الحركة غير عادية، في يوم الخميس من كل أسبوع. ويحسّ كلّ من يدخل مطعم الزهراء في ذلك اليوم بالزحمة بل يضايقه أحياناً ذلك الازدحام خاصة إذا كان قدومه لأخذ وجبة إلى المنزل.

يتناول أبو أحمد صاحب المطعم قبضة الهاتف، ليرد على زبون (ألو أنا بأمرك دقائق والوجبة تكون عندك، يرحب مبتسماً أهلاً وسهلاً تفضلوا، يلتفت إلى الصانع: صب قهوة لعمك ياولد).

كيف العمل؟

يقبّل يده (مستورة والحمد لله)، الحمد لله على الصحة والعافية (يتابع أبو أحمد).

(الصحة والعافية هما الرصيد الحقيقي اللتين يعتمد عليهما وقت الشدّة وبهما تحقق الطموحات والأحلام).

إلى إحدى الطاولات جلسنا نحتسي الشاي ليحكي قصّة نجاح بدأها عن ديونه التي وصلت إلى المليوني ليرة قائلاً: (لقد ضاقت بي الدنيا وقتها يا أستاذ، وشعرت أن الحياة تحاصرني من كل الجهات) فسافرت إلى دمشق ورحت أتردد إلى مطعم الزهراء في الدويلعة، وأقول في نفسي لايوجد في المعرة حتى الآن مطعماً للبروستد، لما لا أجرب؟

وحين عرضت فكرة أن نفتح فرعاً ثالثا للمطعم في المعرة رحب صاحب مطعم زهراء الدويلعة بذلك، فعدت وجهزت المحل من حيث الديكور ولوازم العمل.

في البداية عانيت كثيراً ريثما فهمت أصول (المصلحة) بشكل جيد فرحت أطورها من حيث إدخال عدد من المأكولات الجديدة كالكبب والأسماك والمناسف إضافة للفروج بأنواعه (المسحب والمحشي) وأظن أن إتقان العمل من كلّ النواحي جعل زبائني بازدياد مستمر والحمد لله.

في شخصية أبو أحمد ما هو مثير للاهتمام. فمن خياط للبناطيل الرجالية لمدة تجاوزت السنوات إلى صاحب مطعم متميز والمعروف أن معرة النعمان تتميز بوجود مجموعة ضخمة وكأنها شركة سياحية واحدة من المطاعم التي تحتل المركز الأول على مستوى المنطقة الشمالية بكاملها إلا أن مطعم الزهراء وعلى صغر حجمه يضاهيها أحياناً بعدد الزبائن والوجبات التي تخرج منه إلى البيوت.

ربما الحماسة والنشاط اللتين يبديهما أبو أحمد دفعتني لسؤاله (لماذا تكتفي بهذه المساحة الصغيرة، ألاتسعى للتوسع؟

فيجيب: ياريت... لكن ليس أي مكان يصلح لذلك فأنا أسعى لاستئجار مكان أثري، وحلمي أن أجعل زبائني يتناولون طعامهم في أماكن لها وقعها الحضاري والتاريخي خاصة بعد تزايد أعداد السائحين إلى المطعم.