«لم أُخلق لأصبح عالماً بل لأعمل في مزرعة أبي وجدي...أعتني بأشجار الحقل كما أعتني بأبنائي الصغار، وعندما أدخل إلى حقل الزيتون، أو أجلس إلى جانب أبقاري في المزرعة أجد الراحة التامة بعيداً عن الحياة كلّها، في سن العاشرة غالباً ما كنت أهرب من المدرسة وأركن الكتب في أي مكانٍ من المنزل، لأذهب إلى الحقل لمساعدة والدي، رغم كل ما أبذله من جهدٍ وعناءٍ كنت أجد نفسي مع صديقاتي شجيرات الزيتون، واليوم وقد قومت الحقل كما أحب، فإنني لا أرضى أن يدخل أحدٌ إليه أو يشاركني في العمل على خدمته في أعمال الزراعة والفلاحة».

هذا ما تحدث به المزارع "ابراهيم مستريح" من أبناء قرية "القنية" لموقع eIdleb عن قصة تعلقه بالزراعة وحبه للأرض والذي أضاف: «ورثت من والدي مزرعة البقر وحولها /4/ دونماتٍ من الأرض الزراعية، وبدأت العمل حتى أصبحت من كبار الملاكين في القرية، فعدد القطيع تجاوز /75/ رأساً من البقر الحلوب، و/4/ دونم من الحقل تحولت إلى /40/، إضافةً للحقول التي قمت بشرائها وتجاوز عدد أشجارها /2500/ زيتونة، هذا ما جنيته بعملي خلال /38/ عاماً، لكنني أعتبر كل زيتونةٍ أخاً لي، و/2500/ شجرةً أعرفها ونوع كلٍ منها وما تعطيه في كل موسم، أما الأبقار، فأجد فيها الروح التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام، ورغم كل العروض التي وجهت لي عبر الهجرة إلى فنزويلا وبلاد المهجر، أو العمل في المدينة، فإن غصن زيتونٍ من الحقل، ورائحة تربته تغني عن كل كنوز الأرض».

يمتاز بحسن معاملته في المنزل، فهو الأب والأخ والزوج والحبيب، وكل شيٍ لي، شخصيته المنزلية تتميز عن باقي الرجال في معاملته، وحبه للضيف وكرمه، إضافةً إلى عطفه على الحيوانات التي يملكها، وثقافته العليا في جميع مناحي الحياة

كان هذا عن شخصية المزارع "ابراهيم مستريح"، أمّا عن حياته الاجتماعية فقد تحدث السيد "بسام حبيب مستريح" أحد أقاربه فقال: «يتميز "ابراهيم" عن بقية سكان القرية بحبه للعمل وحبه لجميع أهل قرية "القنية" رغم أن مولده في قرية "اليعقوبية"، فتجده أول الشبان في الحفلات والأعياد، وهو من يقوم بزفة العريس وإنشاد "العراضة" الخاصة يوم الزفاف، وعلمياً فهو ممن يهتم بالبحث العلمي والمعلومات التاريخية على وجه الخصوص، إضافةً إلى إكرام الضيف ومساعدة المحتاجين».

بسام حبيب مستريح

أما زوجته "نجلة" التي آثرته على أهلها في فنزويلا وعلى دراسة الطب فيها، والعديد من الأعمال التي عرضت عليها لإتقانها اللغة الإسبانية فقالت: «يمتاز بحسن معاملته في المنزل، فهو الأب والأخ والزوج والحبيب، وكل شيٍ لي، شخصيته المنزلية تتميز عن باقي الرجال في معاملته، وحبه للضيف وكرمه، إضافةً إلى عطفه على الحيوانات التي يملكها، وثقافته العليا في جميع مناحي الحياة».

يشار أن "ابراهيم مستريح" من مواليد قرية "اليعقوبية" عام /1971/ ويسكن في "القنية" وله /5/ أولاد.

ابراهيم مستريح وزوجته نجلة