«أن تعمل في مجال الثقافة أمر في غاية البساطة لكن أن تنجح في عملك وتجعل الناس على علاقة جيدة مع مركزك وتلبي حاجاتهم أمر يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت لكن مع الإرادة والهواية وتستطيع أن تجعل من مركز لا تتجاوز مساحته الـ /100/ متر مربع بيت يضم كل العائلة المثقفة في البلد ويشعرك أن جهدك قد تكلل بالنجاح».

بهذه الكلمات بدأ السيد "أحمد طقش" مدير المركز الثقافي العربي في بلدة "سرمين" حديثه لموقع eIdleb أثناء زيارتنا لهذا المركز ولقائنا به ليحدثنا عن السبل المتبعة لخلق هذا النوع من الحراك الثقافي والذي قال لنا: «لكل عمل تقوم به لابد من وجود مقومات وسبل يمكن إتباعها لإنجاح هذا العمل، والعمل في مجال الثقافة يعتبر من أهم الأعمال وأصعبها بسبب البعد بين الجيل الجديد والثقافة أمام ثورة الاتصالات الحديثة من ناحية ومن الناحية الأخرى رغم أن الثقافة حاجة أساسية لا تقل أهميتها عن حاجة الطعام والشراب إلا أن البعض يعتبرها حاجة كمالية وترفيهية وليس أكثر من ذلك، فهذا ما يجعلك كمدير لمركز ثقافي أمام خيارات صعبة إما أن تستطيع أن تخلق هذا النوع من التفاعل أو أن يصبح المركز كالبيت بدون سكان وهذا يجعلك تشعر بأنك لم تنجح في عملك».

أنا أعتبر نفسي من من القرّاء النهمين في "سرمين" لذلك عندما أقوم بعمل نشاط ما في المركز أطرح بعض الأسئلة حول موضوع الندوة أو المحاضرة وأقوم بتقديم هدايا رمزية لمن يجيب على الأسئلة فهذا يعتبر نوع من أنواع الترغيب وتقوية العلاقة بين المركز ورواده

وعن الطرق التي يتبعها لكسب أكبر عدد ممكن من جمهور الثقافة في بلدة "سرمين" يقول "الطقش": «منذ تأسيس المركز عينت مديراً له وكان لدي دافع كبير للعمل في مجال الثقافة وأطمح لذلك منذ فترة طويلة وبعد أن أصبحت مدير المركز وجدت نفسي وجهاً لوجه مع ما كنت أطمح له رغم صعوبة هذا العمل لكن الإرادة القوية والتصميم على النجاح جعلني أسير بخطوات استطيع القول أنها مقبولة من خلال العلاقات الاجتماعية التي أقمتها مع العديد من المثقفين في البلدة حيث أدعوهم لزيارتي في المركز، كما أقوم بزيارة مدارس البلدة وتوزيع بروشورات بأسماء الكتب والعناوين التي أرى أنها أكثر رواجاً بين جيل الشباب، إضافة إلى أنني رأيت أن هناك توجه نحو الكتب الدينية مثل كتب الشيخ "سعيد رمضان البوطي" و"تفسير القرآن" فعملت على تأمين هذه الكتب ووضعها في مكتبة المركز فاستطعت أن أرفع عدد الكتب في المكتبة من /300/ كتاب حتى حوالي /2500/ كتاب في فترة قصيرة كما أقمت علاقات طيبة مع طلاب الجامعات فأصبحوا يستعينوا بالمكتبة لتنفيذ حلقات البحث التي يكلفوا بها».

السيد أحمد طقش مدير المركز الثقافي في سرمين

وعن مدى العلاقة التي تكونت بينه وبين الثقافة من خلال العمل في إدارة المركز يقول : «أنا أعتبر نفسي من من القرّاء النهمين في "سرمين" لذلك عندما أقوم بعمل نشاط ما في المركز أطرح بعض الأسئلة حول موضوع الندوة أو المحاضرة وأقوم بتقديم هدايا رمزية لمن يجيب على الأسئلة فهذا يعتبر نوع من أنواع الترغيب وتقوية العلاقة بين المركز ورواده».

يشار إلى أن السيد "أحمد طقش" من مواليد "سرمين" عام /1970/ وحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة "حلب" ويعمل مدير للمركز الثقافي منذ تأسيسه عام /2005/.

المركز الثقافي في سرمين
مكتبة المركز الثقافي في سرمين