سافر بعيداً عن مدينته "المعرة"، وعلى الرغم من ابتعاده عنها لم يتركها أبداً، فاسمها لا يكاد يغادر لسانه، دائماً ما تراه يردد اسماء قراها، جبالها وحتى مصايفها، حتى إن كل من يعمل معه في مدينة "الرياض" من عرب وسوريين حفظ أسماء هذه القرى وقصصها وحتى طريق الوصول إليها بالسيارة.

إنه "عبد الباسط الخشان" الشاب المرهف بحب مدينته المعرة، والذي يعمل في أحد فنادق العاصمة السعودية، موقع eIdleb التقى "عبد الباسط" خلال عطلته السنوية، ودار الحديث في البداية عما حققه في السعودية خلال العمل قائلا: «اعتقد أن أفضل ما حققته في المغترب هو تعريف زبائن الفندق والموظفين الذي يعملون فيه عن مدينتي "المعرة" ومعظمهم من الكويت والإمارات والبحرين وقطر وكنت أطلعهم عليها بحماسة لا مثيل لها، وصار أكثرهم يقرأ عن "المعرة" وعن تاريخها وشاعرها "أبي العلاء المعري"، وحفظ أصدقائي وزبائني في العمل بيت الشعر الذي كنت أردده دائماً، وهو "قف بالمعرة وامسح خدها التربا.... واستوح من طوق الدنيا بما وهبا"، وكانوا دائماً يسألونني عن الاشتياق الذي أكنه لـ "المعرة"، والبعض منهم زارها بالفعل بعد أن حدثته عنها».

عندما أجلس في قاعة الاستقبال أفتح الكمبيوتر لأطلع على عناوين المواقع والمنتديات الخاصة ببلدتي سواء كانت منتديات "معرة النعمان" أم منتدى "المعرة نت" أم منتدى "أبناء المعرة" أم منتدى "شباب النعمان"، فأقرأ عن أخبارنا وكل الوجوه في مدينتنا والأعمال التي تنشأ في "المعرة"، وأتفاعل دائماً مع القائمين على ذلك، حيث إنني طلبت من الأخ "يوسف جربان" وهو مدير أحد المنتديات في "المعرة" أن نضع قسما لأفراح وتعازي "معرة النعمان" فكان ذلك

وكيف تواصل "عبد الباسط الخشان" مع "المعرة"، عن ذلك السؤال أجاب قائلاً: «عندما أجلس في قاعة الاستقبال أفتح الكمبيوتر لأطلع على عناوين المواقع والمنتديات الخاصة ببلدتي سواء كانت منتديات "معرة النعمان" أم منتدى "المعرة نت" أم منتدى "أبناء المعرة" أم منتدى "شباب النعمان"، فأقرأ عن أخبارنا وكل الوجوه في مدينتنا والأعمال التي تنشأ في "المعرة"، وأتفاعل دائماً مع القائمين على ذلك، حيث إنني طلبت من الأخ "يوسف جربان" وهو مدير أحد المنتديات في "المعرة" أن نضع قسما لأفراح وتعازي "معرة النعمان" فكان ذلك».

عبد الباسط في موقع عمله الحالي

"عبد الباسط الخشان" تحدث عن حياته التي أمضاها في بلده "المعرة" وكيف فكر بالسفر، حيث قال: «أنا من مواليد عام 1981، درست الإعدادية في مدارس "المعرة"، وبعد دخولي مجال الحلاقة الرجالية، طورت ذلك بدراسة أكاديمية لهذه المهنة، وحصلت بعد ذلك على شهادة من معهد مهني في "دمشق"، ونظراً لتميزي وحصولي على تقدير كادر المعهد، طلبوا مني العمل رسمياً، وتمت الموافقة من جهتي وعملت لمدة قصيرة عانيت خلالها من تكاليف السفر والمصاريف بين "المعرة" و"دمشق"، وهنا قررت الاغتراب مكرهاً بقصد العمل، وكانت بداية الغربة من لبنان ثم فكرت في الحصول على تأشيرة عمل في السعودية، وفعلاً توجهت لأعمل بمهنة الحلاقة الرجالية، ثم وفقني الله لعمل آخر في شقق فندقية قرب العاصمة "الرياض" من خلال أحد الزبائن الذين كانوا يرتادون صالون الحلاقة، فبدأ عملي كموظف استقبال، ثم ارتقيت في غضون خمسة أشهر إلى مشرف عام على الوحدات السكنية وهذا ما كنت أطمح إليه في عملي».

أوحت الغربة لـ"عبد الباسط" بالكثير من المشاعر، فكانت آمالاً تارة وتارةً كانت حضوراً متألقاً سببُه إظهار مدى حبه لمدينته، وعن ذلك كله قال: «كلما كنت أكبر كان حبي لـ "المعرة" في قلبي يكبر، وهذه أمانة نحملها أينما ذهبنا بأن نكون كما علمنا بلدنا الظهور بالطلة البهية والكلام الناضج الجميل الذي يعبر عن تربيتنا الصالحة في مدينتنا، صحيحٌ أن الغربة حياة ملأى بالمثابرة والعمل، نتعلم من الاغتراب لكي نعود بأفكار لطالما احتاجها بلدنا، لكني كنت أطمح في الحد من مدة الاغتراب قدر الإمكان إلا أن طموحي بالعودة يصطدم بواجبي في بناء مستقبل أفضل، وهذا ما يحملني على الصبر في الغربة ريثما أحقق هدفي، وفي النهاية أريد أن أعود عودة أبدية وأكون في أحضان عائلتي كافياً ومكتفياً مما رُزقت به، وأعتبر الآن أني حققت جزءاً من طموحي، وأطمح لتحقيق ما بقي من أهداف مثل الزواج والاستقرار في العمل».

مع زبائنه في العمل
منتدى المعرة نت على جهازه الحاسوب