«الإعلام المحلي أولاً وأخيرا، وأقول ذلك لأنني من قراء موقع eIdleb بعد أن وجدت فيه ضالتي سواء أكان ذلك قبل أو بعد إقامتي في هذه المدينة، حتى أنني تعرّفت إليها من خلاله، وأيضاً من خلال منتداها على الشبكة».

قالها الطبيب "مديّن الديّوب" حين عرّفه بي الروائي "عبد العزيز الموسى" فما أن ذكر له اسمي حتى قال: «أنا أعرفك جيداً فأنت صاحب مقالة (أبو نص لسان سيصبح دكتور)، وكذلك (ساخرة على فوّهة أحزانها)، و(طنجير يبع الخبز بإيحاء المنهمكين)، وكذلك المقالات التي تناولت فيها الروائي "عبد العزيز الموسى"، والشاعر "محمد الشيخ علي"، ثمّ ذكر بعض المقالات للزميل "مالك موقّّع"، ليدلل على أنّه من المتابعين لما ينشر في موقعنا، وذلك ليتعرّف من خلاله على محافظة "إدلب" بشكل عام.

أنا أشكر لكم هذا الجهد الذي تبذلونه، وأتمنى أن تظلّوا أوفياء للناس الطيّبين

الطبيب "مديّن الديّوب" من مدينة "السلميّة"، وتمّ تعينه في الصحة المدرسيّة لمدينة "كفرنبل"، فكان يظن كما قال أن الحياة في هذه المدينة ستكون قاسية مقارنة مع "السلمية"، وأضاف: «أنا أعزو سبب الجهل وعدم معرفة الآخر ضمن المجتمع الواحد إلى انغلاق المجتمعات على بعضها، وعدم وجود تعاطي اجتماعي حقيقي كالذي كان سائداً في السابق، ولا أدري سبب التراجع في هذا التواصل الذي يؤدي فقدانه إلى الجهل بالآخر، وبالتالي خلق تصورات وأحكام مسبقة كثيراً ما تكون خاطئة ومغايرة للواقع، وهذا ما حدث معي، لذلك استعنت كثيراً بموقعكم».

الطبيب مدين الديوب في ثقافي كفرنبل

و"الديّوب" من مواليد /1968م/ مختص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، ومنذ سنتين ونصف تقريباً أتى إلى "كفرنبل" للعمل في الصحة المدرسيّة، فقال: «بقيت لمدّة أربعة أشهر أذهب إلى "السلمية" بعد انتهاء الدوام، لأعود صبيحة اليوم التالي، حيث ظننت في البداية وجود اختلاف كبير بين المجتمعين، ولكن بعد مضي /أربعة/ أشهر تغيّرت فكرتي عن المدينة التي كنت أحسبها منغلقة ولا تقبل الآخر، وكانت هذه الأفكار غير صحيحة بعد التعرّف إلى المدرّسين والأطباء وفعاليات البلد الاجتماعية، وبسبب ميولي الثقافية وجدت أيضاً ضالتي فيها بوجود الروائي الكبير"عبد العزيز الموسى"، وآخرون يكتبون الشعر والقصّة ويقرأون بنهم كبير، لذلك بعد زواجي من مدرّسة لغة انكليزية من "مصياف" قررت الاستقرار في "كفرنبل"، وفتح عيادة خاصّة علماً أن انطباع زوجتي عن هذه المدينة كان شبيهاً بانطباعي، لكنها بعد أن عاشت هنا تغيّرت كلّ تصوراتها، وأصبحت جزءاً من النسيج الاجتماعي للبلدة، وأمست تقضي الكثير من الوقت عند صديقاتها وجيرانها».

وهل كان موقعنا قادراً على نقل الثقافة، وآلية تفكير الناس في هذه المنطقة؟

«بالتأكيد هو تجربة رائدة جداً، وربما فريدة من نوعها بين المواقع العربية كما أعرف من خلال تصفحي للمواقع الالكترونية، وأتمنى أن يظلّ موقعكم قريباً من الناس البسطاء، فهم يقدّمون الصورة الحيّة عن الواقع الاجتماعي والثقافي، فمثلاً كنت أعالج ابنة السيد "محسن اليونس"، ولم أكن أعرف شيئاً عن الرجل، ففاجأتني صورته في مقالتك (أبو نص لسان سيصبح دكتور)، وعرفت من خلالها أنّه يناضل في سبيل لقمة أطفاله، ويسعى للتحصيل العلمي، لذلك صرت أكنّ له كلّ الاحترام والتقدير».

أخيراً ختم "الديّوب" بقوله: «أنا أشكر لكم هذا الجهد الذي تبذلونه، وأتمنى أن تظلّوا أوفياء للناس الطيّبين».