في بيته الطيني وغرفته قليلة الضوء وخلف مدفأة الحطب استضاف السيد "يوسف عثمان بازار" موقع eIdleb بتاريخ 21/12/2008. و"يوسف العثمان" والذي (يكنّى باسم والده) هو الاسم الذي ذاع صيته في قرى "جبل الزاوية" نتيجة المعرفة....

التي يتمتع بها في معالجته لكثيرٍ من حالات الشد العضلي وآلام المفاصل بل تعدى ذلك ليصبح المعالج الشعبي الأول في "إدلب" حيث يقصده المرضى من العديد من المحافظات آملين أن يساعدهم في التحسن بعد أن يكون قد عجز الطب عن إيجاد العلاج المناسب لهذه الحالات حيث تحدث السيد "يوسف" قائلاً: «إن كثيراً من الحالات المرضية لا تستطيع الأدوية علاجها وهي تحتاج للتدليك وليس للدواء خاصةً في حالات الشد العضلي حيث أقوم بعمل المسّاج وأعرف في أية نقاط يجب أن تُضغط لإزالة الألم عن المريض. كما يأتي كثيرٌ من الحالات التي تستلزم قطع "العرق الأنسر" و"عرق النسا" حيث أقوم بقطعها حسب الطريقة الموجودة في الكتب التي اصطحبتها والدتي معها من تركيا».

إن العديد من الحالات تستوجب المجيء في أوقات معينة مثل "العرق الأنسر" حيث يأتي المرضى يوم الثلاثاء لأخذ طول الجسم وعرض الخصر ثم يكون يوم الأربعاء يوم القطع وذلك بإحضار إحدى الأعشاب والصابون وقراءة بعض الأدعية ومن ثم قطع هذه النبتة على قطعة الصابون وبذلك تكون الحالة قد شفيت بإذن الله

وأضاف: «إن العديد من الحالات تستوجب المجيء في أوقات معينة مثل "العرق الأنسر" حيث يأتي المرضى يوم الثلاثاء لأخذ طول الجسم وعرض الخصر ثم يكون يوم الأربعاء يوم القطع وذلك بإحضار إحدى الأعشاب والصابون وقراءة بعض الأدعية ومن ثم قطع هذه النبتة على قطعة الصابون وبذلك تكون الحالة قد شفيت بإذن الله». وعن تعلّمه الطب الشعبي على يد والدته قال: «في الماضي وحتى السبعينيات لم يكن للطب البشري انتشار واسع بل هو محصورٌ بطبيب أو اثنين في "إدلب" وغيرها ولذلك فقد كان الناس يأتون إلى الطبيب الشعبي وقد كانت والدتي التركية "عيشة حسن جاويش" هي إحدى الطبيبات الشعبيات في "تركيا" حيث كانت تسكن في "أنامور" (قضاء أنقرة) وتعرفت على والدي أثناء تأديته لخدمة العلم في فترة الحكم العثماني لسورية وتزوجا وأتت برفقته إلى "سورية" حاملةً معها هذه الكتب القيّمة وبذلك كانت الطبيبة الوحيدة التي يقصدها الناس حتى من قرى "اللاذقية" ولكون والدتي لا تجيد العربية كنت أرافقها لترجمة حديثها وبذلك اطّلعت على علاج الكثير من الحالات المرضية ومن ثم قرأت هذه الكتب فوجدت الفائدة الكبيرة التي ساعدتني في مهنتي التي أهدف من خلالها لمساعدة المرضى ولا أبغي الجزاء المادي».

صديقه الذي لا يفارقه "مصطفى العبدو" تحدث قائلاً: «يملك "يوسف" يداً قويةً ففي شبابه كان يكسر حبة اللوز القاسية بيده وحتى الآن رغم انحناءة ظهره وسنه الذي يقارب الخامسة والتسعين لا يستطيع أقوى الشبان أن يقع بين قبضتيه لما يملك من عزيمة وقدرة على الإمساك بمواضع الألم وهو طبيبي الخاص الذي ألجأ إليه لوصف العلاج سواء أكان بالأعشاب أو بالتدليك وفي يوم الثلاثاء تجد الساحة الكبيرة أمام منزله وقد غصت بالسيارات من أماكن مختلفة يقصدونه من أجل العلاج». من جهته فقد أشاد الأستاذ "عماد العبدو" رئيس بلدية قرية "بلشون" بالسيد "يوسف" قائلاً: «أنا أقدّر الطب الشعبي لكن جهل بعض الأشخاص يؤدي أحياناً إلى تفاقم الحالة وليس علاجها فهو مشهور بالتدليك وبعض الآلام العضلية ولكن تأتيه الحالات المختلفة كالطبيب العام وقد تجاوز الأمر ببعض النساء الجاهلات ليقصدنه من أجل الحمل وهو يرفض هذا الأمر ويبقى من القلائل الذين تميزوا في مجال العلاج الفيزيائي الذي يعطي للجسم القوة ويخلصه من الآلام الشديدة المرافقة». يشار أن السيد "يوسف عثمان بازار" هو من أهالي قرية "بلشون، مواليد "تركيا" عام /1914/ وهو في أتم صحته نتيجة مواظبته على العمل في الحقل وتناول بعض الأعشاب على الدوام.