هو أبرز مصارع عرفته المصارعة السورية على الإطلاق، صاحب إنجازات عديدة جداً، ومشرفة جداً، زينت صدره إحدى وثلاثون ميدالية ذهبية، حصدها في مختلف المسابقات العالمية، بدءاً من دورات المتوسط مروراً ببطولة العالم، وبطولة العالم العسكرية، وانتهاءً بالدورات العربية والآسيوية.

إنه بطل المصارعة السورية "خالد الفرج" الذي بدأت مسيرته مع الذهب في عام 1987 خلال دورة ألعاب البحر المتوسط في "اللاذقية"، وكان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً، ليكون بذلك أصغر لاعب يحمل الميدالية الذهبية في تاريخ دورات المتوسط، تسبب باعتزال بطلين عالميين للمصارعة، هما المصارع اليوناني "نيكيتا" بفوزه عليه عام 1987، والمصارع الإيطالي "سينزو ماينزا" عام 1997، وهو اللاعب الوحيد الذي أحرز أربع ذهبيات في أربع دورات متوسطية، وأحد المصارعين القلائل جداً في العالم الذين شاركوا بثلاث دورات أولمبية، ظل بطل المصارعة الأول في دورات المتوسط طوال أحد عشر عاماً، وسيطر على ذهبيات بطولة العالم العسكرية من عام 1987 وحتى عام 1997 دون أية هزيمة.

ربما أول تلك الانعطافات المهمة في حياتي الرياضية كانت تشجيع الأسرة الكبير لي، وخاصة جدي رحمه الله، الذي كان له الفضل في إقناع والدتي بالسماح لي بالسفر إلى "ألمانيا" سنة 1979، حيث طلبت موافقة والدتي لكون والدي كان مسافراً خارج القطر، والنقطة الثانية والمهمة كانت دورة المتوسط عام 1987 في "اللاذقية"، حيث كنت أصغر لاعب فيها وحصدت أول ميدالية ذهبية في مسيرتي الرياضية

استقبلنا "خالد الفرج" في بيته بمدينة "إدلب"، ليتحدث عن بداية حكايته مع المصارعة بالقول: «بدأت القصة عندما كنت أقلد حركات شقيقي الأكبر مني وهو لاعب جمباز في العام 1977 وقتها كنت في المرحلة الابتدائية، حتى أصبحت أتقنها أكثر منه، وفي أحد الأيام وبعد الانصراف من المدرسة خرجت من الباب الداخلي للمدرسة، وبدأت أقوم بحركة دولاب ضم (شقلبة هوائية)، وكان أستاذ الرياضة آنذاك "عبد الكريم رحمة" يراقبني من الطابق العلوي، فتعجب لكونه لا يعرف هذا الولد الذي يؤدي حركات جمباز متقنة وصعبة وهو المدرب الوحيد للجمباز في "إدلب"، فنزل إليّ وسألني: أين تتدرب الجمباز؟ فقلت له: في البيت. فقال لي: من علمك؟ قلت له: أخي "إبراهيم" يتدرب جمباز. فعرفني لكونه يدرب أخي، وطلب مني أن أرافق أخي إلى التمرين في اليوم التالي، لكن "إبراهيم" رفض ذلك فلحقته إلى الصالة ودخلت خلفه، ومنذ ذلك اليوم بدأت أتدرب الجمباز، وشاركت في بطولة سورية بالجمباز، وأوفدت في بعثة إلى "ألمانيا" رائداً على مستوى القطر في تلك اللعبة، التي بقيت أمارسها حتى عام 1984، وكنت خلال هذه الفترة أذهب مع لاعبي الجمباز إلى صالة المصارعة وأتدرب معهم، وفي عام 1979 كانت أول مشاركة لي في بطولة للمصارعة حيث حققت بطولة الجمهورية لفئة الصغار، وفي سنة 1985 تمت دعوتي إلى معسكر المنتخب الوطني للمصارعة استعداداً لدورة المتوسط في "اللاذقية"، فتركت الدراسة وتفرغت كلياً للمصارعة».

