عندما يكون المواطن مسؤولاً عن تجسيد هذه المواطنة، فهذا يعني أنه مطالب بمجموعة من الواجبات، لقاء حقوق المواطنة، وعندما يختلف هذا الفهم لعلاقة المواطن بالوطن تكون النتائج مختلفة.

يقول الشيخ "محمد دلال" لموقع eIdleb عن موقف الإسلام من سلوكيات الفوضى والتخريب: «ليس عندنا في الإسلام دعوة للقتل والتخريب والإفساد لقوله الله تعالى "من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" القرآن ذكر النفس ولم يقل المؤمن، إذاً المشمول كل النفس الإنسانية بمختلف طوائفها وألوانها ومذاهبها والرسول الكريم يندد بقتل المعاهد أو الذمي فيقول من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً، فالإسلام حرم قتل النفس الإنسانية أياً كان دينها ومذهبها والإسلام كرم النفس الإنسانية وفضل الإنسان على كثير من مخلوقاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "إن الله يحب لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، يحب لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم: القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"، ولا بد من التوقف عن قوله وإضاعة المال أليس التخريب هو إفساد في الأرض وإضاعة للأموال وهذا أمر منهي عنه شرعاً؟».

الدين يحض الإنسان على فعل الخير والابتعاد عن كل أشكال التخريب أو الإضرار بالشأن العام أو بالمصلحة العامة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، كل ذلك واجب شرعي وقانوني والنفس البشرية مفطورة على رفض التخريب والإضرار بالآخرين والإساءة للوطن، فالإنسان المخرب هو خارج عن كل الضوابط الدينية والأخلاقية والإنسانية

ويقول الأب "إبراهيم فرح" خوري "إدلب": «الدين يحض الإنسان على فعل الخير والابتعاد عن كل أشكال التخريب أو الإضرار بالشأن العام أو بالمصلحة العامة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، كل ذلك واجب شرعي وقانوني والنفس البشرية مفطورة على رفض التخريب والإضرار بالآخرين والإساءة للوطن، فالإنسان المخرب هو خارج عن كل الضوابط الدينية والأخلاقية والإنسانية».

الأب ابراهيم فرح

الأستاذ "عبد الخالق الزهران" عن كيفية التصدي لما فيه ضرر للبلاد والعباد تحدث بالقول: «يكون ذلك بالوعظ والتبيين لخطورة ما يحدث من أعمال تخريبية لما فيه من ضرر يمس أمن وممتلكات المجتمع، وتكون بالتوجيه والنصح لاتباع الطريقة الحسنة في المطالبة بالحقوق، وتكون بالتبرؤ من كل من يقوم به وعلى العلن ولو كان ابنه أو أخاه أو قريبه، فنحن ندرك أن ما يحدث الآن هو مبدأ خاطئ لا يجلب نفعاً لأحد في النهاية، فكل ما يحدث يجب علينا إنكاره لأن من رضي فعل قوم حتى ولو لم يشاركهم فهو آثم مثلهم، ويكون ذلك أيضاً بالدعوة للحقيقة وإلى ما يجب فعله وهو عدم الانجرار وراء التحريض، وتسمية الأيام العظيمة في الإسلام بالأسماء السوداء وهذا ما يجب علينا رفضه رفضاً قاطعاً وأن نسمي ذلك اليوم العظيم بيوم التسامح والصفاء والمودة وإعلان الطاعة لله ورسوله وأولي الأمر، هذا هو واجبنا الديني ونحن ندين بالإسلام وإذا تجاهلنا ذلك حلت علينا المصيبة الكبرى التي تتمثل بألا يجد الإنسان أمناً ولا أماناً، فكلنا مسؤول أمام الله عز وجل عن عدم الإخلال بأمن الملايين من عباده لأنها من أعظم الذنوب عنده عز وجل».

أما الداعية "أيمن خطّاب" فيبين: «قال تعالى: "والله لا يحب الفساد" وأعتقد أن هذه الآية كافية ووافية فإن كان هناك أخطاء أو تقصير لا يعالج بالتخريب والفوضى فما ذنب المؤسسات العامة والخاصة أن تحرق أو تدمر، هذه ملك لي ولك وللأمة قاطبة، فأنا إن كان عندي رأي ينبغي أن أعبر عن هذا الرأي بطريقة حضارية وراقية لا بطريقة فيها تخريب وفيها إفساد وفيها عبث، فالإسلام ضد كل شكل من أشكال التخريب والفوضى، ومثل هذه السلوكيات بعيدة كل البعد عن تعاليم وأخلاق هذا الدين الحنيف».

الشيخ عبد الخالق الزهران
الأستاذ أيمن خطّاب