عَُرفت برحابة صدرها وأسلوبها المتميز في الحديث مما يجعلك تشعر عندما تحدثها، شقّت طريقها في عباب الحياة من ربة منزل إلى عضو في الاتحاد النسائي إلى رئيسة رابطة، لتثبت للعالم أن المرأة ليست رهينة بيتها بل لها رسالة في الحياة لابد أن تؤديها لخدمة البشرية، لعبت دوراً كبيراً في تفعيل دور المرأة ومساعدتها في الخروج من قوقعتها التي تجعلها حبيسة منزلها، لتتخلص من أميتها وتصبح عنصرا فاعلا في المجتمع.

السيدة "آمنة العبسي" رئيسة رابطة الاتحاد النسائي في مدينة "أريحا" التقاها موقع eSyria لتحدثنا عن دورها في تنشيط وتعزيز دور المرأة في المجتمع، والتي بدأت حديثها قائلة: «منذ كنت ربة منزل تمتعت بمهارات شخصية جعلتني محببة لدى جميع جاراتي، حيث أستمع لهمومهن ومشاكلهن وأقدّم لهن النصح والمشورة، وكنت أرى أني ذات تأثير على من حولي من النساء فكانت آرائي دائماً في خدمة المرأة والأسرة، وبعد زواجي رأيت أن عمل المنزل يمكن القيام به في فترة قصيرة، وما تبقى من الوقت كيف لي أن أستغلّه وخصوصاً أن زوجي يمارس الأعمال الحرة وغيابه لفترة طويلة عن المنزل جعلني أتتطلع إلى عمل أشغل به وقت فراغي ويعود عليَّ بالفائدة، فتواصلت مع رابطة الاتحاد النسائي في "أريحا" وانتسبت إلى الاتحاد وأصبحت رئيسة وحدة نسائية أقوم بالتنسيق مع الرابطة على توعية النساء والعمل على رفع مستوى المرأة الفكري والثقافي».

لم يعد دور المرأة العمل المنزلي وتربية الأطفال فقط بل يقع على عاتقها إيصال الفائدة وتقديم النصح والمشورة والمساعدة لمن يحتاجها، وهذا ما لا يستطيع تقديمه آلف رجل فهي التي تستطيع الدخول إلى عالم النساء الأخريات، لتساعدهن على الخروج من الإطار الذي وضعهن المجتمع فيه، وهذا ما يعود بدوره لفائدة المرأة والأسرة وبالتالي المجتمع بأسره

وعن وصولها إلى رئاسة الرابطة ودورها في هذا المنصب تقول "العبسي": «بقيت في الوحدة النسائية مدّة عامين، وتدرّجت في المناصب في الرابطة إلى عضو مجلس رابطة، ثم أصبحت عضو قيادة رابطة، وبعد عامين تقاعدت رئيسة الرابطة، وتمّ انتخابي رئيسة رابطة منذ عام /2003/ وبعد عامين انتهت المدة المحددة، وأعيد انتخابي رئيسة للرابطة مرة أخرى عام /2005/ وسعيت من خلال عملي في رئاسة الرابطة إلى جذب أكبر عدد ممكن من النساء للاتحاد، حيث أقمت علاقات جيدة مع جميع النساء اللواتي يترددن إلى الرابطة من خلال أسلوب جيد في التعامل، وبمهاراتي الشخصية استطعت كسب رضا الناس عن طريق الاستماع لهمومهم ومشاكلهم ومساعدتهم في تجاوز العقبات التي تعترضهم فكان لي تأثير جيد على نساء "أريحا"، ومن خلال عملي في الرابطة حاولت أن أكون علاقات جيدة مع النساء في الريف الذي يتبع منطقة "أريحا" حيث يمتد مجال عملنا لهذا الريف فأصبح للرابطة جمهور كبير من نساء الريف والمدينة، فنحن نحاول تقديم الدعم والمساعدة لجميع النساء الأعضاء في الاتحاد من خلال إقامة دورات في مجالات مختلفة، وفي هذه المرحلة سعيت بكل ما أوتيت من قوة لتثقيف نفسي وتحسين وضعي الاجتماعي فحصلت على الثانوية العامة عام /2007/ بعد أن أصبح لدي ثقافة عامة جيدة تشمل جميع النواحي التي تهم الأسرة والمرأة والمجتمع».

السيدة آمنة العبسي رئيسة رابطة الإتحاد النسائي بأريحا

وفي مقارنة سريعة بين دورها كربة منزل ورئيسة رابطة تقول: «أنا أرى أن المسؤولية التي تقع على عاتقي كامرأة سواء كنت ربة منزل أو رئيسة رابطة اتحاد نسائي هي نفسها لكن تتسع المسؤولية إلى أن تشمل شرائح مختلفة من النساء، لكنني مازلت ربة منزل، ولدي علاقات جيدة من حولي من نساء الحي وأقوم بواجبي المنزلي على أكمل وجه، وأنا أم لأربعة أولاد لكن وجودي في العمل جعلني أقوم بواجبي المنزلي بجد ونشاط، لأنّ هناك عمل آخر ينتظرني فهذه هي الفائدة التي حصلت عليها من العمل في الرابطة».

وقبل أن تنهي حديثها تقول السيدة "آمنة": «لم يعد دور المرأة العمل المنزلي وتربية الأطفال فقط بل يقع على عاتقها إيصال الفائدة وتقديم النصح والمشورة والمساعدة لمن يحتاجها، وهذا ما لا يستطيع تقديمه آلف رجل فهي التي تستطيع الدخول إلى عالم النساء الأخريات، لتساعدهن على الخروج من الإطار الذي وضعهن المجتمع فيه، وهذا ما يعود بدوره لفائدة المرأة والأسرة وبالتالي المجتمع بأسره».

يشار إلى أن السيدة "آمنة العبسي" من مواليد مدينة "حلب" ومتزوجة في "أريحا" وهي أم لـ/أربعة/ أطفال ذكور وإناث وتعمل حالياً رئيسة لرابطة الاتحاد النسائي في "أريحا".