أنجبت محافظة "إدلب" العديد من الأسماء الأنثوية في مجال الأدب نذكر منهنّ الروائية والقاصة "ابتسام التريسي" والشاعرة "مريم العلي" والشاعرة "وليدة عنتابي"، ولا ننسى الوجوه الأدبية المؤسسة لهذا النوع الأدبي في "إدلب" وربما تأتي في مقدمتها الأديبة "حميدة نعنع".

ولكون هذا النوع الأدبي بدأ يخفت مقارنة مع السنوات الماضية، حيث كانت الساحة الأدبية السورية تحفل بالعديد من الأقلام المشهورة، وذلك قبل أن تعاني من حالة فتور واضحة كان لا بد من بعض الخطوات الضرورية لإعادة هذا النوع الأدبي إلى رونقه الأول.

هناك العديد من المواهب التي لا تأخذ طريقها إلى النور لأسباب عديدة منها الخجل وعدم الثقة بالنفس والمحيط الاجتماعي الذي له أكبر الأثر على المرأة للنهوض بهذه المواهب علينا أن نلتقي بها ونشجعها في لقاءات أدبية مثلا الندوات في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات وفي النقابات وذلك بالإكثار من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية، ولا بد أن يكون هناك نشاط إعلامي في مجال تشجيع الأدب النسوي وتغطية الفعاليات الثقافية النسوية وأنا التقيت بالكثير من الفتيات اللواتي عندهن الرغبة في متابعة مسرة الكتابة الأدبية لكن عدم تفهم المحيط الاجتماعي لدور المرأة الأدبية كان المانع أمام سيرهن في هذا الطريق، فالمحيط الاجتماعي له أكبر الأثر، إذ يجب مساعدة المرأة على إبراز مواهبها لأنها في كثير من المجتمعات ما تزال غير قادرة على ذلك، ولا بد أن يكون هناك تفهم من قبل الرجل والمجتمع لدور المرأة الفكري وموهبتها الأدبية والفنية وأن لا يكون دورها مقتصر على الدور التقليدي في مجتمعنا الشرقي في رعاية البيت والأولاد، غياب الإعلام بشكل كامل عن تغطية النشاطات الأدبية النسوية، من لقاءات وتغطية أمسيات وحوارات، فأنا على سبيل المثال لولا الانترنت لما عرفني أحد، لذلك فإن نشر نتاجي وتواصلي مع الجمهور يكون عن طريق شبكة الإنترنت، حتى إن الفعاليات الأدبية في المراكز الثقافية والتي تدعى إليها أديبات هي شبه معدومة في المحافظة، لذلك أرى أن هناك كسلاً إعلامياً كبيراً ساهم في تغييب الأدب النسوي عن الساحة الأدبية في المحافظة، وإذا أردنا أن نعيد لهذا النوع الأدبي ألقه لا بد من تسليط الضوء إعلامياً على الأديبات كما يحدث في الدول العربية، كذلك يجب تشجيع المواهب الشابة على الاستمرار في الكتابة، فلا بد أن تكسر المرأة هذا الحاجز كما كسرت حاجز العمل

