ينتقل الفن الشعبي من الآباء إلى الأبناء وتنتقل معه خبرة سنين العطاء وحفلات الرقص والدبكة، وإذا كان السيف و"النبود" من أخطر الألعاب الشعبية فقد اتخذها "عبد المجيد زيدان" مساراً له في رحلته مع الفن الشعبي الذي ورثه عن والده "مصطفى زيدان" مؤسس أول فرقة للفن الشعبي في "إدلب".

"عبد المجيد زيدان" أصغر قائد لفرقة الفنون الشعبية السورية والمدرب المختص للفنون الشعبية يروي لموقع eIdleb مسيرة نجاح حققها مع فرقة "إيبلا" للفنون الشعبية فقال: «يتميز الفن الشعبي بتأصله في سورية كما يتميز بندرة من يقوم على رعايته، لكننا في "إدلب" نتوارث هذا الفن من الوالد إلى الولد، "إيبلا" هي الفرقة الفنية الأولى التي تأسست في "إدلب" تحت مسمى "فرقة البعث" بقيادة والدي "مصطفى زيدان" وبدأت كراقص في الفرقة منذ عام /1980/ في مهرجانات الطلائع، ومنذ تلك الفترة أحصد الجوائز في المسابقات التي تجري في المحافظات في مجال الفنون الشعبية بسبب حبي للتراث المتأصل الذي عشقته منذ طفولتي».

هو تلك الشخصية الباحثة دائماً عما هو جديد وما ينبض بوحي التراث بحلة جديدة، هذا التجدد والإبداع في شخصيته لم يكن وليد صدفة ولكن ومنذ الصغر كان دائم التعلق بالمسرح ودائماً ما يجيد بعمله ومنه يحصد المراكز الأولى في جميع المسابقات التي اشترك بها

السيف والنبود من الفنون الشعبية المهددة بالانقراض والتي يعمل عبد المجيد على إحيائها من جديد فيقول: «حاولت أن أخلف والدي في ألعاب النبود لما يميزها من الصعوبة والخطورة واحتياجها إلى التدريب المتواصل والممارسة اليومية، فهي لعبة لا تقبل الخطأ وتحتاج إلى تركيز وروية، وحين توليت قيادة فرقة "إيبلا" خلفاً لوالدي وأنا لا أزال في الثالثة والعشرين من العمر عملت على تطوير اللعبة الشعبية وزيادة عدد حركاتها من اثنتي عشرة حركة إلى ما يقارب مئة حركة وتطوير طريقة اللعب بنبودين بدلاً من واحد، كما عملت على تطوير ألعاب السيف المعروفة في "إدلب" من "الخربطة" إلى "العد" وإيجاد لعبة السيفين بدلاً من السيف الواحد، وجميع هذه الألعاب كنت أنا الشخص الوحيد الذي يمارسها في الفرقة وما زلت».

مع فرقته إيبلا

وأضاف: «خضعت لعدة دورات تدريبية منها دورة مركزية برعاية اتحاد شبيبة الثورة أشرف عليها أساتذة الفن الشعبي ومنهم "عمر العقاد"، من خلالها استطعت ابتكار كل ما هو جديد ويتماشى مع التطور في أداء الفرقة على خشبة المسرح كطريقة العرض الدرامية ومعالجة طقوس واقعية بطريقة راقصة، كان آخرها عمل "حناء" الذي قدم في مهرجان "إدلب للفنون الشعبية" وكان سبباً في تتويجنا بالمركز الأول».

أما عن تجديده في الفرقة وإدخال العنصر النسائي لأول مرة على خشبة المسرح فقال: «هي فكرة راودتني منذ زمن لكن حرصت على إدخال عنصر المفاجأة لجمهور المحافظة بأن تخرج المرأة "الإدلبية" لأول مرة وتؤدي أمام الجمهور بعض الرقصات، ويعود الفضل الأكبر في هذه الخطوة لزوجتي "مها الزير" التي كانت ترافقني إلى التدريب وترافق الفتيات من بيوتهن ذهاباً وإياباً، وبذلك أصبحت علاقتها بأهاليهن حميمية، وما الجائزة التي حصلنا عليها في مهرجان الفنون الشعبية إلا حافزاً لتقديم ما هو جديد، لذلك فنحن نقوم بالتحضير لعمل يمزج بين التراث والدراما يتناول قصصاً واقعية من تاريخ المحافظة وأغانٍ تذاع لأول مرة على مسامع الجماهير ستعيد كبار السن إلى ذكريات الصبا وسيكون موضوعها أفراح الزيتون».

من العمل حناء

"مصطفى شحود" مخرج فرقة "إيبلا" يتحدث عن الشخصية الفنية لصديقه "عبد المجيد" فيقول: «هو تلك الشخصية الباحثة دائماً عما هو جديد وما ينبض بوحي التراث بحلة جديدة، هذا التجدد والإبداع في شخصيته لم يكن وليد صدفة ولكن ومنذ الصغر كان دائم التعلق بالمسرح ودائماً ما يجيد بعمله ومنه يحصد المراكز الأولى في جميع المسابقات التي اشترك بها».

يشار إلى أن "عبد المجيد زيدان" من مواليد مدينة "إدلب" عام /1971/، قائد فرقة "إيبلا" للفنون الشعبية، وأحد مدربي فرقة "شباب سورية" التابعة لاتحاد شبيبة الثورة في مدينة "دمشق"، درب لفترة وجيزة في فرقة "أمية" وقدم عرضاً في اليونان، ويحضر الآن لعمل فني شعبي يتناول طقوس قطاف الزيتون بأغانٍ شعبية طواها الزمن يحمل عنوان "هلة أفراح الزيتون".

فرحة الفرقة بالمركز الأول في المهرجان