اسم لامع أثبت وجوده في مشفى "معرّة النعمان" الوطني، وفي كل مجالات العمل التي تخص الصحة والثقافة وخدمة المواطن. في عمر طفولته كانت هواياته متنوعة وعديدة فمن هواية جمع علب الكبريت بأنواعها إلى جمع العملة ثم هواية قراءة المجلات والكتب وأخيراً هواية المراسلة، «كنت أقرأ يومياً /20/ رسالةً وأكتب /10/، وأحصى لي والدي في المنزل /20/ ألف رسالة».

والكلام للسيد "بشار صبحي درويش" وهو يعتبر من المؤسسين الفاعلين في مشفى "المعرّة"، والذي يمثله في معظم نشاطات وملتقيات الثقافة والعلم في البلد.

أروع وأجمل ما كتبت كان عام /1990/ وهي قصة واقعية عنوانها "الحبيب المُيتم" وتحكي قصة شاب توفيت حبيبته بحادث أمام عينيه وبقي وحيداً، وهي تعبر بصدق عن الحب المقدس الطاهر، ولدي مجموعة من القصائد الرومانسية مثل قصيدة "عشقي لها" و"دمعة عشق" و"فاتنتي". كما أقرأ لشعراء كبار مثل "نزار قباني" و"شوقي بزيع" و"أحمد فؤاد نجم" ولكُتاب مثل "طه حسين" و"مصطفى العقاد" و"حسنين هيكل"، وخطتي القادمة في الأدب هي كتابة القصيدة ثم إتباعها بقصة تشرح مضمونها

"بشار" من مواليد عام /1969/ نشأ في ريف "المعرّة" وكانت له فترة طفولة وشباب دراماتيكية مميزة تحدث عنها لموقع eIdleb قائلاً: «أنا وحيد لأبوي على شقيقات ثلاث كلهن متزوجات، تركت هواية جمع علب "الكبريت" بعد أن سببت حريقاً في المنزل، كانت النقود التي أحصل عليها من والدي وسيلة فقط لشراء الكبريت والمجلات، وفي المرة التي لا أحصل فيها على "الخرجية" أجد مكان النقود قصةً أو مجلةً من أبي الذي كان يعمل شرطياً في محافظة "حلب"، ويعتبره الجميع شرطياً ملتزماً وقد علمني حب الوطن. أما والدتي فكانت تعمل ممرضة وبالإضافة إلى عملها تقدم المساعدات الطبية الخيرية للجيران وأهالي القرية وبشكل لا يوصف، لذلك فإنها قدّمت لي حب العطاء ومحبة الناس».

السيد بشار يقدم المساعدة في قسم الإسعاف

تعابير "بشار" الحسية عن طفولته تعبّر قبل كلماته التي استطرد فيها مضيفاً: «انتقلنا للعيش مع والدي في مدينة "حلب"، وفي المدرسة كنت رائداً على مستوى المحافظة في مادة التعبير، وعندما دخلت المرحلة الإعدادية ترشحت لدورة تمثيل في "رابطة شبيبة الثورة" وشاركت في مسرحية (قبل أن يذوب الجليد). كان لدينا في المنزل جو عائلي نموذجي مكنني من ممارسة جميع هواياتي وأدخلني عالم الثقافة وحب القراءة والاطلاع، صحيح أني كنت مدلل في البيت، لكن مدلل بشكل منظم وضمن أسلوب تربوي وحضاري.

بعد المرحلة الثانوية درست في المعهد التجاري لأتخرج منه وأعمل في القطاع الخاص في عدة مجالات مثل السياحة والمحاسبة، فكرت في السفر مرات عديدة، وتقدمت بالانتساب إلى معهد بلجيكي لتعلم صقل الألماس، لكن خوف والدتي من تركي للمنزل جعلني ألغي فكرة السفر نهائياً، وأراد والدي إدخالي العمل الوظيفي، وبعد ذلك كان له ما أراد، حيث تمّ تعييني محاسباً إدارياً في بلدية قرية "حزارين" بعد إجرائي لمسابقة تعيين في العام /2000/، وبحكم العلاقات الاجتماعية ومحبة أهل القرية لي أصبحت عضواً في المجلس البلدي في العام /2006/، وتمّ ترشيحي لصفة أمين سرّ المجلس بعد ذلك».

