يعتبر من أهم الشخصيات في بلدة "سراقب" حيث سعى جاهداً من خلال موقعه في إدارة المركز الثقافي إلى رفع مستوى الحركة الثقافية والأدبية في البلدة من خلال مجموعة من الأفكار المستنيرة التي يهدف من خلالها إلى إعادة الشباب إلى الانهماك في الحياة الثقافية والفكرية، والذي يعمل دون ملل للارتقاء بنشاطات المركز الثقافي إلى مستوى يرضي جميع المهتمين في الثقافة والأدب.

السيد "زكريا حاج علي" مدير المركز الثقافي في بلدة "سراقب" الذي التقاه موقع eIdleb أثناء زيارته لهذا المركز والذي بدأ حديثه قائلاً: «بعد أن تخرجت في كلية الآداب، أوكلت إليّ مهمة إدارة المركز الثقافي في "سراقب" بعد تأسيسه بثلاثة أعوام منذ عام /1992/، وعملت جاهداً لخلق جسر يربط المهتمين في الشأن الثقافي من أبناء البلدة بالمركز الثقافي الذي يعتبر المنبع الرئيسي للثقافة فيها من خلال إقامة العديد من التظاهرات الثقافية بمساعدة هؤلاء المهتمين من محاضرات وندوات وأمسيات شعرية، وخلق رابط قوي معهم عن طريق دعوتهم إلى هذه النشاطات عن طريق الاتصالات الهاتفية أو بطاقات الدعوة. وقمنا بعمل غير مسبوق وهو الإعلان عن نشاطات المركز في مآذن المساجد ليصل إلى كافة أبناء البلدة، فكان الإقبال على الحضور والمشاركة جيد جداً في الفترة السابقة، ولكنه بدأ بالتراجع بعد أن أخذت الشاشات الإلكترونية معظم أوقات الشباب من تلفزيون أو إنترنت وغير ذلك من ثورة الاتصالات الحديثة».

بعد أن تخرجت في كلية الآداب، أوكلت إليّ مهمة إدارة المركز الثقافي في "سراقب" بعد تأسيسه بثلاثة أعوام منذ عام /1992/، وعملت جاهداً لخلق جسر يربط المهتمين في الشأن الثقافي من أبناء البلدة بالمركز الثقافي الذي يعتبر المنبع الرئيسي للثقافة فيها من خلال إقامة العديد من التظاهرات الثقافية بمساعدة هؤلاء المهتمين من محاضرات وندوات وأمسيات شعرية، وخلق رابط قوي معهم عن طريق دعوتهم إلى هذه النشاطات عن طريق الاتصالات الهاتفية أو بطاقات الدعوة. وقمنا بعمل غير مسبوق وهو الإعلان عن نشاطات المركز في مآذن المساجد ليصل إلى كافة أبناء البلدة، فكان الإقبال على الحضور والمشاركة جيد جداً في الفترة السابقة، ولكنه بدأ بالتراجع بعد أن أخذت الشاشات الإلكترونية معظم أوقات الشباب من تلفزيون أو إنترنت وغير ذلك من ثورة الاتصالات الحديثة

  • ما هي أهم المقترحات والأفكار التي حاولت تطبيقها للإبقاء على هذا الجسر الذي يربط المركز برواده؟
  • قاعت الحواسيب في المركز الثقافي في سراقب

    ** أنا أعتبر أن العمل في مجال الثقافة يحتاج إلى جهد وعمل متواصل من أجل النجاح في هذا المجال، فهو يختلف عن غيره من القطاعات الأخرى لأن من يعمل في الثقافة هو الذي يسعى إلى المواطن خلاف القطاعات الأخرى التي يسعى المواطن إليها. فأنت عندما تقيم نشاطاً معيناً تجد نفسك بحاجة إلى أن تذهب للجمهور لتأخذ بيده للحضور بدل من أن يأتي إليك، فيقع على عاتقنا إرضاء جميع الأذواق وتلبية جميع متطلبات الجمهور. فمن هنا أريد أن أقول إن الارتقاء في الواقع الثقافي يحتاج إلى تضافر جهود عديدة لإنتاج مناخٍ صحي يساهم من خلاله الإعلام والمؤسسات التعليمية لغرس حب الثقافة في نفوس الجيل الجديد من خلال إشراك طلاب المدارس والشباب في معارض ومهرجانات تحض على الثقافة، لنشر الثقافة بينهم تحت شعار "الثقافة للجميع". ولابد للقائم على المؤسسات الثقافية أن يتمتع بهامش من الحرية والمبادرات الفردية والتمويل اللازم ورصد مبالغ إضافية في هذا المجال لتحسين الواقع الثقافي.

