هو رجل عصري بامتياز، فهو يواكب أحدث التقنيات العلمية والمعرفية، ويعرف كيف يستخدمها، ليستفيد منها في أعماله المتعددة، وكذلك هو رجل يحافظ على الأصالة والتراث من خلال حبه، وتعلّقه بالخيول العربية الأصيلة، وبالطائر الحرّ الذي يرمز للقوة والحرية كما يقول، وهو خدوم محبّ للناس من خلال رعايته لعدّة فعاليات اجتماعية ورياضية، وإنسانية، من خلال تقديمه مجموعة من السيارات لجهات مختلفة نذكر منها مجلس بلدية "بنش" وجمعية "الهلال الأحمر" فرع إدلب، إنّه وباختصار رجل الأعمال "محمد نبيه السيد علي".

انتقل مع أسرته للكويت منذ الصغر ودرس في مدارسها، وحصل على الشهادة الثانوية، ثمّ درس الهندسة الصناعية، ولكنّه لم يكمل الدراسة، فانخرط في سوق العمل في وقت مبكر من حياته حيث عمل في مجال التصدير منذ العام 1987 فصدر الكمأة والمخللات من سورية، ثم انتقل إلى العمل في المجال الصناعي وارتقى فيه حتى أصبح مديرا فنيا في مصنع وشركة "مطاحن الدقيق الكويتية" من العام 1983-1987.

أؤكد قضية أساسية وهي أن العمل التجاري له شقان مادي ومعنوي، ومن الثوابت لدينا هو قضية التنمية ونحن نؤمن بالتنمية الأفقية وضد الهجرة إلى المراكز الحضرية الأخرى مثل "دمشق" و"حلب"، أضف إلى ذلك أنّ محافظة "إدلب" تمتاز بمواردها الطبيعية الغنية إن كان على الصعيد البشري أو على الصعيد الجغرافي، فهي تمتاز بتوزيع وتنوع ديموغرافي وتشكّل نموذجا على مستوى القطر فمثلا عدد سكان "إدلب" يقترب الآن من مليوني نسمة موزّعة على رقعة شبه متساوية ومعظم المساحة الجغرافية مأهولة بالسكان، وهذا عنصر إيجابي للمحافظة لذلك أي مؤسسة اقتصادية يجب أن تنعكس دورها التنموي على مجتمعها، من هذه الرؤيا قررنا البقاء في محيطنا الجغرافي والحيوي أي في "إدلب" حتى نساهم في تفعيل وتحريك هذا المحيط

انتقل إلى العمل في شركة "تويوتا"واستلم إدارة قطع الغيار منذ العام 1987حتى حرب الخليج فعاد إلى سورية قبل فترة وجيزة من تحرير الكويت. وبعد تحرير الكويت عاد إلى العمل في مصنع "المرطبات والعصائر" كمدير له، وفي هذه الفترة قام بانشاء شركة تصدير للخضار والفواكه في بلده "بنش" في العام 1991 وعلى الطرف الآخر استمر في العمل الوظيفي كمدير إدارة في الكويت لغاية العام 1993مع العمل المتواصل على تنمية الشركة الخاصة، ثم قرر العودة في نهاية العام المذكور للوطن على الرغم من المغريات الكبيرة التي قدمتها شركة تويوتا للاستمرار معها، لأنّه أحدث نظاما جديدا في الخدمة وأتمتة إدارة منظومة قطع الغيار، فجاءه مندوب من شركة تويوتا للتفاوض معه خوفاً من انتقاله إلى شركة "نيسان" كما كانت الشركة تعتقد، فأجابه «يكفيني غربة يجب أن أستقر في وطني» وأثناء لقائه بموقع eIdleb قال: «بعد رجوعي إلى بلدي قمت بتطوير مشغل الخضار والفواكه، وأدخلت أصنافا جديدة في عملية التصدير مثل "قمر الدين والحبوب" ونظرا لضعف امكانية المنتج السوري للتصدير قررت احداث منشأة لمعالجة المحاصيل الزراعية، حيث كان العمل يعاني من عدم وجود الغرابيل الحديثة ويعتمد على المكننة البدائية، وقد طورت الفكرة إلى مطحنة عدس بتقنيات عالية، وتمّ إحداث هذا التصنيف في وزارة الصناعة حيث لم يكن موجود سابقا مثل هذا التصنيف، الجرش وتصنيف الحبوب وتعبئتها آليا في العام 1995-1996 بعد أن جرت مراسلات مع وزارة الصناعة من اجراءات التصنيف بخصوص هذه الصناعة، وبدأت الإنتاج والتصدير، فصدرت إلى السعودية والأردن ولبنان ومصر والكويت، وذلك إمّا بشكل مباشر أو عن طريق الوسطاء، ونحن أول من أنتج العدس المقشور وليس المجروش، وقد قمت بتدعيم المصنع بأحدث تقنية في العالم، للغرض اللوني لتحقيق أعلى جودة ممكنة ومطابقة للمواصفات العالمية، فنحن نبيع العدس على المسطرة، ولا يوجد في العالم بيع وشراء بهذه الطريقة، لأنه هناك معايير ومواصفات يجب أن تتحقق في عملية البيع والشراء، مع أنّه تم إحداث منشآت كثيرة في "حلب، وحماه، وادلب"، ولكن شركتنا كانت السباقة في هذا المجال، فأصبح العدس السوري يصدّر بطريقة مصنّعة مما خلق قيمة مضافة للمنتج السوري».

