الشعر هو روح الحياة، وإنسانية الإنسان في مساعدته للآخرين. فنظم الشعر، وكتابة القصة القصيرة والرواية، ورسم الكاريكاتير هي بعض المواهب التي تسعى من خلالها "وليدة العابد" الطالبة الجامعية القادمة من قرية "كفر سجنة" التابعة لمنطقة "معرة النعمان" لدخول عالم الأدب بعزيمة لا تلين.

حيث استطاعت جمع هذه المواهب الأدبية مع ميولها العلمية ومحبتها علوم الذرة والكيمياء، ووسط العديد من الحواجز والضغوط، وغياب أي تشجيع تمكنت من وضع قدمها على طريق الشعر معلنة بدء مشوارها مع الأدب إلى أن توجت عشقها للأدب والشعر بالانتساب إلى كلية الآداب باختصاص اللغة العربية، لتتغير الصورة وينقلب الاعتراض إلى تشجيع وخاصة من قبل الأهل، ومعها كانت الانطلاقة الحقيقية والفرصة المناسبة لإبراز تلك المواهب وتنميتها عبر الغوص في نهر الأدب الذي لا قرار له.

يأتيك ظلك حافٍ ليس يعرفه من عتمة الدرب لا أرض ولا جبل خابت مساعيك لمّا جاء منكسراً وليس بينك أو بين الثرى سبل أوتيتما وطناً تنأى لراحته حتى قلاك فهل يصطادك الأجل

هذا المشوار الذي لا يزال في بدايته كان لموقع eIdleb وقفة معه من خلال لقاء هذه الشاعرة والأديبة التي تشق طريقها في عالم الأدب بثقة وعزيمة وقد بدأته بالإجابة عن سؤالنا عن بدايتها مع عالم الشعر والأدب حيث قالت: «معرفتي بالشعر وكتابته كانت منذ الصغر حيث كان لي مشاركات شعرية في مجلات الحائط المدرسية، ثم واصلت طريقي مع الشعر والأدب رغم معارضة الأهل وميولي العلمية بكوني طالبة في الثانوية الفرع العلمي ولكنّ ذلك لم يقف حائلاً بيني وبين موهبتي الأدبية وبالفعل جاءتني الفرصة للتسجيل في قسم اللغة العربية بكلية الآداب الثانية في"إدلب"، وأنا اليوم في السنة الرابعة في الكلية التي أحب وليكون نظم الشعر هو أول مشواري وتعلقي واهتمامي بالأدب فالشعر لدي هو روح الحياة ولا أتصور حياتي بلا شعر، وأنا لا أقيد نفسي بمدرسة شعرية معينة بل أطلق العنان لمخيلتي لتخوض كل التجارب».

الطالبة الشاعرة وهي تخط بعض أشعارها

غالباً ما تتعدد مواهب من يعمل في الأدب وتكثر هواياته وإبداعاته، فما الهوايات التي تجد نفسها من خلالها غير الشعر، وما أهم مشاركاتها في النشاطات الأدبية عن ذلك تضيف "وليدة" قائلة: «شاركت في عدد من نشاطات اتحاد الطلبة واتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع الكلية وبتشجيع من أساتذتي ومن أدباء المحافظة وكتابها وفي مقدمتهم الدكتور"فاروق اسليم" و"نضال الصالح" و"خطيب بدلة" و"تاج الدين موسى" وخلال هذه الفترة كنت ميّالة إلى كتابة القصة القصيرة الساخرة والرواية، حيث كتبت رواية عن حوار الأديان بعنوان "خلف الضمير"، وشاركت بها عن طريق الاتحاد النسائي في مسابقة شركة "أنا ليند" الإسبانية كما تقدمت بقصة قصيرة للمهرجان الطلابي الخامس والعشرين في العام /2008/ ولكنها لم تدرج ضمن القصص المشاركة، كما كتبت رواية باسم "إخلاء سبيل" وأعتقد أنها تصلح أن تكون قصة تلفزيونية».

وماذا عن رسم الكاريكاتير وهل هو من هوايتك المفضلة؟.

«أحببت رسم الكاريكاتير وتعلقت به مع دخولي الجامعة، حيث وجدت فيه تعبيراً عن بعض الأحاسيس والمشاعر التي تكتمل بها صوري الشعرية، وقد قدمت مجموعة من الرسومات عن التدخين والإيدز بعضها موزع في أرجاء الكلية، أردت من خلالها إرسال رسالة توعية للشباب الجامعي، كما أنني أحب القراءة وساعدني في ذلك تشجيع الكاتب والأديب "خطيب بدلة" الذي أهداني مجموعة من/50/ كتاباً قرأتها جميعاً، وكذلك أنا أميل إلى الكتب العلمية، وكتابة الأناشيد الدينية، ويبقى حلمي الأكبر نشر أشعاري في ديوان».

من المعروف عن "وليدة" حبها للنشاطات الاجتماعية الإنسانية ومساهماتها مع الجمعيات الأهلية عن ذلك تقول: «للنشاط الاجتماعي والإنساني جزء هام في حياتي، حيث أشارك كمتطوعة في نشاطات الاتحاد النسائي وجمعية تنظيم الأسرة، وفي دورات محو الأمية للسجينات، وأنا أجد في ذلك تعبير عن شخصيتي وميولي الشعرية والأدبية وأعتقد أن الإنسان لا يعرف مدى إنسانيته إلا من خلال تقديم المساعدة للآخرين».

وختمت الشاعرة "وليدة العابد" حديثها ببعض أبيات الشعر من إحدى قصائدها وعنوانها "ظلك وأصداء وطن":

«يأتيك ظلك حافٍ ليس يعرفه

من عتمة الدرب لا أرض ولا جبل

خابت مساعيك لمّا جاء منكسراً

وليس بينك أو بين الثرى سبل

أوتيتما وطناً تنأى لراحته

حتى قلاك فهل يصطادك الأجل».