«لقد عشقت الكتاب، وكثيراً ما حلمت أن أكوّن مكتبةً ضخمةً تحوي مختلف العلوم والمعارف، لكنّ جمود الحركة الفكرية في "إدلب" في الستينيات كان له أثره السلبي على طموحي، فعمدت إلى تحقيق ما أصبو إليه بدراسة قسم "التربية"، والحصول على دبلوم علوم تربوية اختصاص مكتبات من الاتحاد السوفييتي عام /1987/.

وبعد عودتي بشهرين وحصولي على الشهادة عينت أميناً لمكتبة المركز الثقافي في "إدلب" الذي بني حديثاً آنذاك، فكانت الكتب حزماً تحتاج إلى الترتيب، وهذا ما عملت عليه أولاً، ترتيب الكتب وفهرستها، ثم إدخالها وعناوينها وموضوعاتها إلى الحاسب، وكان ما أردت بعد ثلاثة أعوام من العمل المضني والشاق والمتعب، لكن أصبح بمقدور رواد المركز الحصول على أي كتاب بدلالة كلماتٍ بحثيةٍ معينة، ثم عينت معاوناً لمدير ثقافة "إدلب" عام /2000/، في هذه الفترة كانت المحافظة تعاني سكرات موت لحالتها الثقافية والإبداعية بغياب الفعاليات الثقافية المتميزة، والمقتصرة على الندوات، والأمسيات الشعرية والأدبية، والمحاضرات، والمهرجان الوحيد المسمى بمهرجان "المدن المنسية" الذي يعنى بالسياحة والآثار، في حين أن الأنشطة الثقافية تقام على هامشه، وفي عام /2004/ أصبحت مديراً للثقافة، عملت بمشاركةٍ بناءةٍ وقوية من أعضاء المركز الثقافي في "إدلب"، وكبار باحثي المحافظة على وضع خطّة عملٍ توجهنا بها إلى الدكتور "رياض نعسان آغا" وزير الثقافة وتضمنت مهرجان "الشباب" المسرحي عام /2007/ بعد موت ما سمي المسرح، ثم مهرجان "إدلب الخضراء للفنون الشعبية"، ليستضيف الفرق الفنية من المحافظات وبعض الأقطار العربية والأجنبية، وفعالياته التراثية، واستضافته لكبار الباحثين في التراث العربي، إضافةً لما شهدته الحركة الثقافية من نهوضٍ في مجال الموسيقا، والمسرح، والسينما، والندوات السياسية، والمهرجانات الأدبية، والنهوض بتجهيزات المركز الثقافي من أجهزة الصوت والإضاءة المستقلّة بقيمة مليون ونصف مليون ليرة، كان لوزير الثقافة اليد العليا في تأمينها».

إن عملي كمديرٍ للثقافة يقتضي متابعة المناحي الإدارية أكثر من الاهتمام بحضور الأنشطة الأدبية، فبمبادرة من السيد وزير الثقافة، والأستاذ "محمد خالد عمر" تم تأسيس "اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال"، وكنت من المؤسسين، أما المراكز الثقافية فغدت ثمانية وعشرين مركزاً بعد أن كانت ثمانية عشر، منها مراكز "كفرتخاريم"، و"أرمناز"، و"المعرة"، و"كفرنبل"، و"تل مرديخ"، و"كنصفرة"

وعن مساهمته في تأسيس "اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال"، وقيام العديد من المراكز الثقافية قال "شحادة": «إن عملي كمديرٍ للثقافة يقتضي متابعة المناحي الإدارية أكثر من الاهتمام بحضور الأنشطة الأدبية، فبمبادرة من السيد وزير الثقافة، والأستاذ "محمد خالد عمر" تم تأسيس "اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال"، وكنت من المؤسسين، أما المراكز الثقافية فغدت ثمانية وعشرين مركزاً بعد أن كانت ثمانية عشر، منها مراكز "كفرتخاريم"، و"أرمناز"، و"المعرة"، و"كفرنبل"، و"تل مرديخ"، و"كنصفرة"».

مشاركته في الأنشطة الثقافية

وعن التطور الذي شهدته الحركة الموسيقية خلال إدارة "شحادة" لثقافة "إدلب"، تحدّث الموسيقي "صفوان كيلاني" قائد فرقة "الموسيقا الشرقية" التابعة لمديرية الثقافة قائلاً: «عمل مدير الثقافة على تأمين الآلات الموسيقية، وتخصيص أماكن التدريب، وانتقاء أفضل العناصر الموسيقية لتنضم للفرقة، بعد أن كانت الموسيقا مهملةً تماماً ولا وجود للأسماء الموسيقية في المحافظة، وهذا ما ينطبق على الفرق التراثية والمسرحية، وحتى السينما بتأسيس النادي السينمائي، وكان له الفضل الكبير بتأمين الميزانية والإشراف المباشر على العمل، لتغدو الفرق المسرحية والموسيقية في تطورٍ ملحوظ مع أنها ما زالت في المهد».

يذكر أن مدير الثقافة "هيثم شحادة" من مواليد مدينة "إدلب" عام /1963/.

مدير الفرقة الموسيقية صفوان كيلاني.