أخذ على عاتقه منذ أكثر من عشرين سنة توثيق تاريخ منطقة أريحا وتراثها الشعبي الغني بمفرداته فكان مثالاً للباحث النشيط الذي لا يتعب ولا يمل وإذا كان لدراسته التاريخ في جامعة دمشق سبب هام من أسباب اهتمامه بالتاريخ فإن عشقه ومحبته لمدينة أريحا مسقط رأسه...

كان أقوى دافع له لتسجيل وتأريخ تلك المنطقة الغنية بتراثها المادي واللامادي حيث نذر نفسه للغوص في أعماق التاريخ للبحث عن تراثها الذي كاد أن ينقرض هذه بداية الحكاية مع الباحث "مصطفى سماق" ابن أريحا الذي سافر وتنقل في كثير من المناطق داخل القطر وخارجه حاملاً حبه للتاريخ متحيناً الفرصة للانقضاض على أي معلومة تاريخية تجعله يمسك طرف الخيط للوصول إلى نتيجة وتاريخ دقيق للمنطقة.

الباحث "مصطفى سماق" اليوم كما عرفته منذ سنوات دائم العمل لا يتوقف عند كلام الناس طالما أنه يخدم هدفاً نبيلاً وإنسانياً وقد تحدث لموقع eIdleb عن سيرة تلك السنين وحكاية عشقه للتاريخ بالقول: "إن غنى منطقة أريحا وأهميتها الأثرية والتاريخية دفعنا للاهتمام بتوثيق هذا التراث الشعبي والحرف اليدوية التقليدية والمواقع الأثرية من مباني مدنية ودينية متنوعة تعود لعصور مختلفة بدءاً من المرحلة الرومانية مروراً بالبيزنطية وانتهاء بالمرحلة الإسلامية بعهودها المختلفة وكانت البداية عبر إقامة الندوات والدراسات الوثائقية الفردية ثم جاءت فكرة إنشاء مكتب التوثيق الأثري والسياحي بالتعاون مع مجلس مدينة أريحا وذلك في العام 2005 وكان من نتيجة عملنا توثيق العرس الشعبي والعراضة الشعبية والعداويات الريحاوية ودورة العريس بما فيها من أهازيج وأغاني شعبية اختصت بها أريحا منذ 125 عاماً وأيضاً توثيق الفلكلور والرقصات الشعبية وخاصة رقصة السماح التي اشتهرت بها أريحا بأهازيجها الخاصة، ويضم المكتب اليوم أرشيفاً غنياً من صور وثائقية ووثائق مكتوبة يصل عددها إلى نحو ألف وثيقة تعود إلى العهد العثماني وتشمل جوانب مختلفة اجتماعية وشرعية واقتصادية وتجارية ونقوم حالياً بدراسة هذه الوثائق لتكون مرجعاً للدارسين والباحثين في تاريخ المنطقة".

ويقول الباحث سماق "أنه بعد ذلك انتقلنا إلى النواحي الثقافية فعملنا على إطلاق فكرة ملتقى الأربعين الثقافي منذ سنوات لتسليط الضوء المخزون الثقافي والفكري لأريحا والذي تشارك به نخبة من الباحثين وأساتذة الجامعات السورية الذين لهم بصمة في الساحة الثقافية والبحث التاريخي".

من الجدير بالذكر أن الباحث مصطفى سماق من مواليد أريحا /1956/م يحمل إجازة في التاريخ من جامعة دمشق عام /1984/م ودبلوم الدراسات العليا في التاريخ الإسلامي وعضو جمعية العاديات ومدير مكتب التوثيق الأثري والسياحي بأريحا. درس مادة التاريخ في مدارس دمشق وإدلب.