فرض الله سبحانه وتعالى صلاة الجمعة لتكون موعداً أسبوعياً يجتمع فيه المسلمون كأسرة واحدة، ومناسبة لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة والتماسك الاجتماعي، والتذكير بما يتسم به ديننا الإسلامي الحنيف من أخوة وشمولية وتكامل.

إذ إن للأئمة والخطباء ومن خلال صلاة الجمعة دورهم الهام في التوعية بقدسية وعظمة هذه الفريضة، وضرورة إبعادها عن كل أشكال الخلاف والشحناء والبغضاء والتخريب وبكل تأكيد القتل والدماء.

مما لا شك فيه ولا ريب بأن يوم الجمعة يوم خصص للعبادة ويوم خصص لإراحة البدن والنفس من هموم العمل طوال أيام الأسبوع، فنحن بحاجة حقيقة ليوم فيه هدوء وسكون وراحة من أجل أن يتفرغ الإنسان لعبادته وأن يملأ هذا القلب حباً لله وحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن تلك القدسية وتلك المعاني الإيمانية السامية بدأ يشوبها بعض الثقل على المصلين فأنا من خلال عملي كخطيب للجامع الكبير في "معرتمصرين" بدأت ألاحظ بأن بعض الناس بدؤوا يتقاعسون عن تأدية هذا الواجب الديني نتيجة تسخير هذا اليوم لأغراض تسيء لطبيعة يوم الجمعة، فنحن وإن كنا في بأساء وإن كنا في ضراء وفي أزمة فينبغي علينا أن نهرع للعبادة لا أن نجلس في البيوت، وأنا قلت للمصلين من على المنبر الشريف إن النبي الكريم كان إذا حزمه أمر أو ألمت به نائبة صلى لذلك فصلاة الجمعة لها قدسية وقد جعل الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة عيداً للمسلمين ويوماً للقائه يوم القيامة، فيوم الجمعة حقيقة نعيم في الدنيا والآخرة يلتقي فيه المسلمون على صعيد المحبة والإخاء تربطهم الألفة والمحبة والمودة، نصلي جنباً إلى جنب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وبهذا اليوم المبارك امتاز المسلمون من غيرهم الذي يجمعنا والذي يؤلفنا فنحن لا نريد حقيقة أن نفترق ونكون أشلاء هنا وهناك ولا يجب أن نخاف من هذا اليوم الأغر المبارك أو نجعله مصدراً للخوف

الشيخ الأستاذ "عبد الخالق الزهران" تحدث لموقع eIdleb عن القدسية الإيمانية والاجتماعية لصلاة الجمعة بالقول: «حين نربط بين نظام الإسلام وأهمية صلاة الجمعة نجد أن هناك قاسماً مشتركاً لا يحيط به إلا من أراد الله به خيراً، فالمجتمع المسلم يكتسب صفة الرسوخ والتماسك بالالتزام بنظام الإسلام وعقيدته وآدابه، وهذا كله ينبع من روح صلاة الجمعة ووحيها، وفضلت صلاة الجماعة على الفرد بسبع وعشرين درجة وذلك من أجل أن يلتقي المسلمون في بيوت الله ويجسدوا معنى العبادة من خلال تفقدهم لبعضهم على مدار الساعة، وتكون صلاتهم مكفرة لما بينها حين تقام في المسجد، وجعلت صلاة الجمعة من خصائص هذه الأمة لما فيها من المعاني السامية التي يحقق فيها المسلمون روح الوحدة من هذا الاجتماع، والذي يحقق الراحة والسعادة والطمأنينة لكل مسلم، ولذلك كان ثواب من بكّر لصلاة الجمعة أكثر من غيره لأنه يحقق سعادة أكثر، فحين تراني أطلب المسجد يوم الجمعة فهذا يعني بأنك مني بمأمن وسلام وطمأنينة، لأن من نتاج هذا الاجتماع ذكر الله تعالى الذي قال: "واذكروا الله كثيراً" وذكر الله هنا يعني تجسيد المعنى المستوحى من هذا اليوم، وهو طلب الوصل مع من قطعت وبر من وصلت، ولا يرى الناس منك إلا طيباً ولا يشمّن منك إلا طيباً، وهذا ترغيب باطنه إنذار خفي لمن أخرج صلاة الجمعة عن مضمونها وعن نظامها، وهذا أول ما يريد العدو نيله منك وهو الطعن في دينك وفي مقدساتك وإذا وصلها رفع راية النصر، ولا ننسى قول الله تعالى في سور "التوبة" في الآية 107: "والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنّ إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون"، فكل شيء بعد ذكر الله في يوم الجمعة شيء ممقوت من الله ورسوله وعباده، وشهادة من الله بأنه ليس صدقاً ولا يؤدي إلى نتيجة لأنه خالف مشروعية هذا اليوم والرموز الإيمانية لصلاة الجمعة، وأي خُلق في الإسلام يجعل من صلاة الجمعة موعداً للخوف وقد جعلها الله سبحانه وتعالى موعداً للطمأنينة والسكينة بقرب الله والإلفة والمحبة بملاقاة الإخوة».

