يقولون، وليس من باب المبالغة في القول، إنه ليس لعشيرة لولا شيخها، فما بالك بعشيرة "بني عز" لولا الشيخ "أحمد المبارك". و"المبارك" هو شيخ العشيرة المذكورة، والتي هي أكبر عشائر قبيلة الموالي.

فحين وصلنا إلى قريته "أبو دالي" الواقعة شرقي "معرة النعمان" بخمسة وثلاثين كيلومترا للقاء الشيخ اكتشفنا مدى الاهتمام والرعاية التي أولاها، وهو عضو مجلس الشعب عن الدور التشريعي الثامن والتاسع، لقريته بالتعاون مع شقيقه "سعود المبارك" رئيس بلدية القرية المذكورة من شقّ وتعبيد للطرق سواء في القرية أو تلك الموصلة إلى القرى والبلدات المحيطة، إلى إنارتها بالكهرباء، إلى فتح مدرسة للتعليم الأساسي وثانوية، وإيصال الهاتف، واحداث بلدية، ومشفى يتسع لثلاثين سريراً، وعلى الرأي القائل من يحمل الخير لأهله يوصله لأهالي القرى المحيطة به، لذلك صار الشيخ مضرب المثل في المنطقة.

هو شهم وكريم ومضياف، ويسعى لخدمة الناس بشكل دائم، لذلك نال محبة عشيرته والعشائر المجاورة

وفي لقائنا به في مضافته التي يبلغ طولها أكثر من عشرين متراً وعرضها سبعة أمتار جلسنا مع بعض أبناء العشيرة، ليعطينا وجهه الطافح بالكرم، متحدّثاً عن طفولته بالقول: «أنا من مواليد 1959عشت طفولتي في "بيت شعر" في البادية السورية، متنقلاً مع عائلتي التي تتألف من أخوتي "فواز" مربي أغنام، و"ناصر" مختار قرية "أبو دالي"، و"علي" مربي أغنام ومزارع، و"درويش"مربي أغنام، و"شلاش" مدير مدرسة البادية، إضافة للطبيب "دهام المبارك" المقيم في بريطانيا حالياً، كنت مع هذه العائلة نمضي خلف أغنامنا التي كان يصل عددها إلى عشرين ألف رأس غنم، باحثين عن الكلأ.

مشفى قرية أبو دالي

حتى عام 1991حيث استقر المقام بقسم من العائلة في قريتنا، وقسم منها مازال يرافق القطيع في البادية، وفي تلك الفترة اعتدت من الوالد المضياف "محمد الدرويش" رحمه الله ، على استقبال الضيوف، والاصغاء لأحاديثهم الرزينة عن هموم الرعي والبادية، وما يدور بين العشائر والقبائل المجاورة، فتعلّمت منهم آداب المجالس، إضافة إلى دراستي الثانوية في مدينة "السلمية". ووالدي رحمه الله كان يحسّ بالسعادة ويشعرنا بذلك حين يقدّم المساعدة للآخرين، وهذا ما بلور شخصيتنا على الكرم وحب الضيافة».

وعن سؤالنا له عن مهام شيخ العشيرة إن كانت قد اختلفت عما كانت عليه سابقاً؟ أجاب بقوله: «لم تختلف كثيراً فما زالت مسؤولية العشيرة تقع على عاتق شيخها من حلّ المشاكل وفض الخصومات ومساعدة المحتاجين والفقراء، والوقوف إلى جانب الضعفاء من أبنائنا، وقد ساهمنا والحمد لله بحلّ الكثير من النزاعات، وقمنا بفض عدد كبير من الخصومات بين المتناحرين نذكر منها المشكلة التي وقعت بين عشيرة النعيم وبعض آهالي مدينة "السقيلبية" وبين آل السلّوم وآل البكري في ناحية التمانعة».

في مضافة الشيخ أحمد المبارك

وعن دخوله مجلس الشعب أضاف: «دخلت المجلس عام 2003وما زلت حتى الآن، وأظن أنني قدّمت خدمات كثيرة سواء للقرية أوللقرى المجاورة، وأيضاً لكلّ من قصدني من طالبي المساعدة».

وفي سؤال للسيد "برازي النوري" من عشيرة "الدولة" الذي كان في مضافة الشيخ "أحمد" عن رأيه بالشيخ، أجاب بقوله: «هو شهم وكريم ومضياف، ويسعى لخدمة الناس بشكل دائم، لذلك نال محبة عشيرته والعشائر المجاورة».

"أحمد المبارك" شيخ عشيرة "بني عز" التي تتوزع في محافظات "إدلب" و"حماة"، و"دمشق" و"حلب" وحمص" ويبلغ عدد أبنائها في منطقة "معرة النعمان" وحدها حوالي خمسين ألف نسمة.