«"أبو حاتم" مزارع من قرية تسمى "الدير الغربي" وهي تقع إلى الجنوب الشرقي من "معرة النعمان" بحوالي /خمسة كيلومترات/ تقريباً.

«هذا "الأبو حاتم" أسطورة طريفة لسكان المنطقة فهو الرجل الذي يحق له أن يطالب موسوعة "غينيس" بتسجيل اسمه، لكونه حقق الرقم القياسي بعدد الزوجات، بعد أن تزوج الثامنة، ويبحث الآن عن الزوجة التاسعة، وقد ترك الثمانين خلف ظهره»، والكلام لمختار القرية، «وإذا كان القلب شاباً وينبض بحب امرأة فليس من مانع أبداً للزواج»، هذا ليس كلام المختار، بل هو "لأبي حاتم" شخصياً حين التقيناه في منزله الطيني البسيط مساء 7/11/2008م. "أبو حاتم" الذي يحب الطرب والعتابا والربابة، لم يكن في قبته سوى مزيد من ذكريات فرشها بحنين عن عشيقات مضين وعن زوجات عشق بعضهن وكره بعضهن.

وإذا كان القلب شاباً وينبض بحب امرأة فليس من مانع أبداً للزواج

بدأ حديثه قائلاً: «تزوجت في /الثامنة عشر/ من ابنة عمي فتوفيت بعد /ثلاث سنوات/، وبعد وفاتها تعرفت إلى بدوية (دوبتني) فتزوجتها على سنة الله ورسوله، لكنْ دون علم أهلها، وبعد الزواج اكتشفت أنها من الغجر، كانت مثل "الحورية"، وعمرها لم يكن قد تجاوز العشرين بعد، عشت معها سنتين فقط كانت بمثابة عمري الحقيقي وقد أوصيت أن يكتب على قبري عاش أحلى سنتين مع "الغجرية"، وقد أجبرها أهلها على هجري وزوجوها من غجري، أمّا الثالثة فقد بقيت في منزلي شهراً واحداً وهربت، ولا أعرف السبب إلى اليوم، والرابعة من قرى السلمية تزوجتها لمدّة خمسة أيام، وطلقتها لخلاف على المهر، حيث ذهبنا لتسجيل زواجنا عند الحكومة طلبَت مني أن أسجل لها (خمسين ألف ليرة سورية لحين الطلب) قلت لها: (الله يطلبك، ورميت عليها الطلاق). أما الخامسة فقد كانت عصبية جداً، ولأنها جميلة، وشابة لم يتجاوز عمرها الثلاثين صبرت على مزاجها العصبي لمدّة عامين، ثمّ انفجرت وطلقتها. والسادسة من "دمشق" لم تعجبها الحياة في القرية فهربت بعد شهرين، والسابعة من قرى "حوران"، وهي أرملة، ولها أولاد قالت لي إنها مشتاقة لأولادها فذهبت ولم تعد، والثامنة من "حماة" رحمها الله توفيت بعد زواجنا بعام».

والتاسعة من أين ستكون؟

يبتسم "أبو حاتم" ويجيب: «من "درعا" ومقيمة في "دمشق"، وسأذهب قريباً لخطبتها».

"محمود العلي" أبو حاتم من مواليد /1927م/ قلبه لم يتوقف يوماً عن العشق، وما أن يذكر الحب في حضرته حتى يبدأ بالعتابا بصوته الشجي: ألم نشرح على جبينها كتبْنا، هوى الحلوين أدعانا كاتبنا، مؤرخ في الإنجيل وفي كتبنا، ترى الجنة في طراف النسا).