر مثالاً لكل طالب يسعى إلى التفوق من خلال الجهد الذي تبذله لتحقق هدفها وهو الدكتوراه في الأدب العربي ومن ثم التعليم في الكلية التي أمضت على مقاعدها حياتها الجامعية.

ففي لقائها بموقع eIdleb تحدثت "مرح" عن بدايات مشوارها مع التفوق قائلةً: «كنت مجتهدة في العديد المواد الدرسية باستثناء مادتي اللغة العربية واللغة الإنكليزية وهذه المواد كانت تشكل العقبة في طريق تفوقي حتى المرحلة الثانوية، لكن مع وجود المدرس "صالح صغير" الذي زرع محبة اللغة العربية في قلوبنا وبتشجيعه المتواصل أضحت مادة اللغة العربية من أكثر المواد محبة إلى قلبي وبقيت اللغة الإنكليزية هي العقبة الوحيدة، ولكن بالجهد والمثابرة استطعت تخطي الصعوبات وفي النهاية حصلت على مجموع وقدره /207/ درجات في امتحان الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي».

إن "مرح" مثال للطالبة الجامعية في أخلاقها ودراستها وما يدل على هذا هو درجاتها العالية ومحبة جميع مدرسي المقررات لها

وعن أسباب اختيارها لدراسة اللغة العربية أضافت "مرح": «منذ الصف العاشر بدأت أتميز بهذه المادة واسعة الغمار وخاصةً مادة النحو وقد حصلت على الترتيب الثاني في السنة الثانية بمعدل /78,5/». وتتميز "مرح" بدراستها الجدية والمكثفة للمقررات ورغم أنها قليلة الحضور أثناء المحاضرات نتيجة بعد قريتها "عزمارين" عن الجامعة إلا أن زملاءها يرون فيها قدوتهم، فالطالبة "كندة حميدان" تقول: «لدى مرح طريقة قي تقسيم فقرات المحاضرات وحفظها، كما أنها مجدّة بحيث لا تهدر وقتها فنحن نساعدها في متابعة المحاضرات التي تفوتها وهي تساعدنا في فهمها».

مرح وزميلاتها

أما الطالبة "كفاح الصغير" فقالت: «كثيراً ما نواجه صعوبات في فهم المحاضرات فتكون "مرح" ملاذنا وفي أيام الامتحان كثيراً ما ألجأ إليها للاستفادة من معلوماتها حول المقررات كما أنها صديقةٌ مخلصةٌ تمتاز بروحها الجماعية وحبها لزميلاتها واحترام زملائها ولا تتردد بتقديم المساعدة لأي من الطلبة».

وليس الزملاء فقط هم من أشادوا بالطالبة "مرح" فالأستاذ عبد الستار عبد المجيد رئيس قسم شؤون الطلاب أضاف: «إن "مرح" مثال للطالبة الجامعية في أخلاقها ودراستها وما يدل على هذا هو درجاتها العالية ومحبة جميع مدرسي المقررات لها».