«أبو "الهدى الصيادي"، هو "محمد بن حسن"، ولد في "خان شيخون" عام (1849) وأبوه كان يدعى "وادي بن علي بن خزام الصيادي"، ويعمل في قرع الطبل في التجمعات الصوفية كشيخ من شيوخ الطريقة الرفاعية.

ولي "أبو الهدى" نقيب السادة الأشراف في "حلب" عندما ذهب إليها وسكن بها، وبعد سفره "للآستانة" تم تقليده شيخ مشايخ الدولة العثمانية، وكان ممن يثق بهم السلطان "عبد الحميد الثاني"، وكان أزكى الناس في عصره وأكثرهم إلماماً بالأمور الإسلامية.

"أبو الهدى" شخصية شعرية كبيرة وأهم متصوفي عصره وهنا المركز الثقافي في "خان شيخون" يقيم سنوياً مسابقة شعرية للمواهب الشابة وهي تعتبر تشجيعاً لهم، ولكن ما تزال هذه المسابقات محلية لذى نأمل أن تكون على مستوى "سورية" أسوة بباقي المسابقات

أما الأسباب التي أوصلت "أبا الهدى" إلى تلك المكانة فلكون "أبي الهدى" معادياً للإصلاحيين من أمثال "جمال الدين الأفغاني"، و"محمد عبده"، و"عبد الرحمن الكواكبي"، وكان السلطان "عبد الحميد" بحاجة لمثله، وكذلك للوقوف في وجه الحركة الوهابية، التي بدأت تشكل خطراً سياسياً داهماً على الإمبراطورية، وقد وجد "عبد الحميد" ضالته في التصوف كمعارض تقليدي للوهابية، فقرب إليه عدداً من رجالاته كالشيخ "محمود أبو الشامات"، والشيخ "محمد ظافر المدني"، و"أبوالهدى الصيادي" شيخ الطريقة الرفاعية، وأغدق عليهم الأوسمة والمناصب».

أبو الهدى مع محمد الحراكي ونورس باشا الحراكي وباشا الصدر الأعظم

والكلام للأستاذ "نهاد اليوسف" رئيس المركز الثقافي في مدينة "خان شيخون" وذلك خلال لقاء موقع eldleb به ليتحدث لنا عن هذا العلم الأدبي حيث قال: «وهذه المعلومات حسب ما ذكر كتاب (الظاهر والمدفون في بلد الزيتون)، حيث يقول الكتاب أيضاً كانت "لأبي الهدى" الكلمة العليا عن السلطان "عبد الحميد" في تعيين القضاة والمفتشين، ولكن بعد أن تم خلع السلطان "عبد الحميد" نفي "أبو الهدى" إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) ويقال أن مات هناك عام (1909)».

وعن أهم مؤلفاته تحدث "اليوسف" قائلاً:«"أبو الهدى ألف كتباً كثيرة أهمها (ضوء الشمس، وبني الإسلام على خمس، والجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف، والسهم الصائب لمن أذى أبو طالب، الفجر المنير.....) وكثير من المؤلفات، وهو شاعر سياسي فذ ومن أشعار "أبو الهدى" أنه قال:

نهاد اليوسف رئيس مركز خان شيخون الثقافي

(أواه من ألم الفراق لأنه

الدكتور حمزة الرستناوي

داء جسيم يا له من داء

لم يشفه إلا اللقاء ولم يزل

يخفيه خوف شماتة الأعداء

للعارفين إذا تعاظم كربهم

هرع لساحة كوكب البطحاء

سر الوجود إمام أهل الجود عنوان

الشهود وسيد الشفعاء

عين العيون الجوهر المكنون كشاف

المهمة ملجأ الضعفاء

باب الهدى والخير والأفراح دافع

كل خوف مزعج وقضاء)

وهي مطلع لقصيدة (أواه من ألم الفراق)».

هناك مسابقة شعرية سنوية تقام في "خان شيخون" باسم هذا العلم الشعري الكبير، عن هذا حدثنا الدكتور "حمزة الرستناوي" قائلاً: «"أبو الهدى" شخصية شعرية كبيرة وأهم متصوفي عصره وهنا المركز الثقافي في "خان شيخون" يقيم سنوياً مسابقة شعرية للمواهب الشابة وهي تعتبر تشجيعاً لهم، ولكن ما تزال هذه المسابقات محلية لذى نأمل أن تكون على مستوى "سورية" أسوة بباقي المسابقات».