حجر الرحى أو كما يطلق عليها العامة "الرحية" هي طواحين الأجداد واختراع سبق عصره بكثير ومنه ابتكرت الطواحين الحديثة التي نراها اليوم بأشكال ووظائف مختلفة.

حجر الرحى هو عبارة عن قطعتين من الحجر البازلتي لا يتعدى قطر كل منهما/50/سم توضعان فوق بعضهما البعض وتمتاز القطعة العلوية بوجود مقبض خشبي موضوع ضمن فتحة على طرف الحجر تدار به عند عملية الطحن مع وجود فتحة صغيرة في منتصف الحجر بقطر/10/سم يتم من خلالها وضع المادة المراد طحنها ويوجد ضمنها قطعة خشبية بارتفاع بسيط تكون موجودة بالقطعة السفلية وهي تشكل محور الحركة وتمنع الحجر العلوي من الخروج والسقوط أثناء عملية الطحن.

نقوم في البداية بوضع قطعة قماشية تحت الحجر ومن ثم نقوم بتركيب الحجر فوق بعضه البعض بعد تنظيفه ومن ثم نقوم بوضع العدس أو القمح (البرغل) أو المادة التي نريد طحنها من الفتحة الموجودة على الحجر ونقوم بتدوير الحجر في نفس الوقت وعلى الغالب هذا العمل يكون من اختصاص النسوة حيث تتعاون اثنتان من نساء القرية على تدوير الحجر للقيام بعملية الطحن ومن ثم يتم جمع ما تم طحنه أول بأول ومن ثم غربلته وتنظيفه

في قرية "بياطس"حيث لا يزال حجر الرحى يدور كما هو الحال في عدد من القرى في الريف السوري حيث لا يزال بعض أهالي القرية ولاسيما كبار السن يستخدمونه في طحن بعض أنواع الحبوب والبقوليات لتأمين احتياجاتهم من تلك المواد.

موقع eIdleb زار القرية بتاريخ 20/10/2008حيث التقينا بالسيدة "ماريه الخطيب" التي كانت تهم بطحن كمية من القمح (البرغل) على الطريقة القديمة حيث تحدثت عن آلية عمل الرحى بالقول: «نقوم في البداية بوضع قطعة قماشية تحت الحجر ومن ثم نقوم بتركيب الحجر فوق بعضه البعض بعد تنظيفه ومن ثم نقوم بوضع العدس أو القمح (البرغل) أو المادة التي نريد طحنها من الفتحة الموجودة على الحجر ونقوم بتدوير الحجر في نفس الوقت وعلى الغالب هذا العمل يكون من اختصاص النسوة حيث تتعاون اثنتان من نساء القرية على تدوير الحجر للقيام بعملية الطحن ومن ثم يتم جمع ما تم طحنه أول بأول ومن ثم غربلته وتنظيفه».

وعن ذكريات الماضي واجتماع النسوة حول حجر الرحى تقول: «اليوم نتذكر "لمة وجمعة" نساء القرية وفتياتها حول حجر الرحى للقيام بطحن "البرغل" و"العدس"و"الفريكة" و"الزعتر" وكان هناك أكثر من "رحية" في القرية وكانت النساء يجتمعن كل يوم في بيت من تلك البيوت التي يوجد فيها حجر الرحى ليتعاونوا على طحن "المونة" الكافية لكل بيت حيث يتم تحديد يوم لكل بيت وكانت صاحبة البيت تساعدهم وتقوم أيضاً بإعداد الطعام لهن وأحياناً كثيرة كانت بعض النسوة تغني بعض الأغاني إضافة إلى تبادل الحديث بين النساء عن الخطبة والزواج وكثير من مواضيع وقصص حياتهم اليومية».

وسيبقى حجر الرحى يدور بيد أولئك الأشخاص حاملاً صورة مثالية من صور ذلك الماضي الذي سادت فيه كل أشكال المحبة والتعاون والألفة والمودة بين أهل القرية الواحدة وهو ما نفتقده اليوم.