رياضة الصيد بالصقور رياضة عربية أصيلة مارسها العرب منذ القدم، والعرب هم أول من قنص ودرّب الصقور فحولوها من طيور شرسة إلى طيور أليفة، وفي قرية "تلمنس" الواقعة شرقي "معرة النعمان" بستة كيلومترات تقريباً التقى موقع eIdleb بالطبيب "أديب السطوف" في منزله بتاريخ 11/10/2008م/..

ليتحدّث لموقعنا عن هواياته المتعددة من تربية الخيول العربية الأصيلة إلى تربية الصقور، ورغم أنّ الطبيب أديب لم يتجاوز العقد الثالث من العمر، إلا أنه استطاع أن يدخل عالم رجال الأعمال من أوسع أبوابه، فبعد أن درس الطب البشري في "أوكرانيا" وسعيه لنيل شهادة الدكتوراة في اللغات الروسية والإنكليزية، نشط في مجال التجارة، حتى أصبح من كبار رجال الأعمال في المنطقة، حيث يقوم بتجارة العقارات في دول أوروبية ومنها النمسا، إضافة لأعمال أخرى متعددة، وهو يحتل المركز الرابع أو الخامس على مستوى القطر (كما قال) بتربية الخيول المسجلة في منظمة الواهو، حيث يملك في مزرعته ما يقارب الثلاثين رأساً، وقد بدأ بهذه الهواية كما ذكر لعشقه الحصان العربي الأصيل منذ طفولته حيث قال: «فقد كان أبي يملك حصاناً عربياً أصيلاً، وقد شغفت به كثيراً، وهذا العشق للحصان، هو ما دفعني لتربية هذه الخيول العربية».

أملك ستة طيور منها أربعة صقور عربية بينها الشاهين إضافة لها أملك طيري جير أبيض سبيري

وعن الأنواع المتوفرة لديه يقول: «في المزرعة عندي "الصقلاوي، والصقلاوي بن بصرى، وكحيلى نواقي، كحيلى بن مزهر، وشويمة السباح، وعبيّ، أم عرقوب، العبيان"». وأما عن تربية الطيور الحرّة يقول: «أملك ستة طيور منها أربعة صقور عربية بينها الشاهين إضافة لها أملك طيري جير أبيض سبيري». ويضيف: «تربية الطيور الحرّة أصعب بكثير من تربية الخيول العربية، فهي بحاجة لعناية واهتمام دائمين، وهي كالأطفال لا تهمل أبداً، حيث يقوم ثلاثة أشخاص برعاية هذه الطيور بشكل دائم، لتوفير الغذاء لها وهو إما من لحم الضأن، أو الحمام، وأيضاً للعناية بصحتها وكذلك لتدريبها».

وعن هذه الطيور يقول: «أولاً الطير الحرّ يحدد فريسته على مسافة ثمانية كيلومترات تقريباً، ويرى لمسافة تزيد عن الثمانين كيلومتر، وهذا ما جعل العرب يهتمون به منذ زمن بعيد، وكذلك بعض الشعوب الأخرى، حيث نجد بعض العائلات في دول أوروبية تعتمد على الصقور في تأمين احتياجاتها من اللحوم. ويتم صيد الطائر الحرّ حين مروره في الدول العربية قادماً من الدول الباردة، ويكون شرساً فيتم تدريبه ليكون أليفاً بتجويعه أولاً وتغطية عينيه ومسحه بالماء البارد إذا ضرب بجناحيه، وحين يجوع نقدم له اللحم بأيدينا ليعتاد الطعام عن طريق صاحبه مباشرة بعد أن نكون قد ربطنا قدميه بخيط لا يتجاوز طوله 25 متراً، ليعتاد الطيران، ونقوم بإطالة الخيط تدريجياً إلى أن يصل المئتي متر وبعد ثلاثة أيام من التدريب نتركه، ليطير بشكل حر، فيعود في حالة الجوع، ويجب أن يكون جائعاً حين يترك للصيد».

أمّا عن الاهتمام والعناية به يتابع الدكتور"السطوف" قائلاً: «يحتاج الطير لتنظيف دائم وعناية صحية مستمرة، فهناك بعض الأمراض الفتاكة التي يصاب بها منها مرض (السومار) وهذا المرض يفتك بقدم الطائر، وقد توصلت لاكتشاف دواء لهذا المرض هو الأول من نوعه، حيث تتم معالجة الطائر بخلطة طبيعية دون جراحة وأسعى حالياً لتسجيله باسمي».

وعن أهم الطيور التي يقوم بتربيتها يقول: «أهمها العربي الأبيض وهو نادر، ويعيش في كازاخستان ومنغوليا، ويتراوح سعره ما بين /50ألف دولار،وحتى 300ألف/، ثم يأتي السيبيري الأبيض ويصل سعره إلى /30 ألف دولار/ وأحياناً يصل /100ألف دولار/ ويتفاوت السعر حسب حجم الطائر ولونه وساقيه، ويعتبر الشاهين أسرع طائر خلقه الله حيث تصل سرعته /280ميل/ في الساعة، ويمرّ مهاجراً في الدول العربية قادماً من الدول الباردة».

أخيراً تحدث الطبيب "أديب" عن تجارة هذه الطيور وأنها تنشط في دول الخليج وفي دول أوروبية كالنمسا وإيطاليا واليابان واليونان.

وإذا كان "الحارث بن معاوية الكندي" (كما تقول بعض الروايات) أنه هو أول إنسان تمكن من قنص وتدريب الصقور، فبالتأكيد لن يكون الطبيب "أديب السطوف" آخر من يقوم بهذا العمل.