«سورية بلد رائع وجميل، وأنا أعشق الشعب السوري. كيف لا وزوجتي من سورية وأقربائي يعيشون في سورية؟»، بهذه الكلمات تحدث "مصطفى أركان" الشاب التركي الجنسية عن بلده الثاني الذي قرر أن يعيش فيه، بعد أن اختار "معرة النعمان" لتكون مكاناً لإقامته، وسيكون عمله مدير مبيعات لمعمل منظفات تمّ إنشاؤه مؤخراً من قبل شقيقه "عبد السميع أركان" رجل الأعمال مع "فواز خشان" وهو صناعي من "المعرة".

"مصطفى أركان" أخبرنا أثناء لقاء موقع eIdleb به في 4/11/2008م في "معرة النعمان" أنه من مواليد "أضنة" /1972م/. وله أقرباء في كل من "سلقين وحارم ودركوش وحلب"، والزيارات قائمة بين عائلته وأقربائه في سورية.

حماتي تعتب عليّ كثيراً إذا لم أذهب لزيارتهم كل إسبوع

وتابع بالقول: «إن العلاقة القوية التي تربطنا بالأقرباء في سورية دفعتني أنا وشقيقي "عبد السميع" إلى الزواج بشقيقتين من "دركوش"، أبي وأمي لا يتحدّثان إلا العربية، وهما لا يجيدان التركية أصلاً، وهذا سهّل على زوجتي الحياة كثيراً فرغم الصعوبات التي عانتها زوجتي في بعض الأماكن كالسوق حين تريد شراء بعض الحاجيات، إلا أنّها في المنزل كانت تحسّ بالراحة خاصة مع أبي وأمي».

"مصطفى أركان" الذي يتحدّث العربية بلكنة تركية: «قال أنه كان لا يجيد التحدّث بالعربية بل يجيد فهمها فقط أما بعد زواجه فقد أصبح ملماً بها تحدثاً وكتابة»، وعن سؤالنا له عن كيفية تأقلم زوجته مع الحياة الجديدة في تركيا قال: «هي لم تجد هذا الفارق الكبير فهناك أواصر قربى كما ذكرت لك إضافة إلى الجو المتشابه، تماماً فقط هناك بعض الصعوبات في الشارع حيث اللغة التركية وفي السوق لكنها مع الزمن أصبحت تتحدث التركية بطلاقة». وعن أسرته ذكر "مصطفى" أنها تتألف من أربعة أبناء "أحمد، بتول، أينور، عائشة غل" وكلهم يتحدّثون العربية، لمثابرته مع زوجته على إرسالهم لتعلم القرآن الكريم ولإصرار زوجته في المنزل على تعليمهم العربية قراءة وكتابة.

كيف هي علاقتك بأهل زوجتك؟

ابتسم قائلاً: «أنا منيح كتير مع زوجتي، ولهيك هم أيضاً كويسين كتير معي».

يتوجب على "مصطفى" أن يتناول طعام الغداء نهاية كل أسبوع في "دركوش" عند حماته هذا ما أخبرنا به وتابع: «حماتي تعتب عليّ كثيراً إذا لم أذهب لزيارتهم كل إسبوع»،

كيف وجدت الحياة في سورية؟

«رائعة والتكاليف رخيصة جداً مقارنة مع تركيا، لذلك قررت أن أستقر في سورية، وأسعى حالياً للحصول على الجنسية السورية، والشعب بشكل عام طيب ومضياف».

أمّا "فواز خشان" أبو جابر، وهو صناعي من "معرة النعمان" يملك معملاً لصناعة المنظفات فقد قال لموقع eIdleb: «تعرفت بالسيد "عبد السميع أركان"، وهو رجل أعمال تركي بهدف الحصول على آلات تعبئة وتغليف تركية الصنع وبعد المناقشات قررنا أن ننشئ معملاً مشتركاً لصناعة المنظفات الكيميائية، وقد بدأنا ببواكير الإنتاج وطموحنا أن نصدر إنتاجنا إلى الدول المجاورة».

وعن الفائدة التي سيجنيها من هذه الشراكة أجاب "أبو جابر": «إنها الخبرة التركية، وأيضاً توسيع نطاق العمل فأنا صاحب معمل لكنً السيد "عبد السميع" يملك منتجاً له سمعته في السوق العالمية».

ربما بمثل هذه الشراكات الاقتصادية نمدّ المزيد من الجسور الإضافية ليتواصل الأهل والأقرباء على جانبي الحدود، هذا عدا عن أهميتها على الصعيد الاقتصادي.