يحكي الناس للأطفال والشباب في "كفرنبل" عن شهيد اسمه "معمر محمد علي الخضر" ويقولون أنه استشهد في "فلسطين" أواخر الثمانينيات، إلى أن جاء صيف (2008) حاملاً معه بشرى الفخر لأهالي مدينة "كفرنبل" بوصول جثمان الشهيد "الخضر" أثناء عملية تبادل الأسرى بين "حزب الله" والعدو الصهيوني.

فاحتشد ألوف المواطنين من "كفرنبل" وقراها لاستقبال جثمان هذا البطل وابن البلد وبحضور رسمي شمل العديد من الشخصيات من "سورية" و"فلسطين" تم استقباله في ساحة "العزيزية" بحارته وبين أهله ومحبيه، كيف لا وهو الغائب عن عيونهم منذ سنين، وها هو يعود اليوم محملاً على الأكتاف، شهيداً بطلاً.

لم أفقد ولدي أبداً إنما أودعته في خدمة الوطن والعروبة، وما فعله هذا الفتى البطل جدير أن يكون وسام يعلق على الأكتاف، صحيح أنه تركنا وهو في ريعان الشباب، لكن كرمى لعيون "فلسطين" التي كانت تؤرق جفنيه حالتها، لقد رحل "معمر" عنا وعمره لا يتجاوز (17 عام)، واستشهد بعد سنة من رحيله

موقع eIdleb التقى والده الحاج "محمد علي الخضر" الذي قال: «"معمر" شاب لم يرض الهوان والذل، رحل من بيننا فجأة، دون أن يثير ضجة وبعد رحيله جاءنا خبر استشهاده، ولكن لم نستطع التعرف على ما آل إليه جثمانه، إلى أن جاء صيف العام الماضي وتمت عملية مبادلة الأسرى بين "حزب الله" والعدو الصهيوني، وعلمنا أن جثمان ابننا "معمر" موجود في عملية التبادل، فهيأنا أنفسنا لعرس الفرح وبرباطة جأش وعنفوان استقبلناه ظهر يوم (24/7/2008) لأرى أن "معمر" ليس ابني وحدي بل ابن غال على كل أهالي "كفرنبل" والقرى المجاورة مما زاد فخري به.

لحظة إستقبال الشهيد الخضر بين أهله

وأيضاً جاء حضور رسمي من "سورية" و"فلسطين" وفي الحقيقة كانت لحظات عنفوان وعزة رائعة اختلطت فيها دموع الفرح بالحزن والشوق فلطالما حلمت أن أراه بعد رحيله عنا واليوم جاء محملاً على أكتاف المحبين».

ترك الشهيد "معمر" مدينته طفلاً ورحل إلى "فلسطين" إنه قرار كبير في سن صغير عن هذا يقول والده: «نعم لقد كان يحلم منذ صغره أن ينضم إلى منظمة التحرير "الفلسطينية"، وفي عام (1987) رحل من بيننا إلى "فلسطين" ولم يرض أن يتدخل أحد في قراره، وبعد ذلك بعام استشهد مع اثنين من رفاقه الأبطال في عملية هجومية على العدو الصهيوني على الشواطئ "الفلسطينية" المحتلة جنوب "رأس الناقورة"، وقد تكلم لنا قائد منظمة التحرير "الفلسطينينة" الذي حضر حفل استقبال الجثمان في "كفرنبل"، عن هذه العملية التي قام بها "البطل" الصغير بعمره، والكبير بعروبته، وقال أنه قام ومجموعة من رفاقه بالتصدي لدورية على الشواطئ "الفلسطينية" فاستشهد واثنين ممن معه على إثر هذه العملية البطلة، وشكرنا وحيا أهل المدينة التي ولد فيها "معمر"».

الشهيد معمر على الأكتاف

وكان للحاجة "فطوم البيوش" والدة الشهيد كلامها حيث قالت: «لم أفقد ولدي أبداً إنما أودعته في خدمة الوطن والعروبة، وما فعله هذا الفتى البطل جدير أن يكون وسام يعلق على الأكتاف، صحيح أنه تركنا وهو في ريعان الشباب، لكن كرمى لعيون "فلسطين" التي كانت تؤرق جفنيه حالتها، لقد رحل "معمر" عنا وعمره لا يتجاوز (17 عام)، واستشهد بعد سنة من رحيله».

وعن شعورها وقت وصول الشهيد إلى الحارة تضيف: «منذ الصباح كانت الحارة تغص بألوف الناس من "كفرنبل" وما حولها والكل مستعد لإستقبال الشهيد "معمر"، بصراحة تامة كنت أعيش سعادة ليست كأي سعادة نعرفها، كنت في نشوة عارمة، حيث كل الحضور ينتظرون ولدهم، نعم "معمر" على مر السنين الماضية لم يكن ولدي لوحدي بل كان ولد لكل بيوت "كفرنبل"، وجاء اليوم ليثبتوا لنا أنهم معنا في هذه الفرحة الوطنية وفي عرس الشهادة العظيم».

محمدعلي الخضر والد الشهيد

من الجدير ذكره أن الشاب الشهيد "معمر الخضر" مواليد مدينة "جرابلس" عام (1972) درس الابتدائية في "كفرنبل" والإعدادية أيضاً، ثم وتلبية لنداء الجهاد وسعيا وراء تحقيق حلمه بنيل الشهادة انتسب الى منظمة التحرير "الفلسطينية" عام (1987) واستشهد بعدها بسنة.