«مسيرة حافلة بالمتاعب والمشقات التي بدأت منذ المراحل الأولى للتعليم عندما حصلت على شهادة "السرتفيكا" ما يعادل الصف الخامس من مدينة "إدلب" حتى حصلت على شهادة الفلسفة وكنت الأول في "سراقب" والرابع في محافظة "إدلب"».

بهذه الكلمات بدأ السيد "عبد الكريم عيدو" حديثه لموقع eIdleb عندما التقاه في منزله في بلدة "سراقب" ليحدثنا عن مسيرةٍ مليئةٍ بالمشقات والمتاعب حتى وصلت به الحياة نهاية المطاف إلى دكانه الصغير الذي يطالعك منه بابتسامته التي لا تفارق وجهه ليعبر لك عن عدم اكتراثه بما عانى من سنوات طويلة حتى أصبح بعد تعب وجهد كبير أول أستاذ لمادة الفلسفة ومدير لإحدى مدارس بلدته ومما يزيد هيبته ووقاره لباسه الشعبي الأبيض الذي مازال محافظاً عليه كغيره من أهالي بلدته "سراقب" والذي تابع حديثه قائلاً: «كانت ظروف الدراسة صعبة في زماننا حيث درسنا الصف الخامس في "سراقب" وقدمنا الامتحان في "إدلب" لعدم وجود مركز امتحانات في المحافظة إلا في مدينة "إدلب" حيث يأتي جميع طلاب المناطق التابعة لها ليتقدموا إلى الامتحان».

كانت ظروف الدراسة صعبة في زماننا حيث درسنا الصف الخامس في "سراقب" وقدمنا الامتحان في "إدلب" لعدم وجود مركز امتحانات في المحافظة إلا في مدينة "إدلب" حيث يأتي جميع طلاب المناطق التابعة لها ليتقدموا إلى الامتحان

ويضيف: «ثم تابعت الدراسة الإعدادية وكنا نسكن في "إدلب" في بيوت عربية مع عائلات حيث نقوم باستئجار إحدى غرف البيت ونسكن فيها ونأخذ الطعام معنا ليكفينا حتى نهاية الأسبوع ثم تابعت دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة "المتنبي" التي كانت الوحيدة في المحافظة، وحصلت على الثانوية العامة عام /1963/ ومن أهم الأحداث التي مرت في تلك الفترة بعدة نكبة عام /1948/ التي حدثت في فلسطين جاء عدد كبير من العائلات الفلسطينية لتسكن مع المواطنين في منازلهم فكان من نصيبنا إحدى العائلات الفلسطينية التي سكنت معنا في البيت رغم أحوالنا المادية السيئة، حيث كان يعمل والدي أجيراً عند الإقطاعي ولم يكن يملك أرض أو عمل أخر.

السيد عبد الكريم عيدو في منزله

وبعد أن تخرجت من الثانوية الفرع العلمي لم أتمكن من دراسة فروع علمية في الجامعة لأنها تحتاج إلى التزام في الدوام ومصاريف كثيرة فسجلت فرع الفلسفة لأنه فرع نظري ولا يحتاج إلى دوام فكنت أدرس وأعمل مع والدي في الزراعة في المرحلة الأولى، وبعدها عملت في التدريس في مدارس أبناء الشهداء في دمشق لمدة عامين وكانت المدرسة جمعية خيرية في تلك الفترة حيث كان هناك عدد كبير من الطلاب العرب ومن أهمهم الطلاب العمانيين الذين أقمت معهم علاقات جيدة خلال تلك الفترة، وكنت أقدم امتحانات الجامعة كل نهاية فصل دراسي».

ويتابع قائلاً: «تخرجت من الجامعة عام /1970/ فكنت أول من حصل على شهادة جامعية اختصاص فلسفة في "سراقب" والرابع على مستوى المحافظة ثم ذهبت إلى خدمة العلم وعدت عام/1974/ وسافرت بعدها إلى "الجزائر" لأعمل في التدريس ثم عدت إلى سورية عام /1980/ وتعينت في إحدى ثانويات "الحسكة" وبقيت عاماً ثم نقلت إلى محافظة "إدلب" إلى بلدة "سراقب" وعملت مدرس ومدير لثانوية البنات حتى عام /2003/ أحلت إلى التقاعد».

شهادة الصف التاسع التي صدرة عن مديرية التربية في حلب

وعن أهم الأعمال التي قام بها بعد التقاعد يقول: «بعد أن أحلت إلى التقاعد أرسل إلي الطلاب العمانيين الذي كنت أدرسهم في مدراس أبناء الشهداء حيث أصبحوا مسؤولين في بلدهم لكي أشرف على الطلاب العمانيين الدارسين في الجامعات السورية ودعيت إلى وزارة التعليم العالي في "مسقط" وتم تكريمي هناك، وحاليا أعمل مشرف على "روضة السعادة" الخاصة والتي افتتحتها بعد تقاعدي لأشرف عليها حتى أبقى في تواصل مع التعليم الذي عملت به فترة طويلة في حياتي».

يشار إلى أن السيد "عبد الكريم عيدو" من مواليد بلدة "سراقب" عام /1943/ ولديه سبعة أولاد ذكور وإناث وأغلبهم حاصلين على شهادات جامعية.