تعد "الضباع" إحدى الحيوانات المفترسة التي يخشاها الكثيرون ولكن أن يصبح الإمساك بهذه الحيوانات وهي حية هواية ومهنة عند البعض فذلك هو الغريب الذي عُرفت به عائلة "صيموع" في بلدة "ملس" الواقعة غرب مدينة "إدلب" بحوالي/20/كم.

هذه الهواية التي يقوم بها أربعة أشقاء أكبرهم عمره/23/عاما جمعتهم هواية "صيد الضباع" حية وهي الهواية والمهنة التي ورثوها عن والدهم الوحيد الذي عرف بهذا النوع من الصيد في المحافظة على مدى/15/ عاماً وقد بدأت هوايتهم مع والدهم في رحلة صيد عادية في أحد جبال المنطقة حيث شاهد خلالها "ضبعاً" وتبعه إلى حيث اختفى في أحد المغاور واستعان بابنه لإخراجه كونه سمع أن الضبع لا يكون خطراً في وكره وبالفعل تم صيد "الضبع"، حيث أعجبته الفكرة وقرر منذ ذلك اليوم أن يكون صياداً لهذا الحيوان المسمى "ضبعاً" وبهذه الهواية عرف في محيطه وانفرد بهذا الأمر.

إن صيد الأفاعي أكثر خطراً من صيد "الضباع" لأنها سريعة الحركة وتهاجم بسرعة ولدغتها سامة ومميتة ولذلك أكون حذراً في صيدها أكثر منه عند صيده "الضباع"

وبعد وفاة الأب كان الأبناء قد عرفوا سر المهنة فساروا على طريق والدهم وتابعوا مشواره في صيد "الضباع" وأصبحوا مقصداً لكل من يرغب باقتناء هذا الحيوان سواء لعرضه في حديقة الحيوانات أو للاستفادة من جلده وغير ذلك.

وخلال زيارة موقع eIdleb إلى بيت هذه العائلة الكائن في بلدة "ملس" التقينا الابن الأكبر"محمود صيموع" وشاهدنا عنده بعض "الضباع " التي اصطادها وعن رحلته مع هذه الهواية الفريدة تحدث قائلاً: «لقد بدأت بممارسة هذه الهواية منذ أن كان عمري ثماني سنوات حيث كان والدي يأخذني معه في رحلات صيده ومنه تعلمت أسرار المهنة وأتقنتها جيداً وبعد وفاته أصبحت أذهب للصيد بمفردي وأحياناً مع أحد إخوتي الذين تعلموا أيضاً كل شيء عن هذه الهواية التي لا نحتاج فيها سوى إلى عدة بسيطة مؤلفة من بيل ضوئي ولاصق وحبل وخيط وسلسلة معدنية، حيث أقوم سنوياً باصطياد حوالي عشرة "ضباع" بأعمار مختلفة ومن مناطق عديدة في المحافظة وأحياناً من خارجها».

وعن مجريات عملية الصيد ومفرداتها قال: «في البداية لا بد من أن نستدل على مكان وجود "الضبع" وغالباً ما يكون تواجده في المناطق الجبلية والحراجية حيث أقوم بتتبع آثار أقدامه المعروفة بشكلها أو عن طريق وجود ما يدل عليه من بقايا عظام وريش الحيوانات التي افترسها وعند التأكد من وجوده وغالباً ما تتم عملية الصيد في الليل وفي فصل الشتاء من "شباط" إلى "نيسان" حيث أقوم بالدخول إلى داخل "الوكر" الذي لا يتجاوز قطر بابه في معظم الأحيان بين 60 – 70 سم ويطول أحياناً إلى أكثر من /100/ متر، وتكون الخطوة التالية وضع قطعة من القماش على رأس "الضبع" ليهدأ ومن ثم أقوم بلف فمه بلاصق وسحبه إلى خارج "الوكر"؛ وأنه كلما كان مكان تواجده واسعاً نجد صعوبة في الإمساك به حيث أستعين في بعض الأوقات بإخوتي لإغلاق كافة الفتحات كي لا يتمكن من الهرب ومن ثم ربطه من أطرافه الأربعة وسحبه ونقله إلى المنزل».

وعن سبب كون صيده سهلاً في ليالي فصل الشتاء قال "صيموع": «إن السبب في ذلك يعود لكونها فترة تتكاثر فيها الضباع حيث تقوم الأنثى بإخفاء صغارها عن الأب خوفاً من أن يأكلها لذلك تقوم بحفر حفرة أو نفق ضمن الأرض لتختبئ فيها مع صغارها وغالباً ما أتمكن من صيد الأم مع صغارها حيث أقوم بتربية الضباع الصغار في منزلي بعد غسلها وتنظيفها وإرضاعها الحليب».

ولا تقتصر هواية "محمود" على صيد الضباع فمن المعروف عنه أنه يصطاد الذئاب والأفاعي حيث يقول: «إن صيد الأفاعي أكثر خطراً من صيد "الضباع" لأنها سريعة الحركة وتهاجم بسرعة ولدغتها سامة ومميتة ولذلك أكون حذراً في صيدها أكثر منه عند صيده "الضباع"».