«ولد وفي فمه ملعقةٌ من ذهب، نشأ على الجهاد وحب الوطن، مطارداً ومنفياً ومحكوماً عليه بالإعدام، ومات غريباً ليدفن في مقبرة الغرباء في "أنطاكية"، هذه هي السيرة الذاتية المختصرة لشيخ قادة ثورة الشمال السوري....

وقائد المنطقة الجنوبية الغربية الممتدة من جبل "صهيون" إلى "الحفة" و"جسر الشغور"، تحت راية ثورة الشمال بقيادة الزعيم "ابراهيم هنانو" ضمن قادة فصائل الثورة الأربع وهم "نجيب عويّد" في "كفرتخاريم" والشمال، و"مصطفى حاج حسين" في "جبل الزاوية" و"جبل الأربعين"، والشيخ "يوسف السعدون" في "أنطاكية"، هذا هو باختصار المجاهد الكبير "عمر بيطار"».

سجن في "حلب"، وجزيرة "أرواد"، وحكم عليه بالإعدام، ولعل محكمة "بيروت" ما زالت شاهدةً على افتخاره بوطنه واحتقاره للمحتل، حين عرض عليه أعضاء المحكمة التخلي عن الجهاد مقابل إطلاق سراحه فقال كلمته المشهورة "لا أوقف الجهاد حتى أرى علم المحكمة تحت نعليّ هاتين" مشيراً إلى العلم الفرنسي، وبتدخلٍ من الدولة التركية ورئيسها "كمال أتاتورك" الذي منحه لقب عقيد برتبة شرف في الجيش التركي تم تخفيف عقوبة الإعدام لينفى إلى تركيا، وعاد إلى بلده الأم بعد معاهدة /1936/ ليترشح لعضوية البرلمان السوري عام /1937/ ويفوز بمقعدٍ فيه، لكن محاربة الفرنسيين لكلماته جعلته يعود إلى تركيا عام /1939/، وفي عام /1945/ وفي طريق عودته لملاقاة صديقه "الحلبي" "عبد الله الجابري"، أقعده المرض الشديد في "أنطاكية" ليموت فيها ويدفن في مقبرة "الغرباء"

والحديث للسيد "محمد خالد عمر" رئيس اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال السوري، والذي التقاه موقع eIdleb للحديث عن مسيرة التضحية والنضال ومقارعة الاستعمار وأهم معارك القائد البطل "عمر بيطار"، التقينا حفيده "مروان محمد بيطار" فتحدّث قائلاً: «لم يكن جدي ذاك الرجل العالم، بل تخرّج على يد شيخ الكتّاب من حلقات تعليم القرآن الكريم في مسقط رأسه قرية "شيرقاق"، لكن الوضع المادي لوالده كبير القرية "مصطفى آغا البيطار" كان له أثرٌ بارز بإلمامه بما يُحاك للبلاد من مكائد، فتصدى بصحبة "صبحي بركات" للاحتلال الفرنسي عند دخوله شواطئ "اللاذقية"، لكنّه سرعان ما انفصل عنه نتيجة الدعم الذي تلقاه "بركات" من المستعمر القديم- العثماني، وحين تعرضت قرية "بابنّا" للمحرقة الجماعية على يد الاحتلال الفرنسي، والتي قضى فيها أكثر من ستين رجلاً، ماتوا حرقاً بعد أن أحرقت منازلهم، لجأ إلى "جسر الشغور" التي قاد فيها بمؤازرةٍ من "الجتا" في "جبل الزاوية" وأعيان البلدة معركة "جسر الشغور"، قتل أكثر من مئة جندي فرنسي، في حين استشهد سبعة عشر رجلاً من المجاهدين البالغ عددهم حوالي أربعمئة.

حفيده مروان بيطار

ثم قامت ثورة "هنانو" ليرأس أوائل الوفود المتوجّهة إلى "كفرتخاريم" للانضواء تحت راية ما عرف بعدها "بثورة الشمال"، وليقابل الزعيم "ابراهيم هنانو" الذي قدّمه لقيادة الثورة لما عرف عنه من مواقفَ وطنية، لكنّه فضّل أن يكون تابعاً للثورة وقائداً للواء الجنوبي الغربي، فقاد معارك مشرّفة في "الصالحية" "بزفت"، و"كتف بابنّا"، و"بابنّا" الأولى والثانية، و"القصير"، ومعركة "ستربة" التي دامت ما يزيد على ثمانية عشر شهراً، ومعركة "جبل دينيت" على مشارف مدينة "إدلب"، والتي قضى فيها أخوه المجاهد "نجيب بيطار" ودفن مع أربعة من شهدائها في حفرةٍ واحدة».

وعن حياته في المنفى والاعتقال، والحياة السياسية قال حفيده "مروان": «سجن في "حلب"، وجزيرة "أرواد"، وحكم عليه بالإعدام، ولعل محكمة "بيروت" ما زالت شاهدةً على افتخاره بوطنه واحتقاره للمحتل، حين عرض عليه أعضاء المحكمة التخلي عن الجهاد مقابل إطلاق سراحه فقال كلمته المشهورة "لا أوقف الجهاد حتى أرى علم المحكمة تحت نعليّ هاتين" مشيراً إلى العلم الفرنسي، وبتدخلٍ من الدولة التركية ورئيسها "كمال أتاتورك" الذي منحه لقب عقيد برتبة شرف في الجيش التركي تم تخفيف عقوبة الإعدام لينفى إلى تركيا، وعاد إلى بلده الأم بعد معاهدة /1936/ ليترشح لعضوية البرلمان السوري عام /1937/ ويفوز بمقعدٍ فيه، لكن محاربة الفرنسيين لكلماته جعلته يعود إلى تركيا عام /1939/، وفي عام /1945/ وفي طريق عودته لملاقاة صديقه "الحلبي" "عبد الله الجابري"، أقعده المرض الشديد في "أنطاكية" ليموت فيها ويدفن في مقبرة "الغرباء"».

حياةٌ حافلةٌ بالجهاد من الشباب وحتى الممات أمضاها في البراري على صهوة جواده وخلف زناد بندقيته، ليسطر صفحاتٍ خلدتها الأيام، ليكون ملهماً للأجيال اللاحقة في طريق المقاومة والتحرير.

من الجدير بالذكر أن الشيخ "عمر بيطار" من مواليد قرية "شيرقاق" بمنطقة "الحفة" عام /1886/.