الأستاذ عبد الخالق الزهران

وحول قدسية وعظمة يوم الجمعة في الإسلام يقول الشيخ "محمد دلال": «يوم الجمعة في الإسلام من أعظم الأيام فما طلعت الشمس على يوم أفضل منه، وهو أعظم عند الله عز وجل من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خلق الله "آدم" وأهبطه للأرض وفيه توفاه وفيه تقوم الساعة، لا يسأل العبد الله شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراماً، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة، ولم يزل هذا اليوم معظماً عند كل ملة، ففي الجاهلية سموه يوم "العروبة" واليوم البين المعظم ويقال له حربة لأنه مرتفع كالحربة ومنه اشتق المحراب، وله أسماء كثيرة ذكرها النبي (ص) في الأحاديث مثل يوم المغفرة والشاهد والمشهود ويوم المزيد وسيد الأيام، وهو عيد وهو اليوم الأزهر وليلته الليلة الغراء، ولقد خاطب الله تبارك وتعالى المؤمنين به تشريفاً لهم وخصه بالنداء فقال: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر لله وذروا البيع"، فالسعي يكون بالنية والقلوب، وذكر البيع وحرمه وقت النداء وخصه بالذكر لأنه أكثر ما يشتغل الناس به والربح به محقق، وذكر الله هي الصلاة والخطبة والموعظة ثم عقب بالقول "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" لم يطلب منهم شيئا من أمور الدنيا وإنما هو عيادة لمريض وحضور الجنائز وزيارة الأخ في الله، وذكر الله بالطاعة واللسان والعمل وبالشكر على ما أنعم، هذه صفة يوم الجمعة وهذه الأعمال التي يجب أن يقوم بها المسلم يوم الجمعة، فكيف أقحمنا يوم الجمعة ومن أين جاءت هذه البدعة في المواجهات الدامية وإراقة الدماء بين أبناء الجسد الواحد والوطن الواحد؟ هذه الأمور تخترق حرمة يوم الجمعة وجدير بنا أن نحافظ على قدسية يوم الجمعة الذي خصه الله تبارك وتعالى بالعبادة والعمل الصالح والأعمال الاجتماعية التي تعود بالخير على المجتمع».

ويضيف الداعية "أيمن خطاب": «مما لا شك فيه ولا ريب بأن يوم الجمعة يوم خصص للعبادة ويوم خصص لإراحة البدن والنفس من هموم العمل طوال أيام الأسبوع، فنحن بحاجة حقيقة ليوم فيه هدوء وسكون وراحة من أجل أن يتفرغ الإنسان لعبادته وأن يملأ هذا القلب حباً لله وحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن تلك القدسية وتلك المعاني الإيمانية السامية بدأ يشوبها بعض الثقل على المصلين فأنا من خلال عملي كخطيب للجامع الكبير في "معرتمصرين" بدأت ألاحظ بأن بعض الناس بدؤوا يتقاعسون عن تأدية هذا الواجب الديني نتيجة تسخير هذا اليوم لأغراض تسيء لطبيعة يوم الجمعة، فنحن وإن كنا في بأساء وإن كنا في ضراء وفي أزمة فينبغي علينا أن نهرع للعبادة لا أن نجلس في البيوت، وأنا قلت للمصلين من على المنبر الشريف إن النبي الكريم كان إذا حزمه أمر أو ألمت به نائبة صلى لذلك فصلاة الجمعة لها قدسية وقد جعل الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة عيداً للمسلمين ويوماً للقائه يوم القيامة، فيوم الجمعة حقيقة نعيم في الدنيا والآخرة يلتقي فيه المسلمون على صعيد المحبة والإخاء تربطهم الألفة والمحبة والمودة، نصلي جنباً إلى جنب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وبهذا اليوم المبارك امتاز المسلمون من غيرهم الذي يجمعنا والذي يؤلفنا فنحن لا نريد حقيقة أن نفترق ونكون أشلاء هنا وهناك ولا يجب أن نخاف من هذا اليوم الأغر المبارك أو نجعله مصدراً للخوف».

الشيخ محمد دلال
الأستاذ أيمن خطاب