أول ميدالية ذهبية حصل عليها وكانت في دورة المتوسط عام 1987 في اللاذقية

وعن المراحل التي يعتبرها أساسية في مسيرته الرياضية يقول: «ربما أول تلك الانعطافات المهمة في حياتي الرياضية كانت تشجيع الأسرة الكبير لي، وخاصة جدي رحمه الله، الذي كان له الفضل في إقناع والدتي بالسماح لي بالسفر إلى "ألمانيا" سنة 1979، حيث طلبت موافقة والدتي لكون والدي كان مسافراً خارج القطر، والنقطة الثانية والمهمة كانت دورة المتوسط عام 1987 في "اللاذقية"، حيث كنت أصغر لاعب فيها وحصدت أول ميدالية ذهبية في مسيرتي الرياضية».

قصص وحكايا كثيرة أفرزتها البطولات التي شارك فيها "الفرج"، ومنها حكاية المصارع الايطالي الشهير "سينزو ماينزا" الذي انسحب قبل نزاله واعتزل اللعب بعد ذلك، يقول: «كان "ماينزا" يعتبر أسطورة المصارعة في العالم، فهو بطل أولمبي ثلاث مرات، وبطل العالم وبطل أوروبا ثلاث مرات، التقينا أول مرة في عام 1991 في دورة المتوسط في "أثينا"، وكنت أشارك لأول مرة في وزن 52 كغ، وهو الوزن الخاص بهذا البطل، وكانت كل التوقعات قبل النزال تصب في مصلحته، لكن فاجأت الجميع بالفوز عليه في الدور نصف النهائي، بعدها بستة أعوام وتحديداً في عام 1997 في دورة المتوسط في إيطاليا توجهت نحو الوزن، وكان اسمه في رأس قائمة وزن 52 كغ، وعندما شاهدني عرف بأني مشارك في نفس وزنه، فاقترب مني وصافحني وحزم حقيبته وانسحب من الدورة، وكانت آخر دورة يشارك فيها».

مع صديقيه ابراهيم اسليم وعلي معدة

وفي كلمة أخيرة يقول "الفرج": «للأسف الشديد يبدو أن القائمين على رياضة المصارعة لا يرون في تاريخي وإنجازاتي ما يؤهلني لكي أساهم في بناء المصارعة السورية، فتجاهلوني وهمشوني بل حاربوني لأسباب أجهلها، يجب أن نعرف بأنه لا يمكن أن يولد بطل إلا بإشراف بطل يدربه، وكل ما أطلبه أن يكون كل منا في مكانه الذي يستحق، المكان الذي يمكن لنا أن ننجز من خلاله لكي تعود المصارعة السورية إلى سابق عهدها، ونحن متفائلون جداً بالقيادة الرياضية الجديدة لكي تعمل على تصحيح أخطاء المرحلة السابقة، وإعادة أبطال سورية في مختلف الألعاب إلى مكانهم الطبيعي لكي نستطيع بناء رياضة سورية أفضل».

نشير إلى أن البطل "خالد الفرج" من مواليد مدينة "إدلب" عام 1970، متزوج ولديه صبيان وثلاث بنات، موظف في فوج إطفاء "إدلب"، أحرز ست ذهبيات في بطولة العالم العسكري، وبطل آسيا لثلاث مرات أعوام 1992 و1995 و1996، وبطل العرب أعوام 1992 و1997 و1999، أحرز البرونزية في بطولة العالم في "السويد" عام 1998 وخامس العالم في "فنلندا" عام 1994 وسابعاً في "التشيك" عام 1995، وحصيلته من الميداليات 31 ذهبية 4 فضيات 5 برونزيات، تعرض لإصابة في الركبة، فخضع لعملية رباط متصالب أمامي فتوقف عن اللعب وسافر إلى "قطر" للتدريب حيث درب منتخب "قطر" للناشئين عام 2002، وفي ذلك العام طلب منه العقيد "أنطوان ليوس" رئيس اتحاد المصارعة آنذاك العودة إلى سورية عندما التقى به أثناء معسكر المنتخب القطري في "دمشق"، وعندما عاد فوجئ بإقالة العقيد "ليوس"، وهو تم استبعاده بعد ذلك عن رياضة المصارعة حتى تاريخ إجراء هذا الحوار.

31 ميدالية ذهبية زينت صدره خلال مسيرته الرياضية