"لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" هو شعار وعنوان لقصة حياة شاب كتب له أن يأتي إلى هذه الدنيا فاقداً طرفيه العلويين فقرر أن يدخل مع نفسه في تحد للإعاقة ويتابع دراسته ليصل إلى الجامعة، قصة اسمها "يوسف العطار" ذلك الشاب البالغ من العمر عشرين عاماً وهو من أبناء قرية "كفر نجد" الواقعة إلى الشمال من مدينة "أريحا" بنحو/3/ كم....

حيث لم تمنعه ظروف إعاقته وفقده ليديه من متابعة حياته التي خط تفاصيلها منذ صغره بقدمه اليسرى التي تعلم الكتابة بها ليستعيض عن يديه وليواصل مسيرته مع العلم وليبلغ الجامعة وهو اليوم في السنة الثانية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة "حلب" معتمداً على نفسه كباقي أفراد أسرته إلا في بعض الأشياء التي يحتاج فيها إلى من يساعده وغالباً ما تكون شقيقته الصغرى التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها وهي التي ترافقه إلى الكلية لمساعدته عند الحاجة.

إن الإعاقة عند من يمتلك الإرادة ويتحلى بالصبر لن تكون عائقاً أمام مواصلة حياته وستكون حافزاً للنجاح وإثبات الذات وأنه على ذوي الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا بعض النعم عدم الاستكانة لإعاقاتهم بل مواجهة الحياة وصعابها بكل قوة إرادة وتصميم

وعن تفاصيل حياته التي ما عرف اليأس فيها يقول في لقاء مع موقع eIdleb: «على الرغم من أنني جئت إلى هذه الدنيا بدون يدين إلا أن إيماني بالله وتصميمي وقوة إرادتي جعلني أنظر بتفاؤل نحو المستقبل فكان لا بد من أن أمارس حياتي بشكل شبه طبيعي لكي أستطيع التأقلم مع الوسط المحيط بي حيث أتناول الطعام بنفسي وأقوم بلعب كرة القدم كما أنني في الصغر كنت أقود الدراجة الهوائية وأذهب بها إلى الحقل دون مساعدة من أحد حتى أنني كنت أرفض أن يساعدني أحد عند تقديم الامتحانات واعتمدت على نفسي في كل شيء».

الرجل اليسرى للقراءة والكتابة

ويضيف: «لقد عوضني الله عن فقدي ليدي بالقدرة على استخدام رجلي اليسرى في الكتابة وفي قضاء بعض الحاجات وبالتصميم الذي لا يعرف اليأس حصلت في الثانوية العامة الفرع الأدبي بمجموع/188/ درجة ودخلت قسم اللغة العربية بناء على رغبتي كوني أحب قراءة القصص والروايات الأدبية وتلاوة القرآن الكريم، سنوات قضيتها متنقلا بين المدرسة والجامعة وغرفتي المخصصة في منزل أهلي الذين كان لهم وبشكل خاص والدتي الدور الأكبر في تغلبي على إعاقتي ومواصلتي مشوار التعلم».

وختم حديثه بالقول: «إن الإعاقة عند من يمتلك الإرادة ويتحلى بالصبر لن تكون عائقاً أمام مواصلة حياته وستكون حافزاً للنجاح وإثبات الذات وأنه على ذوي الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا بعض النعم عدم الاستكانة لإعاقاتهم بل مواجهة الحياة وصعابها بكل قوة إرادة وتصميم».

يوسف في حديقة المنزل
القدم اليسرى لتشغيل آلة التسجيل