  • أمام ظهور هذه الثورة الحديثة في الاتصال وغلاء سعر الكتاب الذي يدعيه البعض، كيف يمكن للمراكز الثقافية أن توازن هذه المسألة في تنشيط القراءة والمطالعة؟
  • مكتبة المركز الثقافي

    ** صحيح أن البعض يدعي أن عزوف العديد من جيل الشباب عن القراءة سببه غلاء سعر الكتاب لكن المسألة غير متعلقة بهذا الجانب، فالقراءة والمطالعة أصبحت شيئاً ثانوياً بالنسبة للكثير من جيل الشباب، فهو يكتفي بقراءة ما يوجد لديه من مقررات مدرسية، لكن الثقافة تتطلب أن تكون القراءة والمطالعة من أولويات الشخص ومن هذا المنطلق فقد أمّنت المراكز الثقافية القراءة المجانية لمحبي الثقافة والمطالعة عن طريق مكتبة تحتوي على عناوين متنوعة ومتعددة من خلال الإعارة أو قاعة المطالعة في المركز، فهذا يؤدي إلى تجاوز العقبة في ارتفاع سعر الكتاب وغياب العناوين عن سوق الكتاب.

  • كيف استطعت من خلال إدارتك للمركز الثقافي من استقطاب هؤلاء الشباب وإعادتهم إلى الأوساط الثقافية، وما هي أهم النشاطات التي أقامها المركز من خلال عملك لفترة طويلة فيه؟
  • ** من أهم الأنشطة التشجيعية التي حاولنا من خلالها الأخذ بأيدي الشباب لإعادتهم إلى الارتباط بالثقافة إقامة مسابقة "عكاظ الشعرية" من أجل أظهار المواهب الشابة والأخذ بأيديهم للظهور، ورفد الساحة الأدبية والشعرية بالمزيد من الإبداعات الواعدة. كما أقمنا جائزة "عبد الله حياني" بمساعدة ولده الصيدلاني "غسان حياني" أحد أبناء البلدة، ومجموعة من الفعاليات التجارية و الاقتصادية والتي نقدم من خلالها مبالغ مالية للمتفوقين في الدراسة في شهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، وشهادة التعليم الأساسي لخلق علاقة وثيقة بين أبناء البلدة والمركز الثقافي، إضافة لتشجيع الطلاب على الدراسة والتفوق. كما سنطلق في العام القادم مهرجان "سراقب" للثقافة والتراث وتكون دورته الأولى.

    وقبل أن ينهي حديثه قال: «لابد من الإشارة إلى أن العمل في مجال الثقافة يعتبر هواية يسعى الشخص من خلالها لرفع مستوى الثقافة والمثقفين في البلد، لذلك يتطلب هذا الواقع تقديم دعم أكبر من المعنيين بالواقع الثقافي من خلال تأمين سيارة لكل مركز ثقافي نظراً للحاجة الماسة في حالة إقامة النشاطات الثقافية. كما نحتاج إلى المزيد من الدعم المعنوي.

    يشار إلى أن السيد "زكريا حاج علي" من مواليد بلدة "سراقب" عام /1961/، حاصل على إجازة في علم الاجتماع -كلية الآداب جامعة "حلب" عام /1984/- ويعمل مديراً للمركز الثقافي في "سراقب" منذ عام /1992/ حتى الوقت الحاضر.