"محمد نبيه السيد علي" بين مجموعة من الخبراء الصينيين

وأضاف: «في العام 1993 كانت هناك عمليات استيراد للسيارات من قبل الشركة، وهي بالأساس شركة استيراد وتصدير عامّة فقمنا في العام 2003 باستيراد السيارات كوكيل حصري لشركة "ذونغ سينغ" والتي تنتج سيارات حقلية وشركة "مابل" التي تنتج سيارات ركاب سياحية تلتها شركة "gbc" وهي متخصصة بإنتاج سيارات الشحن الخفيفة والمتوسطة، ثم تلتها شركة "dfm" للسيارات الصغيرة باصات وسيارات صغيرة ومتعددة الاستخدامات، وقد تمّ إيقاف التعامل مع بعض الشركات لأنّها لم تلتزم بتعهداتها فيما يخصّ خدمة الزبائن، وتم احداث فروع عدّة مراكز تابعة للشركة بدء من المنطقة الساحلية في "طرطوس" وصولا إلى المنطقة الشرقية في "الحسكة" مع احداث العديد من نقاط البيع، لتغطية محافظات القطر ونظرا للأزمة العالمية تقرر دعم القطاع الصناعي في الشركة وخصوصا فيما يتعلق بالصناعات الغذائية والتحويلية والتي لها حاجة ضمن البلد، وحالياً يجري العمل على احداث صناعة للأعلاف الحيوانية، ومصنع لزيت الزيتون، والزيوت النباتية، ومصنع للبرغل إذا توافرت التسهيلات اللازمة فسيتمّ إنجازها خلال العام 2010 وتحديدا التسهيلات الإدارية حيث بدأت دراسة هذه التوجّهات منذ بداية العام 2007 وجار العمل على إصدار التراخيص والأمور القانونية، ومن الجدير بالذكر أنه في كل مراحل العمل تمّ المحافظة على مقر الشركة الرئيسي».

حول تمركز كل أعماله ووجود مقر شركته في محافظة "إدلب" قال: «أؤكد قضية أساسية وهي أن العمل التجاري له شقان مادي ومعنوي، ومن الثوابت لدينا هو قضية التنمية ونحن نؤمن بالتنمية الأفقية وضد الهجرة إلى المراكز الحضرية الأخرى مثل "دمشق" و"حلب"، أضف إلى ذلك أنّ محافظة "إدلب" تمتاز بمواردها الطبيعية الغنية إن كان على الصعيد البشري أو على الصعيد الجغرافي، فهي تمتاز بتوزيع وتنوع ديموغرافي وتشكّل نموذجا على مستوى القطر فمثلا عدد سكان "إدلب" يقترب الآن من مليوني نسمة موزّعة على رقعة شبه متساوية ومعظم المساحة الجغرافية مأهولة بالسكان، وهذا عنصر إيجابي للمحافظة لذلك أي مؤسسة اقتصادية يجب أن تنعكس دورها التنموي على مجتمعها، من هذه الرؤيا قررنا البقاء في محيطنا الجغرافي والحيوي أي في "إدلب" حتى نساهم في تفعيل وتحريك هذا المحيط».

"محمد نبيه السيد علي" و"أنيس بدوي"

وبسؤله عن دور شركته في التنمية البشرية التي يسعى لها وكيف تجلى هذا الأمر قال: «يرتاد المحافظة الكثير من الزبائن لشركتنا لعمل الصيانة لسياراتهم في مقر الشركة الرئيس على طريق "إدلب- بنش"هذا بالإضافة إلى أنّ للشركة نشاطات اقتصادية من خلال المشاركة في المعارض الدولية مثل معرض "دمشق الدولي" ومعرض "حلب الدولي" ومعرض "اللاذقية" هذا من جهة ومن جهة أخرى تمّ إعادة الحياة لموقع "الحصون" حيث مقر الشركة بعد أن كان مكبا للنفايات، أما الآن فغدا منطقة مأهولة بالسكان ما انعكس إيجابيا على المجتمع المحلي في هذه المنطقة.

أخيراً نذكر أنّ "محمد نبيه السيد علي" من مواليد "بنش" عام 1962 التي تقع شرقي "إدلب" بسبعة كيلومترات، وهو صاحب "مجموعة السيد علي" للاستيراد والتصدير وأمين سر غرفة تجارة وصناعة "إدلب" وعضو مجلس إدارتها.

درع من الصين