«عندما تبتعد عن الوطن تحسّ أنك اقتربت منه أكثر ويصبح اهتمامك بكل شيء فيه أكبر بكثير حتى بالتفاصيل الدقيقة، والأمور التي قد تكون بسيطة وعاديّة، وغير مثيرة لاهتمامك حين تكون في الوطن، وأنا كغيري من الشباب في قريتي قررت حزم أمتعتي والسفر إلى أوروبا للبحث عن طريق جديد للعمل بعد أن ضاقت عليّ الأمور، وكثرت مصاعب الحياة».

والكلام للمغترب "زاهر الابراهيم"من مواليد 1976م قرية "الغدفة" الواقعة شرقي "معرة النعمان" بعشرة كيلومترات، والذي عاد من ايطاليا للقرية زائراً لمدّة شهر بعد خمس سنوات من الغربة، وفي زيارة لموقع eIdleb للمغترب تحدّث إلينا عن شعوره بعد هذه الغربة الطويلة قائلاً: «العودة إلى الوطن هي أغلى شيء عند أيّ مغترب والشعور لا يوصف على الرغم من أن الإجازة قصيرة، حيث سأعود بعد شهر إلى ايطاليا، ولكن أحمد الله سبحانه وتعالى على صحّة العائلة، وأنا سعيد برؤية كلّ الأصدقاء والأقرباء بخير، وحصولي على الإقامة ستمكنني من القدوم إلى الوطن في أيّ وقت أشاء».

ما يخفف من قساوة الغربة وجود كم جيد من الأصدقاء والأقرباء من أبناء القرية والسوريين عموماً، وعندما نسمع بأنّ أحد السوريين قد وصل إيطاليا نجتمع، ونقدّم له المساعدة المطلوبة

ثمّ تحدّث "زاهر"عن المراحل الأولى في الغربة بقوله: «سافرت مع الدفعة الثانية من شباب القرية المهاجرين إلى ايطاليا، وذلك في عام 2004 وفي البداية كان الوضع صعباً جداً بسبب عدم تمكني من العمل عكس ما كنت أتخيّل، فقد كانت التوقعات بأنّ العمل متوافر، والحياة هناك أفضل بكثير، ولكن اكتشفنا صعوبات كبيرة جداً من حيث التأقلم واللغة، وهذا تطلّب جهداً إضافياً حتى استطعت أن أجد فرصة عمل في شركات البناء، وكان الدخل جيد قبل أن يضعف بفعل الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم، وكذلك بعد تزايد الأيدي العاملة في ايطاليا».

في إيطاليا

وعن ظروف الغربة أضاف قائلاً: «ما يخفف من قساوة الغربة وجود كم جيد من الأصدقاء والأقرباء من أبناء القرية والسوريين عموماً، وعندما نسمع بأنّ أحد السوريين قد وصل إيطاليا نجتمع، ونقدّم له المساعدة المطلوبة».

  • كيف تقضي أيام عطلتك، وكيف تتواصل مع القرية؟
  • ** أنا أعيش في مدينة سياحية هي مدينة كونو، وأقضي أيام العطلة في مدينة سردينيا الرائعة، وأتواصل مع قريتي من خلال الإنترنت وبالتحديد من خلال منتدى "الغدفة" الذي مكنني من الإطلال على كلّ شيء بالقرية، وكأنني أرى القرية من خلال هذا المنتدى الرائع.

  • ماذا تعلمت من الغربة وما طموحك؟
  • ** كما هو معروف عن قساوة الغربة التي تجعل المغتربين في حنين دائم للوطن ولأخباره وأخبار الأحبّة فيه فهي تطبع في عقل المغترب الوطن بكلّ ما فيه، وأمّا عن طموحي فهو أن أعود لقريتي، وأن أحقق لعائلتي حياة كريمة وطيبة، وهذا لن يتأخر إن شاء الله.