الروائية والقاصة "ابتسام التريسي" تحدثت لموقع eIdleb عن أبرز تلك الخطوات بالقول: «هناك عدة عوامل تساعد في النهوض بواقع الأدب النسوي منها تشجيع الأهل لبناتهم الموهوبات في مجال الكتابة الأدبية، كذلك يجب أن يكون للمدارس والمنظمات الشعبية وخاصة الاتحاد النسائي دور في تشجيع الطالبات والنساء على المطالعة والقراءة، فأنا أذكر عندما كنا في المدرسة كنا نتردد كثيراً إلى مكتبة الاتحاد النسائي في مدينة "أريحا" والتي لم تعد اليوم موجودة اليوم للأسف، وكان عندنا في المدرسة حصة مطالعة يقوم فيها الطلاب بمطالعة كتاب وفي الدرس التالي يكلف كل طالب بكتابة ملخص لهذا الكتاب، ومن شأن ذلك أن ينمي لدى الطفل حس المطالعة، كذلك يجب أن يكون للبيئة والظروف الاجتماعية المحيطة دور مشجع في هذا الإطار، فهناك صعوبات تواجه المرأة في المحافظة سواء كانت كاتبة أو شاعرة أو فنانة تشكيلية، لأنّ نظرة المجتمع للفنون بشكل عام مازالت نظرة قاصرة، تلبس ثوب الدين وتتحامى به لتحرّم على المرأة الظهور والتعبير بتلك الوسائل المبدعة، فأنا أعرف مبدعات كنّ زميلات لي في الثانوية، لم أسمع بواحدة منهن فيما بعد طبعاً هذا بشكل عام، ولا أنكر أنّ لكل حالة ظروفها الخاصة التي لا تخص المجتمع أحياناً، بل تخص المبدعة نفسها، مدى ثقتها بموهبتها، مدى إيمانها بما تفعل نظرتها لدورها في المجتمع، شخصياً ساعدتني ظروفي البيئية، فقد تربيت على يد رجل يؤمن بحرية المرأة وأنها مساوية للرجل، وآمن بموهبتي منذ الصغر، وأعطاني مطلق الحرية والثقة في التصرف بشؤون حياتي، فترك أمامي المجال واسعاً، ومن العوامل التي يمكن أن تساهم في نهوض الأدب النسوي أن تكون هناك فعاليات ثقافية في المراكز الثقافية موجهة للعنصر الأنثوي، فهناك نسبة كبيرة من نساء مجتمعنا لديهن رغبة فطرية في القراءة والمطالعة والكتابة، ومن خلال تلك الفعاليات نساهم في تشجيع تلك الميول الفطرية عند المرأة في مجتمعنا الذي يوجد فيه موهوبات بحاجة للاهتمام والتحفيز، وهنا نقطة مهمة لا بد من ذكرها هي أن بعض المدارس تجري مسابقات أدبية لطلابها، إلا أن اختيار النصوص الفائزة لا يكون بمصداقية فتعطى الجائزة لمن لا يستحق الأمر الذي يؤثر سلباً على العناصر الموهوبة من طلاب وطالبات وأتمنّى أن تخرج المحافظة من سباتها الطويل، وتكون أكثر فعالية في الشأن الثقافي بشكل عام».

الروائية والقاصة ابتسام التريسي

وتقول الشاعرة "مريم العلي": «هناك العديد من المواهب التي لا تأخذ طريقها إلى النور لأسباب عديدة منها الخجل وعدم الثقة بالنفس والمحيط الاجتماعي الذي له أكبر الأثر على المرأة للنهوض بهذه المواهب علينا أن نلتقي بها ونشجعها في لقاءات أدبية مثلا الندوات في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات وفي النقابات وذلك بالإكثار من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية، ولا بد أن يكون هناك نشاط إعلامي في مجال تشجيع الأدب النسوي وتغطية الفعاليات الثقافية النسوية وأنا التقيت بالكثير من الفتيات اللواتي عندهن الرغبة في متابعة مسرة الكتابة الأدبية لكن عدم تفهم المحيط الاجتماعي لدور المرأة الأدبية كان المانع أمام سيرهن في هذا الطريق، فالمحيط الاجتماعي له أكبر الأثر، إذ يجب مساعدة المرأة على إبراز مواهبها لأنها في كثير من المجتمعات ما تزال غير قادرة على ذلك، ولا بد أن يكون هناك تفهم من قبل الرجل والمجتمع لدور المرأة الفكري وموهبتها الأدبية والفنية وأن لا يكون دورها مقتصر على الدور التقليدي في مجتمعنا الشرقي في رعاية البيت والأولاد، غياب الإعلام بشكل كامل عن تغطية النشاطات الأدبية النسوية، من لقاءات وتغطية أمسيات وحوارات، فأنا على سبيل المثال لولا الانترنت لما عرفني أحد، لذلك فإن نشر نتاجي وتواصلي مع الجمهور يكون عن طريق شبكة الإنترنت، حتى إن الفعاليات الأدبية في المراكز الثقافية والتي تدعى إليها أديبات هي شبه معدومة في المحافظة، لذلك أرى أن هناك كسلاً إعلامياً كبيراً ساهم في تغييب الأدب النسوي عن الساحة الأدبية في المحافظة، وإذا أردنا أن نعيد لهذا النوع الأدبي ألقه لا بد من تسليط الضوء إعلامياً على الأديبات كما يحدث في الدول العربية، كذلك يجب تشجيع المواهب الشابة على الاستمرار في الكتابة، فلا بد أن تكسر المرأة هذا الحاجز كما كسرت حاجز العمل».

الشاعرة مريم العلي