تشهد محلات بيع "مصابيح الكاز" إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي حيث يلاحظ عودة "ضوء الكاز" وبقوة إلى معظم بيوت مدن وقرى محافظة "إدلب"، والسبب بحسب الأهالي هو ساعات انقطاع الكهرباء المتكررة بسبب التقنين.

"eSyria" التقى بتاريخ "18/1/2012" عدداً من المواطنين للحديث عن هذه الظاهرة، وبدأ مع السيد "خالد مصطفى" بائع "مصابيح كاز" والذي قال: «زاد إقبال الناس على شراء ضوء الكاز في الفترة الماضية، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعارها حيث وصلت إلى 150 -200 ليرة في بعض الأحيان، ولكنها رغم ذلك تبقى أفضل من الشمع غير المجدي ومولدات الكهرباء باهظة الثمن».

زاد إقبال الناس على شراء ضوء الكاز في الفترة الماضية، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعارها حيث وصلت إلى 150 -200 ليرة في بعض الأحيان، ولكنها رغم ذلك تبقى أفضل من الشمع غير المجدي ومولدات الكهرباء باهظة الثمن

وجود مصباح الكاز لم يقتصر على البيوت الريفية القديمة بل فرض وجوده في البيوت الحديثة وعن أسباب ذلك يقول الشاب "أحمد الآغا": «إنّ "مصباح الكاز" أفضل من الشمع وأفضل من ضوء الليزر القابل للشحن، وخاصة في ظروف ساعات التقنين الطويلة كما هو عليه الحال الآن، أضف إلى ذلك الارتفاع الجنوني للأسعار، فسعر الشمعة وصل إلى 15 ليرة وهي لا تدوم إلا لدقائق معدودة، كما أن ضوء الليزر القابل للشحن سريع العطب ويخفت ضوءه بعد نصف ساعة من تشغيله، أما "ضوء الكاز" فضوءه جيد ويدوم لشهور وسنوات وكلفته بسيطة، وصحيح أن "الكاز" غير متوفر وغالي الثمن لكن هناك بدائل عديدة فهناك المازوت الأخضر والنفط حيث يمكن أن نضيف إليه بعض الملح حيث يتحسن أداء المصباح».

الحاج خالد الزهران

"مصباح الكاز" هو أحد المقتنيات التراثية والفلكلورية في بيتنا الريفي، وعن ذكرياتهم مع "ضوء الكاز" يقول الحاج "خالد الزهران": «كنا في السابق نسكن في قبب طينية وكان ضوء الكاز يعتبر من أساسيات هذا البيت، وكان الناس يتفاخرون فيما بينهم من حيث قياس المصباح سواء هو نمرة 2 أو نمرة 3، وكان ينصب للضوء قاعدة خشبية على أحد جدران البيت من الداخل، وكانت سهراتنا وخاصة في الشتاء تدوم لساعات طويلة على "ضوء الكاز"، حيث كنا نلعب بالورق والمنقلة والصينية وغيرها من الألعاب القديمة، وكانت سهراتنا على "ضوء الكاز" تتميز بالحميمية التي افتقدناها أيام الكهرباء، حيث ظهر التلفزيون وغيره من الأدوات التي شغلت الناس عن بعضهم، وكنا نشغل المصباح باستخدام "العطّاب"، وهي عبارة عن قماش قطني نشغله بواسطة جمرة ونضع فوقها عيدان صغيرة وننفخها فتشتغل النار، كذلك كنّا نستخدم قداحات قديمة تسمى "قداحات غندور" وهي مثل القداحة الحالية لكنها أكبر حجماً ومعبأة في الداخل بخيوط قطن وفي أعلاها حجر ودولاب، نسحب خيط القطن من داخلها لأعلى حتى يصبح مقابل للحجر ونفرك الحجر على الدولاب فيشتغل خيط القطن».

ضوء الكاز يعود بقوة إلى بيوت الأهالي في إدلب