إنه الوقت، ودائما يلعب الوقت لعبته في حسابات المتفوقين حيث يؤكد معظمهم على أهمية تنظيم الوقت وعدم تأجيل واجبات اليوم إلى الغد وهكذا كان الشأن عند "رامي" حيث تحدُّث عن سرّ تفوقه في الثانوية...

حين التقاه موقع eIdleb في 2/8/2008 مع شقيقته المتفوقة أيضا وبحضور والدهم "عبد الرحمن التويني" في بلدة "تلمنس" الواقعة إلى الشرق من "معرة النعمان" بخمس كيلومترات تقريباً قال "رامي": «كنت أنظم وقتي بشكل ممتاز وأهم عامل للتفوق هو تنظيم أوقات الدراسة وأوقات النوم، حيث واظبت منذ بداية العام الدراسي على ذلك وخاصة ساعات النوم فقد حرصت على أن تكون كافية ما بين ست أو سبع ساعات، وأما عن ساعات الدراسة فقد كنت حريصاً على المتابعة مع المدرسين دون إهمال أو تأجيل أي من الواجبات»، "رامي" الذي حصل على مجموع (258)علامة من أصل (260) وكان باستطاعته أن يحصل على العلامة التامة لكنْ (قالها والده متابعاً): «الوعكة الصحية القاسية هي السبب حيث أصيب بالتهاب حنجرة حاد استمر مدّة شهر قبل الامتحانات، لكن أنا راض عنه وعن شقيقته "يسرى" التي حصلت على مجموع (237) من أصل (240)وهي تطمح أيضاً لدخول كلية الطب مع شقيقها.

أيّ طالب يستطيع أن يتفوق إذا كانت لديه الإرادة الحقيقية لذلك

الشعور لا يوصف والفرحة كبيرة جداً قالها الوالد متحدثاً عن شعوره وأردف: «لقد تابعت دراستهما منذ البداية ولا أخفيك أنهما كانا حريصين على التفوق ولكن كان لابد من مراقبة الجو المحيط بهما ولكوني موجه في الثانوية التي يدرس فيها "رامي" فقد كنت أتابع دراسته وصداقاته وحاولت مع والدته تأمين الجو الدراسي المناسب في المنزل، خاصة وأننا نعيش في جو ريفي لا يوفر ما توفره بيئة المدينة من معاهد خاصة ودروس خصوصية وأيضاً الهدوء فجو الريف مختلف تماماً عن جو المدينة من حيث الزيارات وكثرة الأقرباء والأصدقاء الزائرين ولكن "رامي" متعود على التفوق منذ الصغر فهي ميزة تميزه مع شقيقته عن غيره، وهذه الميزة شجعته على الاستمرار في هذا التفوق».

ويبدو أنّ كلام الأستاذ "عبد الرحمن التويني" مصيب فقد أكد أنّ ولده وابنته لم يتعلما في مدارس أو معاهد خاصة ولم يحضرا دورات خاصة أيضاً كالكثيرين الذين لم يحالف بعضهم النجاح رغم توفير كلّ المقومات كما يقول الأهل عادة. أخيراً أهدى "رامي" هذا التفوق لوالديه الذين كانا خير معين ومشجع له ولشقيقته ولمدرسيه أيضاً.

وأما "يسرى" فقد أردفت عن التفوق قائلة: «أيّ طالب يستطيع أن يتفوق إذا كانت لديه الإرادة الحقيقية لذلك».

أخيراً وكما قالت "يسرى" وشقيقها "رامي" يبدو فعلاً أنّ قضية التفوق هي أولاً وأخيراً قضية إرادة.