يعتبر من أهم الشخصيات التي أنجبتها مدينة "الفوعة" حيث لم يكن في البلدة كلها من يستطيع التعليم فيها فكان من السباقين الأوائل الذي سعوا لإكمال تعليمهم، فتمكن من الحصول على شهادة الصف الخامس التي كانت تسمى "السرتفيكا" في وقت لم يكن في بلدته مدرسة.

فتنقل بين العديد من البلدات والقرى المجاورة حتى تمكن من الحصول على شهادة الكفاءة ليعمل بعدها معلماً في قريته التي كانت بأمس الحاجة إلى من يعلم أبنائها. كما أنه تمكن من متابعة تحصيله العلمي من خلال حصوله على شهادة الثانوية العامة ثم انتسابه إلى دار المعلمين وحصوله على شهادة أهلية التعليم وبعدها حصوله على إجازة في الحقوق.

أنا أسكن مع زوجتي في هذه المزرعة لأنني لم أستطع أن أعيش في هذا المجتمع الذي أخذ ينظر إلى الجانب المادي من الحياة دون النظر إلى الاعتبارات والجوانب الأخرى في جميع تعاملاته فأنا أفضل أن أعيش مع كتبي وأشجاري التي أقوم برعايتها وبعض الحيوانات التي كنت أربيها لكي أستأنس بها لكن العمر له دور مما جعلني أترك تربية الحيوانات لكني أمارس الأعمال الزراعية في هذا الحقل من أجل أن أبقى محافظاً على صحتي ونشاطي فأنا أقوم بحراثة الأرض بنفسي إلا إذا شعرت بالتعب فأستعين بأحد أبنائي أو أحفادي

الأستاذ "موسى أبو الخير" الذي التقاه موقع eIdleb بتاريخ 2/3/2009 في مزرعته التي يعيش فيها مع زوجته بعد أن أحيل إلى التقاعد بعد أكثر من/35/عاماً أمضاها في مهنة التعليم متنقلاً بين العديد من القرى والبلدات حتى استقر به الحال في بلدته حيث بدأ حديثه قائلاً: «نشأت في قريتي التي لا يتجاوز عدد سكانها عن الثلاثة آلاف نسمة لكنه لا يوجد فيها إلا مدرسة تضم الصف الأول والثاني الابتدائي ولم يكن هناك من يقوم بتعليم أبنائها من نفس القرية فكان المعلمون يأتون من قرى ومدن أخرى لتعليم الطلاب، ولشدة ما رأيت من الاحترام الذي كان يتمتع به المعلم أصبحت أحلم أن أكون معلماً مثلهم، فبدأت دراستي الأولى في القرية وكان ذلك في عام /1940/ وانتقلت إلى "معر تمصرين" لمتابعة دراستي حتى الصف الخامس وكانت يومها الشهادة الابتدائية تنال في الصف الخامس وحصلت على الشهادة وانتقلت إلى مدينة "إدلب" لأكمل دراسة المرحلة الإعدادية وحصلت على الكفاءة وتقدمت بعدها إلى مسابقة تعينت بموجبها معلم في قرية "تلعار" على الحدود التركية في عام /1950/.

الأستاذ موسى أبو الخير في مزرعته

وتابعت مشوار التحصيل العلمي فتقدمت إلى امتحان الثانوية العامة وانتسبت بعدها إلى دار المعلمين التي كانت تعطي شهادة أهلية تعليم في تلك الأيام ثم انتسبت بعدها إلى كلية الحقوق في "جامعة حلب" رغبة مني في الحصول على مركز وظيفي أفضل لكن محبتي في التعليم جعلتني أترك العديد من الوظائف الأخرى وأن أبقى في مجال التعليم وأعود إلى بلدتي لأقوم بتعليم أبنائها فكنت ثاني أستاذ في القرية بعد الأستاذ "عبد الله شمس الدين" وبقيت أعمل في مهنة التدريس حتى أحلت إلى التقاعد في الثمانينيات».

وعن واقعه الحالي يقول الأستاذ "أبو الخير": «أنا أسكن مع زوجتي في هذه المزرعة لأنني لم أستطع أن أعيش في هذا المجتمع الذي أخذ ينظر إلى الجانب المادي من الحياة دون النظر إلى الاعتبارات والجوانب الأخرى في جميع تعاملاته فأنا أفضل أن أعيش مع كتبي وأشجاري التي أقوم برعايتها وبعض الحيوانات التي كنت أربيها لكي أستأنس بها لكن العمر له دور مما جعلني أترك تربية الحيوانات لكني أمارس الأعمال الزراعية في هذا الحقل من أجل أن أبقى محافظاً على صحتي ونشاطي فأنا أقوم بحراثة الأرض بنفسي إلا إذا شعرت بالتعب فأستعين بأحد أبنائي أو أحفادي»

في منزل السيد موسى

ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ "موسى أبو الخير" من مواليد عام /1933/ في قرية "الفوعة".