يصافح أحد الزائرين

"بشار" اليوم هو رئيس نقابة العمال في المشفى الوطني بـ "المعرّة" ونائب مدير الشؤون الإدارية، وعن الطريق التي أوصلته إلى ذلك كله أضاف: «انتقلت إلى مشفى "المعرّة" الوطني في العام /2007/ كمحاسب، وكان ترتيبي /العاشر/ بين عدد الموظفين وأتصور أنه لم يكن في المشفى مكان حتى لأجلس عليه، وبدأت العمل مع المدير "صفوان شحادة" وبقية الزملاء لإطلاق المشفى وتكميل وضعه الداخلي، وخلال فترة قصيرة أردت أن أصبح نقطة فاعلة فيه وأن أبتعد عن العمل المحاسبي لأن طموحي اجتياز الجدران الأربعة لمكتب المحاسبة، واخترت بموافقة المدير ومساعدته أهم قسم في المشفى وهو قسم التأهيل والتدريب، ومهمته هي التدريب والتعليم والإشراف على البحث العلمي.

سنتان ونصف التي قضيتها في هذا المشفى حصلت على سمعة جيدة وكسبت محبة الناس ورضاهم، لأني دائماً أرفع هذا الشعار الذي أضعه على طاولة مكتبي ويقول: (العمل هو الحياة، وحب الخير هو السعادة، وثقافة العمل تنبع من الضمير). وبناءً على اقتراحي واقتراح إدارة المشفى وعامليه وبمساعدة مدير المشفى ومدير الصحة، أحدثنا جمعية سكنية لموظفي المشفى وتقع خلفه مباشرةً، وقد حصلت على المرتبة الأولى في جمعيات المنطقة كلها، وتعتبر أكبر جمعية في المدينة، فجميع المنتسبين لها هم من صغار الموظفين حديثي العهد بالعمل، وقد وصل عدد المسجلين فيها إلى /419/ برسم اشتراك زهيد وهو /1500/ ليرة، وهي تعمل حسب قانون الاتحاد التعاوني السكني، وأنا أترأسها حالياً وأسيّر أمورها. وأنا عضو أيضاً في جميع اللجان التي تمّ تشكيلها مؤخراً في المشفى، حيث أقوم بحكم إدارتي لقسم التدريب بتسجيل متدربين في الطب والتمريض لرفد المشفى بالكوادر وتعويض النقص الكبير في طاقمه الطبي، ودائماً ما نقوم برفع طلبات استيعاب متدربين ومتدربات إلى مديرية الصحة».

يشرح عن مكتبة المشفى

ويؤلف السيد "بشار" القصص والقصائد الرومانسية ويقرأ للعديد من الأدباء فيما ذكر قائلاً: «أروع وأجمل ما كتبت كان عام /1990/ وهي قصة واقعية عنوانها "الحبيب المُيتم" وتحكي قصة شاب توفيت حبيبته بحادث أمام عينيه وبقي وحيداً، وهي تعبر بصدق عن الحب المقدس الطاهر، ولدي مجموعة من القصائد الرومانسية مثل قصيدة "عشقي لها" و"دمعة عشق" و"فاتنتي". كما أقرأ لشعراء كبار مثل "نزار قباني" و"شوقي بزيع" و"أحمد فؤاد نجم" ولكُتاب مثل "طه حسين" و"مصطفى العقاد" و"حسنين هيكل"، وخطتي القادمة في الأدب هي كتابة القصيدة ثم إتباعها بقصة تشرح مضمونها».

كون الشاب وحيد أهله صفة ليست إيجابية دائماً في نظر السيد "بشار" لأنه أوقف الكثير من المشاريع في حياته مقابل إرضاء والديه، وهذا لم يعق وصوله إلى المكانة الجيدة في كافة مناحي المجتمع، فهوعضو في منظمة "الهلال الأحمر" وعضو في اللجنة العلائية، ويقوم مع مجموعة من مثقفي "المعرّة" بتأسيس جمعية جديدة هي "جمعية أصدقاء المعرّة"، وينظر الناس إليه في المشفى على أنه طبيب ويظنه البعض محامياً، لذلك فإنه بصدد الحصول على إجازة جامعية في الحقوق وهو في السنة الرابعة الآن، إلا أن هناك شيئاًُ وحيداً لم يحققه وهو الزواج، لذلك كان أصدقاؤه وزملاؤه ينعتونه دائماً بزوج المشفى بسبب بقائه لفترات طويلة فيه، وغالباً ما تجده متنقلاً بين الأجنحة والغرف لتقديم نفس المساعدة التي قدمتها والدته المنتظرة عودته في المنزل.