يعتبر من أهم الشخصيات التي عرفتها مدينة "أريحا" حيث قدم لها ما يستطيع من خدمات من خلال مناصبه التي شغلها خلال حياته العملية، كما أنه ترك جسراً للتواصل بينه وبين أبناء مدينته حتى لا تنقطع أواصر المحبة والألفة بينه وبينهم من خلال عيادته التي لا يزال متمسك بالعمل فيها رغم ضيق الوقت وضغوط العمل.

عضو مجلس الشعب السوري وطبيب الأسنان الدكتور "صفوان قربي" الذي التقاه موقع eIdleb في عيادته بمدينة "أريحا" ليحدثنا عن مسيرته العلمية والسياسية التي لم يصل إلى نهايتها حتى الوقت الراهن والذي بدأ حديثه قائلاً: «عندما تجد نفسك في عائلة متوسطة الدخل والحالة المادية يكون لديك طموحاً ودافعاً قوياً لكي تكون إنساناً ناجحاً وأنا سخرت كل ما أملك من طاقات للوصول إلى هدفي الذي وضعته منذ بداية حياتي، حيث بدأت دراستي بشكل طبيعي وصرت أبذل كل ما أملك من طاقات وأسخرها في سبيل وصولي إلى نتائج جيدة أكون راضي عنها بالدرجة الأولى ومن منطلق رد الجميل لأهلي الذين منحوني كل ما يملكون لكي أكون إنساناً ناجحاً».

أريد أن أختم هذا اللقاء بهذه الكلمات وهي أن الإنسان إذا ترافق طموحه مع خدمة الناس فلا يقف طموحه عند حد معين ومن هذا المنطلق فأنا أتابع تحصيلي العلمي من خلال متابعتي لدراسة اختصاص تقويم الأسنان

ويضيف: «بعد أن حصلت على الثانوية العامة انتسبت إلى "كلية طب الأسنان" في "جامعة دمشق" وحصلت على إجازة في "طب الأسنان" وعدت بعدها إلى "أريحا" لأجد نفسي في عيادتي التي أعتبرها خيمتي الصغيرة حيث كونت من خلالها علاقات طيبة مع أبناء بلدي من خلال التعامل الجيد وتقديم ما أستطيع من خدمة إلى الناس الذين تغلب عليهم صفة البساطة والتواضع فكنت أحد هؤلاء الناس لا يميزني عنهم أي شيء إلا أنني أقدم لهم الخدمة من خلال الصدق في المعاملة والنظر إلى واقعهم البسيط.

الدكتور صفوان قربي في عيادته في مدينة اريحا

وبعد عدة سنوات في العيادة توجهت بعدها إلى العمل النقابي حيث عَمِلتُ أمين سر لفرع "نقابة طب الأسنان" في "إدلب" منذ عام /1994-2002/ وكان لعملي في النقابة أثر جيد بين أطباء الأسنان في المحافظة حيث أظهرت للأوساط العامة والسياسية أنني صاحب رسالة وصوت عالي وأملك نوايا قوية لتصحيح الأخطاء، وفي تلك الفترة كان توجه الحكومة إلى خرق الروتين الذي كان يسيطر على الوحدات النقابية ومؤسسات الدولة فهذا أعطاني طاقة ودافع كبير للعمل».

ويتابع القول: «من خلال موقعي في نقابة طب الأسنان وعضو مجلس مدينة في "أريحا" أردت أن أقوم بعمل خيري لأبناء "أريحا" تحت إشراف الدولة وكنت أرمي إلى هدفين الأول سياسي من أجل إزالة الاعتقاد الذي يعتقده الناس تجاه الحكومة على أنها لا تقدم أعمال خيرية للناس، لكنني أثبت للناس أن الدولة تدعم العمل الخيري عندما تجد أشخاصاً كفء وقريبين من المجتمع، والهدف الثاني كان هدفاً إنسانياً من خلال تقديم المساعدات إلى المحتاجين والأيتام فقمنا بتأسيس "جمعية البر والخدمات الاجتماعية" في "أريحا" عن طريق جهود مجموعة من الشباب الذين يملكون روح التطوع لخدمة البسطاء والمرضى والمحتاجين ولاقت هذه الجمعية رواجاً كبيراً من قبل الناس وأصحاب الأموال، حيث تقدم الدعم لجميع العائلات الفقيرة والمرضى والمحتاجين».

الدكتور صفوان يعالج احد المرضى

ويتابع الدكتور "قربي" حديثه: «وفي عام /2002/ تم ترشيحي لعضوية مجلس الشعب حيث كانت الحكومة تركز على الناس الأكثر جرأة وأكثر نشاطاً في سبيل الصالح العام، وبعد أن نجحت في مجلس الشعب أصبحتْ المهام الموكلة إلي أكبر لأنني أستطيع من خلال موقعي أن أسلط الضوء على كل ما يحتاجه البلد وأبناؤه فكانت أطروحاتي تحت قبة المجلس قوية ومهمة للصالح العام ولأبناء محافظة "إدلب" بشكل خاص».

