التفوق الجامعي ليس حكراً على من أنهى دراسته الثانوية بمعدل درجاتٍ عالية ولكن الإصرار وصحبة الكتاب وتنظيم الوقت تبقى أهم عوامل النجاح في الحياة الدراسية والتي تكون المؤشر على النجاح التالي الذي سيتحقق في الحياة العملية والمهنية.

ومما لا شك فيه أن كل الصعوبات والعقبات لن تقف حاجزاً في وجه من وضع هدفاً أبقاه الموجّه له في كل دقيقة من دقائق الحياة الجامعية. هذه العبارات تصف بإيجاز قصة التفوق التي عاشها الطالب "خير الدين حابو" من قرية "أورم الجوز" وهو خريج كليّة الحقوق جامعة "حلب" بمعدل (74,5) ليكون ترتيبه الثالث على مستوى الكليّة حيث تحدث لموقع eIdleb بتاريخ 14/12/2008 عن بدايته مع التفوق الدراسي قائلاً: «لكوني واحداً من أبناء القرى فربما لا تكون الدراسة هي الطموح الأول ولكن تشجيع والدي الدائم غرس في نفسي العزيمة خاصةً وأنني أكبر إخوتي فكان دائماً ما يحثني على أن أكون مجتهداً في المراحل الدراسية الأولى وهذا يجعل إخوتي يقتدون بي، وفي دراستي الثانوية بدأتُ التفكير السليم بأن أكون أحد الطلبة الجامعيين القلائل في القرية قياساً بعدد السكان وحصلت على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي بمجموع (201) ولم يكن مجموع الدرجات يخوّلني أن أكون أحد المتفوقين على مستوى محافظة "إدلب" لكنني رأيت فرحة التفوق في عيون والديّ وعشتها بتقدير أهل القرية».

بدأت بتقديم الماجستير باختصاص قانون عام على خلاف جميع طلبة الحقوق الذين يرون في القانون الخاص جانباً مهنياً يرضي طموحاتهم

وعن سبب اختياره لدراسة الحقوق أجاب: «إن أغلب الأقسام التي يسمح بها الفرع الأدبي تهتم بمجال التدريس في المراحل الأساسية والثانوية ولذلك رغبت في الدراسة بقسم الإعلام لكن بعد المسافة عن العاصمة حول تفكيري إلى دراسة الحقوق بجامعة "حلب" لسهولة المواصلات وقرب المسافة ولتحقيق هدفي الذي وضعته بعد دراستي الثانوية بأن أكون أستاذاً جامعياً». وعن أسلوب الدراسة والعلاقة بالأصدقاء قال: «تضم الجامعة أفراداً من محافظات متفرقة وبين هؤلاء استطعت أن أجد المكان الذي يناسبني فكان الالتزام بالمحاضرات هو أول الأسباب ودائماً ما كنت أدخل إلى المحاضرة وقد حفظتها قبل أن يقوم مدرس المادة بشرحها كما أن تنظيم الوقت يبقى عاملاً حاسماً فمعظم أوقاتي كنت أقضيها في المكتبة وحتى الأصدقاء كانت تربطني بهم علاقة الدراسة فقط وغالباً ما كانت الأحاديث حول المقررات ولا تتعدى ذلك وحتى في القرية أحب الجلوس إلى الكتاب أو الحاسوب وهذا ما فرضته طبيعة الدراسة والمقررات التي تخلو إلى حدٍ ما من الحيوية في الدراسة».

وعن تحضيره للدراسات العليا أضاف: «بدأت بتقديم الماجستير باختصاص قانون عام على خلاف جميع طلبة الحقوق الذين يرون في القانون الخاص جانباً مهنياً يرضي طموحاتهم».