لم يكن الإبداع في يوم من الأيام وليد الصدفة وإنما هناك من يحمل صفة الإبداع بشكل فطري ولا ينجح هذا الإبداع وتنضج ثماره إلا بالإبحار في بطون الكتب والاستفادة من تجارب الآخرين والعمل المتواصل والتصميم للوصول إلى الهدف المحدد.

فلابد لنا اليوم من وقفة مع أحد المبدعين الذين برعوا في مجالات متعددة بدءاً من الاختراعات العلمية التي سجل فيها براءات اختراع، مرورا بقصص وأغاني للأطفال وانتهاء بالمجموعات الشعرية والنصوص المسرحية وغير ذلك الكثير.

أما "الطريقة الثانية" وهي تحلية ماء البحر عن طريق محرك يشبه محرك السيارة الذي يعمل في أربعة أطوار بدل من "طورين في محرك السيارة" ويقوم بفصل الماء الحلو عن المالح بطريقة تمدد السوائل وهذي المشاريع قيد المناقشة

موقع eIdleb زار بتاريخ 25/8/2008 الأستاذ "مهند صوان" في منزله بمدينة "معرة مصرين" الذي حدثنا بداية عن تعريفه للإبداع قائلاً: «الإبداع هو حالة شعورية يمر من خلالها الإنسان بعدة مراحل حتى يصل إلى نتيجة يجسد فيها إبداعه بشكل أو بآخر باختراع ما أو تطويره أو بكتابة كتاب أو حتى قصيدة شعرية يقدمها..وتكمن أهمية الإبداع بملائمة الظروف المحيطة بالإنسان المبدع فقد يظهر هذا الإبداع وقد يبقى منسيا حتى تتاح له فرصة للظهور».

أما عن بداياته فيقول: «بدأت أول خطوة عندما كان عمري أربع سنوات استطعت أن أغير مبدأ عمل سيارة من ألعاب الأطفال تعمل على محرك واستبدلته بمروحة تدير عجلات هذه اللعبة وكان والدي يشاهد أعمالي فشجعني على الاستمرار وأمن لي الوسائل البسيطة التي كنت أستخدمها وتابعت هذه الأعمال حتى نهاية دراستي الثانوية وكانت جميع ابتكاراتي شخصية ولم أظهرها لأحد سوا والدي.

وأثناء دراستي الجامعية في مجال العلوم الرياضية والفيزيائية تعرفت على الباحث العلمي "نزار فريسان" الذي أرشدني إلى طريق تكوين فكرة اختراع وعندها بدأت أضع برنامج علمي لتقديم اختراعات في المجال العلمي والتحقت بدورات الإبداع العلمية وأنشأت مجسمات إبداعية حيث كان أول اختراع قدمته عبارة عن قلم تستطيع أن تكتب فيه بالظلام عن طريق أشعة يصدرها هذا القلم على الصفحة التي تكتب عليها واخترعت حصالة آلية تعمل في وسائط النقل العامة لجمع الأجور من الركاب وكان ذلك في عام /2003/».

وتابع قائلا: «استمرت الاختراعات بين عام/ 2003/و/2005/ ثم سجلت براءة اختراع رسمية في جامعة "حلب" وهو جهاز أسميته "ياقة الزيتون" الآلية الذي يعطي وزن الزيتون أثناء عملية القطاف. وهنالك براءة اختراع قيد التسجيل وهي "مبرّد الهواء الصحي" الذي عدلت من خلاله بعض المواصفات في "المكيف" حيث جعلت منه جهاز سهل الحركة خلاف المكيف العادي الذي يكون ثابت عادتا وبدل من توزيع الهواء في جهة محددة جعلته يوزع الهواء في كافة الاتجاهات وكانت هذه الاختراعات محلية على مستوى القطر.

ولدي الآن براءة اختراع قيد المناقشة وهي عبارة عن جهاز يعمل على تحلية ماء البحر وله طريقتان "الأولى": تعتمد على مبدأ تضخيم أشعة الشمس باستخدام قطعة زجاجية على شكل "عدسة محدبة الوجهين التي تكون لها نقطة محرقيه واحدة. فهذه القطعة تأخذ دور أكثر من عدسة فتشكل خط محرقي بدل من نقطة محرقيه واحدة مما تضاعف من حرارة أشعة الشمس الساقطة عليها فتستطيع تبخير الماء بسرعة كبيرة وتخليصه من الملح المنحل فيه ويؤدي هذا الجهاز ثلاث وظائف الأولى: يقوم بسحب ماء البحر دون الحاجة لاستخدام مضخات عن طريق تعديل على قانون الأواني المستطرقة ويعتمد على مبدأ تماسك السوائل. والوظيفة الثانية: تعريض الماء إلى أشعة الشمس بواسطة القطعة الزجاجية على شكل العدسة وتكوين الخط المحرقي والثالثة: المحافظة على أشعة الشمس التي بخرت الماء في المرحلة الأولى واستخدامها في تسخين الماء مرة ثانية».

ويضيف: «أما "الطريقة الثانية" وهي تحلية ماء البحر عن طريق محرك يشبه محرك السيارة الذي يعمل في أربعة أطوار بدل من "طورين في محرك السيارة" ويقوم بفصل الماء الحلو عن المالح بطريقة تمدد السوائل وهذي المشاريع قيد المناقشة».

لم يقتصرا إبداع "مهند" على المجال العلمي بل أيضا توجه نحو الأدب وعن ذلك يقول: «ترافق عملي في المجال العلمي والأدبي معا، حيث تعلمت وزن الشعر وآداب اللغة العربية منذ الصف الثالث الابتدائي على يد أبي وصديقه الأستاذ "رائد أسعد" و الدكتور"مصطفى سيفو"، بعدها استطعت بمساعدتهم أن أشكل فرقة مسرحية وشاركت في مهرجانات الطلائع أكثر من مرة وبدأت كتابة الشعر وقصص الأطفال في المرحلة الإعدادية والثانوية ونشرت العديد من القصائد في الصحف المجلات الأدبية في هذه المرحلة، وطبعت لي أول مجموعة شعرية عام/1998/ بعنوان "البداية للكبار" تحتوي على شعر عمودي وشعر موزون ومجموعة "جميلة أنت" عام/1999/، كما كتبت العديد من أغاني الأطفال ومنها أغنية " الأقحوان" عام/2002/ التي قدمت على العديد من الفضائيات، إضافة إلى العديد من المجموعات الشعرية للأطفال منها "يوميات حازم".

نال "مهند" العديد من الجوائز على إبداعاته وعن ذلك يقول: «شاركت في العديد من المسابقات التي أقامها اتحاد شبيبة الثورة على مستوى المحافظة والقطر وحصلت على الجائزة الثانية في النصوص المسرحية عن مسرحية "الولادة الجديدة"، وجائزة اتحاد الكتاب العرب في "ادلب" عن قصة للأطفال بعنوان "قطعة النقود"، بالإضافة إلى جائزة تقديرية من مجلة "صوت الكويت" الدولية و العديد من الجوائز الأخرى».

من الجدير بالذكر أن "مهند صوان" من مواليد /1973/ من مدينة "معرة مصرين" التي تقع إلى الشمال من مدينة "ادلب" بـ/9/ كم وحاصل على إجازة في الرياضيات ويعمل حاليا مدرس في قرى "معرة مصرين" كما أنه يدرس اللغة العربية في جامعة "حلب" حاليا.