وعما قدمه لمدينته "أريحا" يضيف: «خلال الدور التشريعي الثامن كنت في "لجنة الخدمات" التي تتبع لها الوزارات الخدمية، وفي الدور التشريعي الحالي أعمل "نائب رئيس لجنة الشكاوى والعرائض" لكنني أرى أن من يريد أن يعمل ويقدم لمجتمعه لا يحتاج إلى لجان لكن الدافع الشخصي والنشاط هو الذي يثمر العمل الناجح، ومن خلال موقعي في المجلس طرحت العديد من المشاريع المهمة والحساسة في مدينة "أريحا" وكان أهمها "المستشفى الوطني" الذي مرَّ على وضع حجر الأساس فيه أكثر من عشرين عام لكنه لم ينفذ فيه شيء، ولقي هذا الطرح استجابة من قبل الجهات المختصة، وتم العمل فيه منذ أكثر من ثلاث أعوام وهو حالياً في مرحلة الإكساء.

كما تم طرح موضوع "محطة معالجة الصرف الصحي" التي كان مقرر إقامتها إلى الشمال من مدينة "أريحا" وهي لا تخدم إلا هذه المدينة وكانت هناك عدة أخطاء في هذه المحطة ومنها وجودها على أرض من أخصب الأراضي الزراعية ولا تخدم سوى مدينة "أريحا" فتم تحويل موقعها إلى منطقة أخرى بحيث تخدم مدينة "إدلب" و"أريحا" وفي منطقة غير صالحة للزراعة».

وبخصوص مدينة "أريحا" و"جبل الأربعين" فهما من أهم الأماكن السياحية في المحافظة لكنها بحاجة إلى تأهيل فهما لا ترقيا إلى مستوى المناطق السياحية الأخرى ماذا تفعل من أجل الاهتمام بهما؟

«نعم أنا أرى أن "جبل الأربعين" من أهم المناطق السياحية في الشمال السوري وهو غير مؤهل بشكل جيد ليس فقط "جبل الأربعين" بل "محافظة إدلب" والعديد من المحافظات الأخرى تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من قبل وزارة السياحة، فقدمت العديد من المداخلات في المجلس التي وجهتها إلى وزير السياحة وأشرت فيها إلى أهمية محافظة "إدلب" فهي بوابة العبور إلى "تركيا" و"أوربا" وهي أهم محافظة بالنسبة للمناطق الأثرية حيث يوجد فيها مئات المواقع الأثرية فكانت الاستجابة ضعيفة من قبل وزارة السياحة وزارة الثقافة المعنية بهذا الموضوع والسبب في ذلك أن هذه المواضيع معلقة في عدة وزارات وعدم التخصص في الموضوع الواحد يؤدي إلى ضعف الاستجابة في حل مشكلته، لكنني أرى أن تسليط الضوء على هذه المواضيع لا يقع على المجلس فقط، فأنا أطلب من السلطات المحلية في المحافظة أن تطالب في جميع الخدمات الناقصة وبإصرار حتى تحصل عليها».

ومن المهام الأخرى التي يشغلها الدكتور "صفوان قربي" منصب "نائب نقيب أطباء الأسنان في سورية" وعن هذه المهمة يقول: «يعتبر عمل النقابة بشكل عام عمل خدمي، وحاولت من خلال موقعي مع الجهات المختصة وبالتعاون مع وزارة الصحة تطوير قانون التضامن الاجتماعي الذي يقدم مزايا خدمية لأطباء الأسنان على مستوى القطر كما عملنا على تطوير العمل النقابي والأسس القانونية للنقابة، ومن خلال تواصلي مع أطباء الأسنان في القطر حاولت أن أشعرهم أن لهم تنظيم نقابي يدافع عن حقوقهم ويوصل صوتهم إلى المكان الذي يريدون».

وقبل أن ينهي حديثه قال: «أريد أن أختم هذا اللقاء بهذه الكلمات وهي أن الإنسان إذا ترافق طموحه مع خدمة الناس فلا يقف طموحه عند حد معين ومن هذا المنطلق فأنا أتابع تحصيلي العلمي من خلال متابعتي لدراسة اختصاص تقويم الأسنان».

يشار إلى أن الدكتور "صفوان قربي" من مواليد مدينة "أريحا" عام /1962/ ويشغل منصب عضو مجلس الشعب السوري ونائب نقيب أطباء الأسنان في سورية ورئيس لجنة الصداقة السورية الكندية البرلمانية وعضو اللجنة السياسية في البرلمان الأوربي المتوسطي.