لم تكن المرة الأولى في مسيرتها الدراسية التي تحصل فيها على العلامة الكاملة بل جاءت هذه المرة استكمالا لسلسلة التفوق التي حققتها في السنوات السابقة وها هي اليوم "مرح محمد ساهر حامد" من مدرسة "عبد الرحمن عبيدو" في "أريحا" تحصل على العلامة الكاملة 310 /310 في شهادة التعليم الأساسي.

موقع eIdleb التقى الطالبة "مرح" يوم 30/7/2008 في منزلها والتي تحدثت لنا عن نجاحها قائلة: «لم يكن التفوق مفاجأة بالنسبة لي لأني اعتدت ذلك واعتبرته نتيجة طبيعية للجهد الذي بذلته، لكن لا أخفيك بعض التوتر لأن الوضع مختلف في "شهادة التعليم الأساسي" فهي الخطوة الأولى في مستقبل الطالب. كانت الفرحة كبيرة جدا بعد أن وصلتني النتيجة وزادت الفرحة أكثر عندما عرفت حصولي على العلامة الكاملة لأنني كنت خائفة أن تنقصني بعض الدرجات».

وتتابع: «أعتقد أن أهم سبب في تفوقي هو عشقي" للصيدلة" وكان هذا الهدف الذي وضعته هو الذي دفعني للعمل بجد بالإضافة إلى حب التفوق الذي زرعته فينا والدتي منذ طفولتنا عدا عن التشجيع الدائم من قبل والدي ووالدتي ومعلماتي في المدرسة إضافة إلى خلق جو من الراحة النفسية سواء في البيت أو في المدرسة كل ذلك شكل مجموعة من العوامل التي ساعدتني».

أما عن فترات الدراسة اليومية تقول "مرح": « لم أكن أهتم بساعات الدراسة كثيرا لأنني أدرس طوال الوقت المتاح لي وعندما أشعر بأني غير قادرة على الاستيعاب أترك الكتاب وأقوم بعمل آخر لكنني كنت أعمل عكس المقولة "من طلب العلا سهر الليالي" فكانت فترة الدراسة المفضلة عندي في ساعات الصباح حيث كنت أستيقظ باكراً بكل نشاط وحيوية وأبقى أطول فترة ممكنة في الدراسة ثم أتابع بعد فترة من الراحة وأطيل من ساعات الدراسة لكي أنهي واجباتي التي أحددها مسبقا وأنوع في مواد الدراسة في نفس اليوم حتى تكتمل كل المعلومات في ذاكرتي وأتمكن من الربط بينها».

وعن الصعوبات التي واجهتها "مرح" خلال دراستها وكيف تخلصت منها حدثتنا قائلة: «إن أهم مشكلة كنت أعاني منها هي الثقة التي وضعت فيّ من قبل أهلي ومعلماتي والخوف الذي كان ينتابني من عدم مقدرتي الحصول على هذه النتيجة وكنت أتخلص منها عندما أفكر بالمقولة: "لا مستحيل تحت الشمس" فكنت واثقة من تحقيق هذه النتيجة والمشكلة الثانية هي المواد الاجتماعية التي تعتمد على الحفظ والتذكر ومعاناتي الشديدة من النسيان ولكن استطعت تجاوز هذه العقبة عن طريق التكرار والإعادة».

وعن طموحاتها تقول: «أطمح أن أستمر في تفوقي حتى أحصل على نفس النتيجة في الشهادة الثانوية وأستكمل دراسة الصيدلة التي أفضلها منذ طفولتي».

وأضافت "مرح" «أهدي تفوقي إلى والدي ووالدتي وأخواتي وأخص منهم أختي الصغيرة "مروة" التي كان لها دور كبير في تفوقي وإلى جدي وجدتي وجميع المعلمين والمعلمات الذين كان لتشجيعهم الدور الكبير في هذا التفوق وجميع أقربائي وكل من كان له دور في تفوقي».

وقبل أن تختم "مرح" حديثها توجهت إلى زملائها الطلاب بالقول: «الحصول على العلامة الكاملة ليس معجزة الجد والتواصل مع الكتاب وتنظيم الوقت والمتابعة المستمرة واستغلال أيام العطلة في المراجعة والإرادة القوية تجعلها ممكنة».

السيد "محمد ساهر حامد" والد الطالبة "مرح" الذي يعمل رئيس قسم الكهرباء ومعلم حرفة في الثانوية الصناعية في "أريحا" تحدث لنا قائلا: «من خلال عملي كمدرس في الثانوية الصناعية كنت أعرف جيداً ماذا يعني التفوق فكنت دائما أشجع "مرح" على الدراسة وأمنت لها جميع متطلباتها من راحة نفسية وجو مناسب للدراسة وأتمنى لها دوام التوفيق والاستمرار بالتفوق في المرحلة الثانوية وما بعد الثانوية».

السيدة "غانية البين" والدة "فرح" معلمة قالت: «لقد علمت أولادي الاعتماد على أنفسهم في كل شيء وأشجعهم على التفوق من خلال إقناعهم بأن المتفوق له مكانة تميزه عن الجميع وكنت أساعد "مرح" في تنظيم وقت الدراسة».

ثمار التفوق يجنيها كل من ثابر وعمل بجد ليكلل نجاحه بتفوق أسعده وأسعد كل من ساهم فيه.