منذ خمسين عاماً والحاج "حمدو حسن الشعبان" مختاراً لقرية "الريان" الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدنية "سراقب" بحوالي 15 كم، فقد خلف أباه الحاج "حسن الشعبان" في عام 1960 وهو في بداية سن الشباب بعد أن أمضى والده في المخترة عمراً مديداً استمر لستين عاماً.

موقع eIdleb التقى المختار الحاج "حمدو الشعبان" في قريته "الريان" حيث بدأ بالحديث عن قصة المخترة التي انتقلت له في سن مبكرة بالقول: «في عام 1900 تسلم والدي الحاج "حسن الشعبان" مخترة قرية "الشيخ ادريس" وفي عام 1945 قام الاستعمار الفرنسي بفصل قرية "الريان" عن قرية "الشيخ ادريس"، وبعد انتقالنا إلى "ريان" ظل والدي مختاراً للقريتين لمدة عامين حتى تم الفصل بينهما من ناحية المخترة في عام 1948 فاقتصرت مخترة والدي على "الريان" حتى عام 1960، ونتيجة تقدم والدي في العمر تم اختياري من قبل أهالي القرية مختاراً خلفاً له، حيث كان عمري آنذاك لا يتجاوز الثامنة والعشرين وإلى اليوم أنا مستمر في هذه المهمة».

الخمسين سنة التي مرت عليّ مختاراً للقرية لم تجعلني أشعر بالتعب أو الملل، أنا سعيد بما قدمته للقرية وأهلها وسعيد أكثر بمحبة أهل القرية لي

في صغره كان لا يفارق مجلس والده المختار المرحوم الحاج "حسن" فماذا تعلم من والده بما يخص الصفات الواجب توافرها في المختار، يقول الحاج "حمدو": «كنت في سنوات صباي لا أنقطع عن مجلس والدي رحمه الله، أتعلم منه كيف يتعامل مع الضيوف ومع المتخاصمين، ومنه أحببت واجبات المخترة ومنه تعلمت أن المختار عليه أن يقدم لأهل قريته ولا يطالبهم بمقابل لما يقدمه، تعلمت منه الأخلاق الحميدة والإحسان إلى الناس».

المختار حمدو الشعبان

وعن الفرق بين مخترة أيام زمان ومخترة اليوم يقول الحاج "حمدو": «مهام المختار أيام زمان كانت متعددة وأكثر تشعباً ومركز المختار كان أكثر حيوية وأكثر أهمية مما هو عليه الحال اليوم، فقد كان المختار سابقا مركز كل شيء في القرية، فهو يحل المشاكل وكل الضيوف ينزلون عنده وأي مشكلة لدى أي من أبناء القرية يتم عرضها على المختار ليقوم هو بالتدخل، أما اليوم فقد اقتصرت وظيفة المختار على أن يكون صلة الوصل بين أبناء القرية والجهات الحكومية في إيصال وثيقة معينة أو أمر معين».

ويختم حديثه بالتأكيد: «الخمسين سنة التي مرت عليّ مختاراً للقرية لم تجعلني أشعر بالتعب أو الملل، أنا سعيد بما قدمته للقرية وأهلها وسعيد أكثر بمحبة أهل القرية لي».

المختار مع الأستاذ أحمد الناصر

الأستاذ "أحمد الناصر" مدير مدرسة "الريان" بدا متحمساً لإبداء رأيه بالمختار "أبو حسن" حيث يقول: «نحن محظوظين جدا بالمختار أبو حسن، وبمساعي هذا الرجل حلت جميع مشاكل أبناء القرية مع بعضهم ومع أبناء القرى الأخرى بشكل سلمي ومرضي، يتصف ببعد النظر وهو صاحب مقاييس حكيمة لكافة المشاكل التي تحدث، يمتلك خبرة كبيرة في التدخل لحل المشاكل حتى إنه مرجع في حدود الأراضي الزراعية لذلك أي خلاف بين أي شخصين حول حدود أراضي كل منهما يكون الرجوع إلى "أبو حسن" للفصل في الأمر، وعلى الرغم من تجاوزه الخامسة والسبعين ما زال يمتلك نفس الحماس ونفس القدرة على التدخل السريع لحلحلة أي إشكال يحدث في القرية، وهو شخص معروف في كل المنطقة وأتمنى من الله أن يمد بعمره لأنه إنسان مصلح ومحبوب من قبل جميع أبناء القرية».

يشار إلى أن الحاج "حمدو حسن الشعبان" مختار قرية "الريان" من مواليد عام 1932 ومن يزوره في قريته يلاحظ مدى الصحة الجيدة التي يتمتع بها، والوجه البشوش الذي يستقبل به ضيوفه، ويتلمس في حديثه وداً صادقاً لقريته وأهلها.

قرية الريان