الاحتفال بظهور أسنان الطفل الأولى في محافظة "إدلب" يمتاز ببعض الطقوس والعادات الموروثة عن الأجداد وخاصة طبق "السليقة" المزين بالسكاكر الضيف الأساسي والمميز فيها.

وعن هذه العادات والطقوس تحدثت السيدة "خولة ياسين" وهي ربّة منزل لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 آذار 2014بالقول: «الاحتفال بظهور أسنان الطفل اللبنية الأولى عادة ورثناها عن أجدادنا؛ التي كانت ومازالت فرصة تجتمع فيها الأسرة والأهل والجيران ليفرحوا مع الأبوين بهذه المناسبة التي اقترنت بطبق "السليقة" المزين بالحبوب والمكسرات وحبات السكر الملونة و"القرفة" و"الملبس"؛ الذي لا بد من وجوده في هذه الاحتفالات بل لا تقام الحفلة من دونه».

صحيح أن بعض تفاصيل هذا الاحتفال لم تعد موجودة وأن بعض الأسر في المدينة تقتصر الاحتفال على أفراد الأسرة إلا أن "السليقة" لا بد منها، ولا بد من توزيعها على الجيران الذين يقومون بإعادة الصحون مع بعض الهدايا للطفل وهذا أمر متعارف عليه بين الجميع

وتضيف السيدة "خولة": «وكعادة الأجداد كانوا يبحثون عن أي سبب أو مناسبة لجمع الأسرة والاحتفال معها كنوع من الألفة وزيادة المحبة والتماسك فيما بين أفرادها فكانوا يحتفلون عند ولادة الطفل وعند طهوره، ومن ثم مع ظهور أسنانه، ثم مع إتمامه عامه الأول ثم مشيه أولى خطواته لتتوالى بعد ذلك المناسبات الاجتماعية، والاحتفال بظهور الأسنان من تلك العادات التي لا تزال قائمة في الريف والمدينة مع الاختلاف ببعض التفاصيل فيما بينها إلا أن "السليقة" حاضرة دائماً في هذه المناسبة مهما كان وضع الأسرة ومستواها الاجتماعي سواء في الريف أم المدينة».

طبق السليقة المزين بالمكسرات والسكاكر

لسبب اختيار طبق "السليقة" وفرحة الأهل بهذه المناسبة شأن تحدثنا عنه السيدة "صبحية المصطفى" (ربة منزل): «إن الاحتفال بظهور الأسنان عبر إعداد طبق "السليقة" يعود إلى كونه تعبيراً ورغبة من الأهل للتأكيد على أن الطفل بدأ يكبر وشيئاً فشيئاً سيعتمد على نفسه في تناول الطعام ولذلك تصنع "السليقة" وهي من المأكولات سهلة الأكل بالنسبة إلى الطفل الصغير، كما أنها من المواد المتوافرة لكل أسرة وخاصة في الريف حيث معظم الأسر تزرع القمح وينوجد لديها طوال أيام السنة، كما أن من العادات المعروفة عند بعض الأمهات والجدات في الريف رمي حبات "السليقة" إلى الدجاجات والطيور لتأكل منها اعتقاداً منهن أنه كلما أكل من حبات "السليقة" عدد أكبر فإن ذلك يجلب له الخير والرزق».

وعن طقوس الاحتفال تقول السيدة "وداد العيسى" وهي ربة منزل أيضاً: «يقوم الأب والأم بدعوة أفراد الأسرة وبعض الأصدقاء والجيران إلى الحفلة، وغالباً ما تقوم إحدى القريبات كالعمة أو الخالة أو الجدة بإعداد وتحضير طبق "السليقة" وتزيينه ووضع الشموع عليه، حيث تجتمع الأسرة وتلتف حول مائدة الحفلة ويجتمع الصغار حول الطفل حيث يتم إطفاء الشموع وسط الزغاريد والأغاني الشعبية، ثم يتم توزيع "السليقة" وتقديمها للحضور وتوزيعها على الجيران ممن لم يحضر الحفلة. وفي الوقت الحالي تقوم الأسرة بتقديم بعض المأكولات المتعارف عليها كالحلوى الجاهزة و"الكاتو" والمشروبات والعصير، خاصة إذا كان احتفال الأسرة بظهور الأسنان مترافقاً مع عيد ميلاد الطفل الأول حيث ينبغي وجود قالب "الكاتو" المزين أيضاً؛ حيث تكون الفرحة مزدوجة ولا بد من أن تكون الحلوى والضيافة متنوعة».

احتفال الإخوة و الجيران مع الأهل

وتتابع القول: «صحيح أن بعض تفاصيل هذا الاحتفال لم تعد موجودة وأن بعض الأسر في المدينة تقتصر الاحتفال على أفراد الأسرة إلا أن "السليقة" لا بد منها، ولا بد من توزيعها على الجيران الذين يقومون بإعادة الصحون مع بعض الهدايا للطفل وهذا أمر متعارف عليه بين الجميع».

أما عن كيفية تحضير طبق "السليقة" فتقول السيدة "وداد": «تتكون "السليقة" من قمح غير مقشور وخالٍ من الشوائب ثم ينقع بالماء لبعض الوقت، ثم يسلق على النار حتى ينضج وتتفتح حباته ثم يوضع في إناء أو صينية صغيرة ويوضع فوقه السكر وترش عليه "القرفة" ويزين الطبق بالمكسرات و"القضامة الملونة" وحبات السكر وحبات "الملبس" الملونة. وبعضهم يضيفون إليه قطع لوز وجوز».

فرحة الطفل بأسنانه الأولى