«عندما تبتعد عن الوطن تحس أنك اقتربت منه أكثر، تشعر أنك أصبحت منغمساً بهمومه وأخباره، وهناك في الغربة يصبح اهتمامك بخريطة الوطن وبزخرفة اسم الوطن أكبر، فالغربة تعيد صقل ذاكرتك من جديد تلك الذاكرة التي لا تزال تحمل فيها ذكريات الطفولة والشباب والأيام التي قضيتها في وطنك».

والكلام للمهندس الشاب "مازن نجار" ابن مدينة "إدلب" الذي تخرج من كلية الهندسة المعمارية بجامعة "حلب" في العام/2002/ واختار الغربة لتحقيق أحلامه ومتابعة دراسته حاملاً في قلبه حب الوطن وقبل أن يسافر أطبق جفنيه على مجموعة من الصور والذكريات، وعن تجربة الغربة وما أضافته له تابع يقول في لقاء لموقع eIdleb: «الغربة إلى الكويت كانت خياراً لا بد منه لمتابعة دراستي الجامعية وتحقيق الأحلام على أرض الواقع لأن الفرص أمامك كثيرة وكذلك الإمكانيات وهناك استطعت تحقيق ما أصبو إليه من خلال العمل والدراسة حيث قمت بتصميم وتنفيذ العديد من المشاريع والتي تحولت من رسومات على الورق إلى فلل سكنية ومجمعات تجارية وأبراج تشعرك بشيء من النجاح».

الغربة إلى الكويت كانت خياراً لا بد منه لمتابعة دراستي الجامعية وتحقيق الأحلام على أرض الواقع لأن الفرص أمامك كثيرة وكذلك الإمكانيات وهناك استطعت تحقيق ما أصبو إليه من خلال العمل والدراسة حيث قمت بتصميم وتنفيذ العديد من المشاريع والتي تحولت من رسومات على الورق إلى فلل سكنية ومجمعات تجارية وأبراج تشعرك بشيء من النجاح

وتابع يقول: «لقد ساعدني تطور المجتمع الكويتي المنفتح والمتنور وترحيبه بالآخرين في الوصول وتحقيق الأحلام لأنه مجتمع بحري والبحر هو خط الرحلة التي لا تقف في وجهها أي عقبة سوى الشاطئ الآخر، وفي بلد الغربة استطعنا أن ننهض برابطة الأدباء وأن نجعلها ملتقى للمثقفين وأن ننفذ بفضل تعاوننا مجموعة من الأنشطة الثقافية التي وطدت الصلات بين المغتربين خاصة، ولكن هذه النشاطات بحاجة إلى تعزيز وإلى مبادرات من قبل المغتربين الذين تطغى عليهم هموم ومشاكل الحياة ورغم ذلك حققنا بإمكانيات بسيطة نجاحات على أرض الواقع وأصبحنا نتواصل عبر المنتديات الثقافية».

مازن نجار مع والده وشقيقه

وقال "نجار": «الحياة في الغربة توقظ لدى المغترب مشاعر وأحاسيس وترفد مكنوناته بمشاهد وإيحاءات تزيد من مقدراته التعبيرية وتساعده في رسم لوحاته من خلال صقلها لذاكرته والعودة به إلى الماضي وإلى الذكريات التي يحملها من تلك الأيام الخوالي وبالنسبة لي فإن تجربة الغربة كانت تجربة عميقة الدلائل والتأثير لأنك عندما تكون داخل قلعة فإنك لا تستطيع أن ترى القلعة بشكل واضح ومتعمق ولكن عندما تخرج خارج أسوارها فإنك تستطيع أن تراها وترى أبعادها بشكل أوضح وكذلك هو البعد عن الوطن يجعلك أقدر على رؤيته ووصف جماله».

الغربة وذاكرة مليئة بالذكريات