«في عام (1968) ذهبت إلى "السعودية" لأداء فريضة الحج، وبعد أن عدت جاءني الخبر أنني صرت مختاراً لقريتنا، "الفطيري" وهي قرية صغيرة جداً تقع في هضبة وتتبع إدارياً لناحية "كفرنبل" فقد كان هذا الخبر مفرحاً، ولكنني لم أكن أعرف أن أهل القرية لن يتخلوا عني بعد مضي (39 عاماً) على منصبي كمختار للقرية».

والكلام للحاج "علي الشبلي" مختار قرية الفطيري" التي تبعد من مدينة "كفرنبل" حوالي (12 كم)، المختار "علي" أضاف لموقع eIdleb: «لم أواجه طوال الأعوام المنصرمة أية مشكلة في القرية تستدعي طلب مساعدة من أحد خارج البلدة، فالحمد لله قريتنا تعم بالأمان والسلام والناس هنا يحب بعضهم بعضاً وإذا وقعت مشكلة يحلها أولاً جار أحد المتخاصمين، أما المختار فيحل المشاكل العالقة وهي نادرة الوقوع».

أنا فلاح ابن فلاح وقد عملت بزراعة الزيتون والتين والحبوب منذ أكثر من سبعين عاماً ولم أتوقف عن العمل إلا بعد أن أكلت السنين من جسدي وجعلتني غير قادر على حمل الفأس والمعول، ولكن سلمت الأرض لأبنائي والحمد لله هم كفء أن يستلموا الأرض

تجاعيد وجه المختار "علي" ربما تحتفظ بقصص يجب أن يعرفها كل الناس فعن أجمل قصة مرت معه يقول المختار "علي": «كثيرة هي القصص التي مرت معي أثناء مسيرة حياتي ولكن لا زلت أذكر يوم جائني خبر ولادة طفلي الـ (16) فأنا لدي من الأولاد ستة ومن البنات عشرة وأنا سعيد جداً بهذه الأسرة الكبيرة وتهمني أخبارهم وليس هناك أجمل من سماع أخبارهم الحياتية المختلفة وكل يوم أستمع لهم ويحكون لي ماذا يحدث معهم وأعلمهم وأوجههم فأنا كبيرهم وخبرتي بالحياة أكثر منهم».

يقول "الشبلي": «لم يعد مختار اليوم كمختار أيام زمان فأنا عاصرت المخترة بشقيها القديم والحديث، فعندما أصبحت مختاراً للمرة الأولى وكان ذلك في الستينات، كان للمختار (كلمة) وكان يتمتع بمكانة كبيرة لدى كل دوائر الدولة الموجودة في القرية، وبين الناس أيضاً أما الآن فلم يبق من المختار سوى ختم صغير وبعض الأوراق.

ولكن ربما سبب التغير الحاصل هو زيادة الوعي لدى السكان وكثرة مشاغل الحياة وربما للاتصالات دور كبير في تغير دور المختار فهو كان عصب القرية واليوم. المختار هذه الأيام بصراحة هو الختم لا أكثر ولا أقل، ولا يتم انتخابه على أساس أنه محبوب وذو كلمة وحازم في اختيار القرارات كما كان قديماً».

المختار علي مع اثنين من أولاده

وعن عمله الذي يعتاش منه يقول "الشبلي": «أنا فلاح ابن فلاح وقد عملت بزراعة الزيتون والتين والحبوب منذ أكثر من سبعين عاماً ولم أتوقف عن العمل إلا بعد أن أكلت السنين من جسدي وجعلتني غير قادر على حمل الفأس والمعول، ولكن سلمت الأرض لأبنائي والحمد لله هم كفء أن يستلموا الأرض».

من الجدير بالذكر أن "علي الشبلي" مختار قرية "الفطيري" مواليد (1925) أب لستة عشر ولداً وبنتاً، ظل يعمل مزارعاًحتى سنوات متأخرة.