تعتبر من أكبر سكان قريتها ولا تزال تحمل في ذاكرتها تاريخ أكثر من مئة عام مضت من تاريخ المنطقة ويكمن لها التعرف على جميع أبناء القرية لما تحمله من ذاكرة قوية وقدرة هائلة على استرجاع المعلومات التي مرت بها خلال سنوات طويلة وتتمتع بصحة جيدة.

المعمرة"عيوش حميدوش" التي تجاوزت الـ(105) أعوام حسب ماذكرت لموقع eIdleb الذي زارها بتاريخ 14/10/2008 في أحد بيوت أبناء قريتها وجيرانها التي اعتادت زيارتهم رغم تقدمها بالسن لتروي لنا حكايتها مع هذه الأعوام والتي قالت عنها: «أنا لست من سكان هذه المنطقة بالأصل لكن جدتي جاءت إلى هنا عندما تزوجت أحد أبناء هذه القرية بعد وفاة زوجها الأول الذي أنجبت منه أبي حيث جاء معها وعمره لايتجاوز الخمس سنوات وبعد أن شب تزوج إحدى بنات هذه القرية فأنجبتني في عام /1903/ كما أخبرتني والدتي وبعد أن كبرتُ تزوجت من أحد رجال هذه القرية ولم أنجب منه أحد وتوفى منذ زمن بعيد فبقيت في هذه القرية وحيدة أعيش مع أبنائها حيث أعامل معاملة جيدة منهم فجميعهم يعتبرني جدته واعتدت أن أزور أغلب سكان القرية في بيوتهم ويزوروني للوقوف على متطلباتي».

مازال هناك أناس طيبون في الريف رغم أني لم أرزق أولاد لكني أعتبر جميع أبناء قريتي أولادي لما ألاقيه من محبة

وعن طبيعة الحياة التي عاشتها تقول: «كانت المنطقة بشكل عام تعتمد على البساطة في العيش فكان الناس يحضرون مؤنة الشتاء التي كانت من "القمح" و"الطحين"و"الزيت" و"دبس العنب" وكانت الحلويات وفي ذلك الزمان هي"زبيب العنب" و"التين المجفف" ومن أهم المأكولات التي كانت تعتمد في بيوت القرية "الحريرة" وهي طعام الفطور و"البرغل بالعدس" وهو طعام العشاء و"خبز التنور" حيث تقوم العائلة بتحضير المؤنة في فصل الصيف وتخزن لتستخدم في أعداد الطعام في الشتاء».

وعن حكايات الماضي التي مرت في المنطقة تقول: «كان عمري أكثر من خمسة عشر عاما عندما جاء الفرنسيون لاحتلال قرية "سرجة" حدثت يومها معركة "ترعان" التي سميت "أم المعارك" وهي من المعارك التي خاضها الثوار ضد المستعمر الفرنسي حيث شاركت فيها مع من شارك من النساء وكنا نمد الثوار بالطعام والذخيرة ونقوم بالعناية بالجرحى الذين يسقطون في أرض المعركة،استشهد العديد من أبناء القرية وغيرهم من القرى المجاورة الذين حضروا لمساعدة أبناء سرجة في صد المستعمرين».

وقبل أن تنهي حديثها قالت: «مازال هناك أناس طيبون في الريف رغم أني لم أرزق أولاد لكني أعتبر جميع أبناء قريتي أولادي لما ألاقيه من محبة».