يعتبر من أهم الشخصيات التي عرفها "جبل الزاوية" حيث كانت له بصمات واضحة في تاريخ الجبل فكان من أهم رجال الثورة التي قارعت المحتل الفرنسي في "سورية" وكان ركن مهم من أركان هذه الثورة فكان ملازم لقائد ثورة الجبل المجاهد "مصطفى الحاج حسين" كما كان له أثر بارز في تاريخ بلدته "البارة" حيث كان مختارا لها أثناء اندلاع الثورة وانتهى مشوار الجهاد معه حيث روت دمائه تراب هذا الوطن في معركة "ترعان" التي سميت بـ"أم المعارك".

المجاهد الشهيد "إسماعيل لاطه" الذي حدثتنا عنه الحاجة "سعدية القدور" إحدى المعمرات في بلدة "البارة" وإحدى قريباته عندما التقاها موقع eIdleb في منزلها والتي قالت لنا: «كان البطل "إسماعيل لاطه" من أكثر الشخصيات شعبية في "جبل الزاوية" حيث كان من وجهاء المنطقة إضافة إلى أنه كان مختار لـ"البارة" في ذلك الوقت وعند اندلاع ثورة "جبل الزاوية" ومجيء الزعيم "إبراهيم هنانو" إلى الجبل كان في ضيافة المجاهد "إسماعيل" ولا أنسى تلك الأيام عندما قدم إلينا "هنانو" ومعه حوالي /400/ مجاهد من أصحابه لملاقاة الفرنسيين الذين يزحفون باتجاه الجبل من الطرف الشرقي لإقتحامه ودخوله من قرية "سرجة"».

كان من أكثر الشخصيات شهرة في "جبل الزاوية" حيث كان الصديق الحميم لـ"مصطفى الحاج حسين" قائد ثورة "جبل الزاوية" وكان أبي يروي لي عن "مصطفى الحاج حسين" أنه يقول عندما يكون "إسماعيل الاطة" بجانبي فأنا مستعد أن أحارب جيشاً بأكمله، كما كان يقال عنه "شيخ البارة" حيث يطلق هذا اللقب على مختار القرية

وتتابع القول: «عندما وصل "هنانو" إلى القرية خرج الناس لاستقباله وكان في مقدمته "إسماعيل" و"أبي" وقاموا بتحضير الغداء للزعيم هنانو وكانت معه ابنته التي تمتطي صهوة جوادها وتلبس لامة الحرب كغيرها من المجاهدين حيث ذبح أبي أكثر من /24/ ذبيحة لأن حالته المادية كانت جيدة وجاءت يومها طيارتين فرنسيتين وألقت مجموعة من القنابل في منطقة الآثار فاختبأ الثوار في بيوت القرية وعند الغروب غادروا باتجاه قرية "سرجة" لمؤازرة المجاهدين هناك لصد هجوم الجيش الفرنسي».

الحاجة سعدية القدور

كما يقول الدكتور "أنس لاطه" ابن حفيد المجاهد "إسماعيل": «كان جدي من الشخصيات البارزة في ثورة "جبل الزاوية" حيث كانت تربطه علاقة صداقة بقائد ثورة الجبل المجاهد "مصطفى الحاج حسين" قبل اندلاع الثورة لأنه كان مختار لـ"البارة" و"مصطفى الحاج حسين" مختار لبلدة "احسم" وعندما أعلن "هنانو" ثورته وقرر ثوار الجبل بعد اجتماع عقدوه في منزل "مصطفى الحاج حسين" الانضمام إلى الثورة وأرسلوا "أبو عدلة" للتباحث مع "هنانو" والتنسيق معه، وعند ما عاد "أبو عدلة" ومعه "نجيب عويد" حيث عقدوا اجتماعاً موسعاً في منزل الحاج "عارف الآغا" في قرية "مرعيان" وكان على رأس المجتمعين "مصطفى الحاج حسين" وجدي "إسماعيل" وقرروا يومها العمل تحت لواء الزعيم "هنانو" وأعلنوا الثورة في الجبل رسمياً في عام /1921/».

ويضيف: «بعد أن التقى الثوار مع الفرنسيين في عدة مواجهات قرر الفرنسيون الضغط عليهم ودخول الجبل من البوابة الشرقية عبر قرية "سرجة" فكانت هناك أعظم معركة في معارك ثورة الشمال حيث كبدت الفرنسيين خسائر في الأرواح والأموال وكان جدي أحد المشاركين في هذه المعركة وقد استشهد في اليوم الثالث للمعركة بعد مقاومة شديدة وتم نقل جثمانه إلى القرية ودفن فيها وهو الشهيد الوحيد من شهداء "جبل الزاوية" الذي له قبر يعرف حتى الوقت الحاضر وقد كان من أكبر المجاهدين سناً عند استشهاده فأطلق عليه قائد الثورة اسم شيخ شهداء "جبل الزاوية"».

الحاج عمر الدقس احد ابناء البارة

وعن استشهاد المجاهد "إسماعيل لاطه" تقول الحاجة "سعدية" بنت عمه: «عندما جاءت أخبار المعركة من قرية "سرجة" العديد من المجاهدين استشهدوا فقرر أبي الذهاب ليطمأن على ابن عمه "إسماعيل" وفي اليوم الثالث وصل خبر استشهاده فذهب أبي ومعه اثنين من أهل القرية وأحضروه بعد أن بقي في أرض المعركة أكثر من يومين، وعندما وصل إلى البلدة قاموا بدفنه بثيابه دون أن يغسلوه وكان على جبينه آثار أصابعه الملطخة بالدم، وتم دفنه في أرض من أراضي القرية، وبعد أكثر من ستة أشهر جاء أصحاب الأرض وقالوا لنا سوف نخرج "إسماعيل" من القبر وننقله من أرضنا فقال لهم أبي احفروا القبر ونحن نخرجه وننقله إلى مقبرة أخرى وعندما قاموا بفتح القبر إلى أن وصلوا إلى الجثة وجدوا الدم كأنه حديث العهد وينزف وقتها فارتعب الناس من هذا المشهد وأعادوا عليه التراب وبقي قبره حتى الوقت الحاضر».

كما التقينا الحاج "عمر الدقس" أحد أبناء القرية والذي يقول عن المجاهد "إسماعيل لاطه": «كان من أكثر الشخصيات شهرة في "جبل الزاوية" حيث كان الصديق الحميم لـ"مصطفى الحاج حسين" قائد ثورة "جبل الزاوية" وكان أبي يروي لي عن "مصطفى الحاج حسين" أنه يقول عندما يكون "إسماعيل الاطة" بجانبي فأنا مستعد أن أحارب جيشاً بأكمله، كما كان يقال عنه "شيخ البارة" حيث يطلق هذا اللقب على مختار القرية».

قبر الشهيد إسماعيل لاطه

يشار إلى أن المجاهد الشهيد "إسماعيل لاطه" من مواليد "البارة" عام /1877/ واستشهد في معركة "ترعان" إحدى أهم المعارك التي خاضها الثوار ضد المستعمر الفرنسي عن عمر يناهز الـ/43/ عام وترك له ولدين وبنتين.