حرص "عمر" و"يزن حاج خميس" على الاهتمام بالشعر وحفظه، وعلى الرغم من تفوقهما في الدراسة العلمية، ودخولهما مجال الهندسة، حافظا على موهبة حفظ الشعر، ليحصدا جائزة المناظرة الشعرية الأولى عن محافظة "إدلب"، التي أقامتها "شبيبة الثورة"، إضافة إلى مواهب أخرى اكتسباها عن جدارة.

لم يكن "عمر ويزن" بعيدين عن الثقافة العامة التي كان السبب الرئيس فيها والدهما، حسبما أكد "عمر" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 شباط 2018، وقال: «أظن أن هذه البذرة في حب الشعر وحفظه، قد أتت من الوالد الذي يعشق الشعر العربي القديم، ويحفظ آلاف الأبيات عن ظهر قلب، وهو حريص على ثقافتنا العامة، كما يحرص على تفوقنا الدراسي. كان من رواد المركز الثقافي العربي في "إدلب"، وذخيرته الثقافية كبيرة جداً.

المسابقة عبارة عن مناظرة شعرية بين فرق من فروع المحافظات، وكل فريق مؤلف من 3 متسابقين، حيث يقول الفريق بيت شعر ينتهي بحرف معين، والفريق الذي يليه يجب أن يأتي ببيت من الشعر يبدأ بذات الحرف الذي انتهى به الفريق الأول، وهي تعتمد سرعة البديهة، وكل فريق له 5 ثوان فقط ليأتي بالبيت الشعري، وإن لم يأتِ بالبيت، يخرج من المسابقة عن طريق لجنة التحكيم

دخلت و"يزن" الفرع العلمي لكوننا متفوقين بالمواد العلمية، ولكل منا هوايته التي يحب ويستمر فيها، فأنا الآن في السنة الخامسة، هندسة تحكم آلي، وأعمل في الإعلام الإلكتروني، و"يزن" في السنة الأولى، هندسة مدنية، وهو موهوب في التمثيل، ولديه تجربة غنية عندما مثّل دور "محمود درويش" الصغير في مسلسل "في حضرة الغياب"، من إخراج "نجدت إسماعيل أنزور"».

الفرق الفائزة بمسابقة حفظ الشعر

وعن المسابقة التي ربحها في فرع "إدلب" لمنظمة "شبيبة الثورة"، قال "يزن": «المسابقة عبارة عن مناظرة شعرية بين فرق من فروع المحافظات، وكل فريق مؤلف من 3 متسابقين، حيث يقول الفريق بيت شعر ينتهي بحرف معين، والفريق الذي يليه يجب أن يأتي ببيت من الشعر يبدأ بذات الحرف الذي انتهى به الفريق الأول، وهي تعتمد سرعة البديهة، وكل فريق له 5 ثوان فقط ليأتي بالبيت الشعري، وإن لم يأتِ بالبيت، يخرج من المسابقة عن طريق لجنة التحكيم».

وأضاف: «هذه المسابقة تحصل لأول مرة في "سورية"، وعلى مستوى منظمة "شبيبة الثورة"، وقد تكللت بالنجاح، وسوف يتم العمل بها ابتداء من هذا العام. ضم فريقنا -إضافة لنا- شاباً ثالثاً اسمه "محمد ضبع"، وهو في السنة الثانية، كلية الآداب، لغة عربية، ونحن فريق المرحلة السكنية (الجامعية) لفرع محافظة "إدلب".

في السابق، كانت منظمة "شبيبة الثورة" تهتم فقط بكتابة الشعر، لكن هذه التجربة تعتمد على حفظ كمّ هائل من أبيات الشعر؛ لذلك كانت تجربة جديدة. يتم اختيار الفرق عن طريق الروابط الشبيبية، وخاصة أولئك الذين لهم مشاركات سابقة بالشعر، ومازالوا معروفين باهتمامهم على مدى سنوات ضمن الرابطة، وبعد التصفيات بين الروابط ضمن المحافظة الواحدة، يتم اختيار الفريق الأفضل الذي سيمثّل المحافظة ضد المحافظات الأخرى، لكننا في فرع "إدلب" لا نملك روابط بسبب الحرب؛ هو فرع فقط، والفرع عبارة عن غرفة واحدة. وبحكم ترددنا كثيراً إلى المكان، واهتماماتنا الشعرية؛ تمّ اختيارنا لنمثّل المحافظة من دون تصفيات».

"محمد الضبع" تحدث عن زميليه في المسابقة، وقال: «جمعنا الشعر بعد أن فرقتنا الأحداث، ومعرفتي بهما تعود إلى منظمة "شبيبة الثورة"، ولاهتماماتنا المشتركة في حفظ الشعر. كنا فريقاً متجانساً جداً، وتمتعنا بسرعة البديهة التي أكسبتنا الفوز على الرغم من صعوبة المسابقة، والتنافس الشديد بين الجميع. والشيء الجميل في "عمر" و"يزن" هو توظيف الموهبة الجميلة للفائدة على الرغم من ميولهما العلمية الواضحة، إلا أنهما جانسا بين الميول العلمية والمواهب الأدبية التي اكتسباها، وكان في المستوى الإعدادي أخوهم "علي"، وقد حصل مع فريقه على المركز الثاني».

يذكر أن الأخوين من مواليد "إدلب"؛ "عمر" مواليد عام 1995، و"يزن" عام 2000.