برز اسم المجاهد الشيخ "يوسف محمد السعدون" كواحد من المجاهدين الذين سطّروا صفحات مضيئة من النضال ضد المستعمرين وأحد قادة ثورة "هنانو" في شمال سورية ضد الفرنسيين وضرب في كل المعارك التي خاضها أروع الأمثلة في البطولة والفداء حتى لقّبه الملازم "إبراهيم الشغوري" بالمجاهد الشيخ.

ولد "يوسف السعدون" عام/1888/ في قرية "جسر الحديد" التابعة لقضاء "إنطاكية" وهو من أسرة ذات نفوذ وجاه, وتطوّع في الجيش العثماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى في معارك ضد الإنكليز في العراق.

وفي العام /1919/ ثار ضد المحتل الفرنسي، وقاد مجموعة من المجاهدين في منطقة "سلقين"، وعندما أعلن المجاهد "إبراهيم هنانو" الثورة التي عرفت بثورة الشمال انضم إليه الشيخ "يوسف السعدون"، وأصبح أحد أبرز قادة تلك الثورة، حيث شارك في العديد من المعارك ضد المحتل، ووصل نفوذه وسيطرته إلى منطقة واسعة من الشمال الغربي في سورية، حيث امتدت من منطقة "العمق" إلى "دركوش" وحدود "جسر الشغور" و"كسب" و"القسطل"، وكان يتنقّل بين تلك المناطق مع مجموعة من رفاقه للقيام بمساعدة المجاهدين هناك في عملياتهم العسكرية ضد القوات الفرنسية.

الشيخ يوسف السعدون مع صور قادة الثورة

ويضيف الباحث "عبد الحميد مشلح" بعض تفاصيل سيرة حياة هذا المجاهد بالقول: «مع انتهاء ثورة "هنانو" بشكلها المنظّم رحل الشيخ "يوسف السعدون" مع عائلته إلى تركيا، ولكنّه لم يترك الجهاد ضد الفرنسيين، حيث كان يقوم بالإغارة مع رفاقه المجاهدين "نجيب عويّد" و"عقيل إسقاطي" على دوريات ومواقع الفرنسيين في "جسر الشغور" و"حارم"، ثم يعود إلى تركيا، فحكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابياً، في الوقت نفسه منحه الأتراك رتبة "يوزباشي" فخرية، وعرضوا عليه منصب رئاسة مجلس الأمة في "لواء إسكندرون" لكنّه رفض ذلك، وعاد إلى سورية قبل صدور العفو العام بأربعة أشهر، حيث ظلّ متوارياً عن الأنظار حتى صدور العفو في العام/1937/، وفرض عليه الفرنسيون الإقامة الجبرية في "حلب" حتى العام/1940/ ليعود ثائراً في وجه الفرنسيين في "سلقين" في العام/1945/ كما شارك في حوادث "القسطل" و "كفرتخاريم" و"إدلب".

توفي المجاهد الشيخ "يوسف السعدون" في شهر "أيار" من العام/1980/ بعد مسيرة طويلة من الجهاد والنضال ضد المستعمرين وكان فيها مثالاً للوطني المجاهد الصادق والمخلص المدافع عن حرية واستقلال بلاده.

الباحث عبد الحميد مشلح

مراجع:

"إدلب" الحضارة والتاريخ.. للباحث "عبد الحميد مشلح"