موسيقي منذ الطفولة؛ أحب النغم فتذوقه دون أن تتاح له فرصة الدراسة أكاديمياً، لكنه أصر على أن يكون كما يريد فارتبط اسمه بآلة الكمان التي أخذها في رحلةٍ متنقلة بين الدول العربية والمحافظات السورية قدم خلالها حفلات مع ألمع نجوم الفن في العالم العربي "فيروز، وديع الصافي، كاظم الساهر" قبل أن يعود إلى محافظة "إدلب" مسقط رأسه ويستقر هناك ويضع خبرته كلها في خدمة تراث هذه المحافظة وفنونها الشعبية.

إنه المايسترو "صفوان عمر كيلاني" الذي التقاه موقع eSyria في مدينته ليتحدث عن مسيرته الفنية حيث قال: «ولدت في إدلب عام "1967" وعشت طفولتي المبكرة في حيٍّ يدعى "زقاق الحمام" ومنه بدأت رحلتي في عالم الموسيقا حيث كان والدي يحب الموسيقا فأحضر لي مدرساً خاصاً دربني على آلة الكمان التي ارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً فيما بعد، ومع مرور الأيام تطور مستوايَ وأصبحت أشارك في حفلات الشبيبة ونشاطاتها واستمريت حتى سن الثامنة عشرة، لأتوجه بعدها إلى "دمشق" وأدرس الموسيقا فيها على يد مجموعة من الأساتذة يتقدمهم الأستاذ "عدنان الزين" كما كان لي تجربة مع الأستاذ "كمال الحريري" الذي تأثرت به كثيراً.

لدي من الأولاد أربع بنات أحرص على تعليمهن الموسيقا منذ الطفولة وابنتي الكبيرة "فاطمة" تعزف على الكمان، وأختها "شيماء" تحب الإيقاع، فيما "آمنة" مازالت صغيرة ولدي طفلة حديثة الولادة لكنني أسمعهم الموسيقا بشكل دائم

بعد فترة من تواجدي في دمشق انتقلت إلى مرحلة الحياة العملية وبدأت حياة العمل من "لبنان" الشقيق حيث عملت هناك لمدة خمسة عشر عاماً تجولت خلالها في معظم الدول العربية وعملت مع ألمع نجوم العالم العربي مثل العظيمة "فيروز"، والعملاق "وديع الصافي، والموسيقار "ملحم بركات"، والنجم "كاظم الساهر".

صفوان كيلاني

ومع مرور الزمن لم أعد قادراً على مقاومة الغربة فعدت إلى سورية في سنة "2004" وقررت الاستقرار في محافظة "إدلب"، وفي عام "2006" طلبت مني وزارة الثقافة تأسيس فرقة موسيقية تتبع لمديرية المسارح والموسيقا، وعلى أثر ذلك وقعت معهم عقد خبرة وبدأت العمل على تأسيس الفرقة التي أصبحت فيما بعد واحدة من أهم الفرق المهتمة بالتراث، وشاركت في العديد من المهرجانات والأمسيات الموسيقية في مختلف المحافظات السورية».

خلال مسيرته لم يكن "كيلاني" مهتماً بالتلحين وتقديم الألحان الخاصة لكنه صب اهتمامه على التوزيع الموسيقي فوضع رؤيته الموسيقية على العديد من الألحان، إلا أنه بقي قريباً من "التراث الإدلبي" فلم يدخر جهداً في إعادة إحيائه كلما سنحت الفرصة، يقول "كيلاني": «رصيد "ادلب" من الأغاني الشعبية فقير جداً والمعلومات الحالية تقول أنه لا يوجد سوى "15" أغنية تعود تاريخياً بدقة إلى مدينة "إدلب" والسبب في قلة الأغاني هو قربنا من محافظة "حلب" فاختلط النمط الإدلبي مع الحلبي ولم نعد نستطيع التفريق بين النمطين، فتراث "حلب" و"ادلب" واحد ويتمتع بنفس الشكل إلى حد بعيد، والخلاف فقط بالروح فعندما تسمعه تشعر بأنه ليس صناعةً حلبية، كما أن الطبيعة المحافظة لأهالي "ادلب" لم تكن مشجعة لظهور جيل فني مهتم بخلق منتج موسيقي وغنائي، مما قلل من عدد الموسيقيين والمهتمين بالشأن الفني والغنائي».

مع فرقته

وعن إمكانية توريث المهنة لأبنائه قال "كيلاني": «لدي من الأولاد أربع بنات أحرص على تعليمهن الموسيقا منذ الطفولة وابنتي الكبيرة "فاطمة" تعزف على الكمان، وأختها "شيماء" تحب الإيقاع، فيما "آمنة" مازالت صغيرة ولدي طفلة حديثة الولادة لكنني أسمعهم الموسيقا بشكل دائم».

في إحدى المهرجانات