قوة الإرادة والتصميم والعزيمة والصبر كلها أسلحة ينبغي على المرء التسلح بها إذا ما قرر الدخول في تحدي مع نفسه ومع الصعاب التي تواجه للوصول إلى غاياته وتحقيق طموحه وآماله.

وقد تكون هذه الأسلحة والصفات مجتمعة هي التي مكنت"ربا حوران" تلك الفتاة الأمية الكفيفة التي حال وضعها الصحي دون العلم والتعلم وكتب عليها أن تكون ملازمة بيتها في قرية "محاريم" وهي إحدى قرى ريف منطقة "سراقب"، ولأنه لا يوجد شيء يقهر إرادة الإنسان فقد استطاعت قهر واقعها والتغلب عليه ولتبصر النور بقلبها وبالعلم الذي طالما تمنت أن تحصل عليه حتى جاءت اللحظة المناسبة التي مكنتها من تحقيق ذلك، تلك الفرصة ما هي إلا الالتحاق بدورات محو الأمية التي تقيمها دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بمحافظة "إدلب" حيث كان لها ما أرادت نتيجة التشجيع الذي حظيت به واهتمام الآخرين بها.

صحيح أنني لست الوحيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تستطيع التغلب على إعاقتها ومواصلة طريق العلم إلا أنني أشعر أنني وبفضل الله تعالى استطعت بدء صفحة جديدة من حياتي والتخلص من حياة الجهل والظلام إلى حياة العلم والنور وأنه لولا الإصرار والعزيمة لما حققت ذلك ولبقيت رهينة العمى والمنزل

وعن ذلك تقول"ربا حوران" خلال حديثها إلى موقع eIdleb: «في البداية كنت خائفة ومترددة جداً كوني كفيفة ولم يسبق لي الذهاب إلى المدرسة ولكن ما شجعني أكثر هو كون زوجة أخي معلمة في دورة محو الأمية ولذلك قررت الالتحاق بتلك الدورة وكان هذا في العام/2004/ وبالإرادة والطموح وتشجيع و تحفيز كل من حولي أنهيت الدورة بنجاح ثم تقدمت لامتحان المستوى الثالث ونجحت به».

ربا حوران تتحدث عن تجربتها مع محو الأمية

وتتابع القول: «وقد أهلني اجتياز المستوى الثالث للتسجيل في امتحانات شهادة التعليم الأساسي الذي اجتزته بنجاح أيضاً وبمجموع قدره/235/ درجة وهذا المجموع أعطاني حافزاً وشجعني أكثر على متابعة المشوار مع العلم والتقدم لامتحان الشهادة الثانوية العامة - الفرع الأدبي وكان هذا في دورة العام/2006/ ونلت مجموعاً وقدره/145/ درجة وبسبب كوني كفيفة فقد التحقت بالجامعة مباشرة دون مفاضلة واخترت قسم التاريخ بجامعة "حلب" وأنا الآن في السنة الثالثة ومعدل درجاتي يقارب الـ 70%».

وعن شعورها بما حققته قالت: «صحيح أنني لست الوحيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تستطيع التغلب على إعاقتها ومواصلة طريق العلم إلا أنني أشعر أنني وبفضل الله تعالى استطعت بدء صفحة جديدة من حياتي والتخلص من حياة الجهل والظلام إلى حياة العلم والنور وأنه لولا الإصرار والعزيمة لما حققت ذلك ولبقيت رهينة العمى والمنزل».

وزير الثقافة يكرم ربا حوران

يذكر أن "ربا حوران" كانت من بين المميزين الذين قام وزير الثقافة الدكتور"رياض نعسان آغا" بتكريمهم خلال الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية في محافظة "إدلب" تقديراً لما حققوه لمحو أميتهم ومواصلة مشوار العلم والمعرفة.