من الطبيعي جداً أن تلتقي بشخص يهوى الموسيقا، أوالرياضة، أوالسفر، أوغيرها من الهوايات المألوفة، ولكن من غير الطبيعي أن تلتقي بشخص يهوى تربية الحيوانات المفترسة، إنّها حكاية "أحمد حلاق" الذي تربطه مع حيواناته، علاقة حميمية، فهو يردد دائماً بأنّ أجمل أوقاته، تلك التي يقضيها مع وحوشه.

يقول "حلاق" لموقع eIdleb عن بداياته مع هذه الهواية الغريبة: «منذ أن كنت في الصف السادس الإبتدائي وأنا مغرم بالحيوانات المفترسة، حيث بدأت بتربية أفعى، وبومة، و"عضّلتين"، ولكن من شدة خوف والدي عليّ، قام بقتل هذه الحيوانات، وأذكر أني حينها مرضّت مرضاً شديداً، فاشترى لي "ببغاء" وطلب مني تربيته بدلاً من تلك الحيوانات، إلا أنّ هويتي لتربية الحيوانات المفترسة لم يتراجع شعرة واحدة، فأصبحت أشتري الحيوان صغيراً وأربّيه، كأنه طفل رضيع، من حيث الرعاية، ومن حيث نوعية الحليب المستخدم في الرّضاعة».

أطمح لامتلاك حيوانات أشرس وأكبر حجماً، وأسعى لشراء "دب" و"أسد" و"أفعى الأناكوندا"، وهو نوع من الأفاعي يصل طوله لحوالي ستة أمتار، ووزنها مئة وثمانين كغ، وهي لا تلدغ، وإنما تقتل بالخنق

وعن المجموعة التي يملكها حالياً يقول "أحمد": «أملك حالياً "ضبع آسيوي"، وهذا النوع هو أشرس أنواع الضباع، وأكبرها حجماً، وأغلاها ثمناً اشتريته منذ سنتين، ولديّ "سعدان يمني"، وهو من فصيلة القرود، موطنه الأصلي المناطق الجبلية بين "اليمن" و"السعودية"، وهو حيوان لاحم وكبير الحجم، حيث يصل ارتفاعه لحوالي 120 سم، ولديّ "أفعى" من نوع "السارول"، أوكما تسمى محليا بـ"الأفعى الطرشة"، وهي من أخطر أنواع الأفاعي، إذ تملك أربعة أنياب، ولدغتها تقتل خلال عشرة دقائق.

يلاعب السعدان

وتضم المجموعة أيضاً "كلب الهاسكي"، وهو الكلب المستخدم في مناطق الأسكيمو، لجرّ العربات، ولديّ ذئاب آسيوية، وقنفذ ذي أشواك طويلة، حيث يتراوح طول أشواكه بين الثلاثين والأربعين سنتميتر، وهو حيوان نباتي، ولحمه يؤكل، ولديّ تماسيح إفريقية، وباشق، وقط شيرازي، و"ابن آوى"، وهو حيوان لاحم، أكبر من "الثعلب"، وأصغر من "الذئب"، ولديّ "كلاب افرنجية"، وكنت في السابق أقوم بتربية "النعام" و"الطواويس"، إلا أنّه مع وجود الحيوانات المفترسة، لم يعد من الممكن تربية الطيور».

وعن كيفية التعامل مع الحيوان المفترس يقول "أحمد حلاق": «إن تربية الحيوانات المفترسة هواية جميلة ومفيدة، وإنّ الرغبة الحقيقية في التعايش مع تلك الحيوانات، شرط أساسي لكي تألفها، ولكل حيوان نقطة ضعف، يمكنك من خلالها ضبط سلوكه إن شذّ في بعض الأحيان».

مع الضبع

وعن التكاليف المادية الكبيرة التي تتطلبها هذه الهواية يقول: «أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من دخلي أصرفه على شراء ومصاريف الحيوانات المفترسة، من أدوية وأغذية واشراف بيطري، وفي بدايات تربيتي لهذه الحيوانات، كان عدد منها يموت، حيث كنت أشتري بعض صغارها بحوالي ثمانية ألاف ليرة، وهذا ماحصل مع سبعة ضباع صغيرة، ورغم هذه المصاريف الكبيرة، فأنا مصّر على عدم بيع أي حيوان، أوعرضها مقابل مبلغ من المال، وأنا سعيد بهذه المجموعة وأعتبرها سبباً رئيسياً لسعادتي في الحياة».

وعن طموحه الأهم في مجال هذه الهواية يقول: «أطمح لامتلاك حيوانات أشرس وأكبر حجماً، وأسعى لشراء "دب" و"أسد" و"أفعى الأناكوندا"، وهو نوع من الأفاعي يصل طوله لحوالي ستة أمتار، ووزنها مئة وثمانين كغ، وهي لا تلدغ، وإنما تقتل بالخنق».

صداقة حميمة

نشير أخيراً إلى أن "أحمد حلاق" من مواليد مدينة "إدلب" 1975م.