«يعتبر من وجهاء قريته حيث كان صاحب مضافة وملجأ آمن للثوار الذين يأتون لأخذ المعونة والطعام والسلاح الذي يؤمنه لهم خلال اندلاع ثورة الشمال، لكنه كاد يدفع الثمن حياته دون أن يثني من عزيمته شيئاً وظل ملاذ الثوار ومصدر أسلحتهم وأموالهم». بهذه الكلمات وصف لنا الحاج "عارف عوض"ابن شقيق الحاج "أحمد عوض" عمه أحد أهم الرجال الذين كان لهم باع طويل في دعم ثورة الشمال عندما التقاه موقع eIdleb والذي يضيف:

«لم يكن هناك شخصية مميزة من رجال الثورة في قرية "زردنا" إلا أن الثوار بعد عودتهم من المواجهات مع الفرنسيين في المنطقة يعودون إلى مضافة عمي الذي كان يمدهم بالطعام والسلاح، الذي يجمعه من أبناء القرية فقد كان صاحب مضافة وحالته المادية جيدة».

جدي من مواليد/1885/ وعاصر نهاية الاحتلال العثماني لسورية وفترة الاحتلال الفرنسي وكان من أكثر أهل "زردنا" مناصرة للثوار واشترك معهم في العديد من المعارك التي خاضوها ضد المستعمر، وتوفي عام /1958/

أما الحاج "محمد عابد عوض" فيقول عن جده "أحمد": «كان الثوار يترددون إلى مضافة جدي بشكل دائم لأخذ السلاح والطعام، وفي يوم من الأيام جاء الثوار وأخذوا ما جمع لهم من أسلحة ثم ذهبوا وفي اليوم التالي قام أحد أبناء القرية بإطلاق النارعلى طائرة فرنسية عبرت سماء القرية فنقم الفرنسيون نقمة شديدة على قرية "زردنا" وخصوصاً بعد أن وصلتهم أخبار بأن الثوار يترددون إلى القرية باستمرار ويأخذون السلاح والطعام، فجاء الفرنسيون لمعاقبة أبناء القرية والتفتيش عن السلاح بعد إطلاق النار على الطائرة».

الحاج عارف عوض

ويتابع قائلاً: «عندما دخل الفرنسيون القرية ليلاً وجدوا الحارس، ونتيجة الضغط الذي مورس عليه أخبرهم أن أبناء القرية يضعون أسلحتهم في بيادر القمح فقاموا بحرق البيادر بالكامل وأخلوا البيوت من سكانها ونهبوا ممتلكات السكان، وفي الصباح جمعوا الرجال في الجهة الشرقية للقرية لتعذيبهم ومن ثم إعدامهم رمياً بالرصاص ورميهم في حفرة أعدت من أجل ذلك، وهم على هذه الحالة رأوا أحد الرجال يركب حصاناً ويأتي من الجهة الشرقية يحمل راية بيضاء من طريق "معرة النعسان" التي كانت هي و"سراقب" مركزاً للحملة الفرنسية، فعندما وصل وجدوه يحمل برقية عفو عن رجال القرية».

لكن الجنود الفرنسيين أصروا على أخذ مجموعة من الرجال للتحقيق معهم بشأن المعونة التي قدمت للثوار والقول مازال للحاج عابد: «فكان جدي هو الشخص الذي اختاروه إضافة إلى "محمود الدادة" وأخذوهم إلى "سراقب" فحققوا مع "محمود" وقالوا له كيف نضعك في القرية لنقل أخبارها وتقوم بجمع المساعدات للثوار فأعدموه ودفنوه في "سراقب" وعند ما جاء دور جدي في التحقيق لم يعترف لهم أنه قدم مساعدة للثوار بل قال لهم أنا صاحب مضافة ويأتي إلى مضافتي ناس كثر وأنا لم أعرف أن الذين أتوا من الثوار، لكنني أكرمتهم وأطعمتهم ثم مضوا لسبيلهم، فلم يقتنع قائد الحملة بهذا الكلام وأراد أن يعدمه كصاحبه فتدخل مجموعة من وجهاء "سراقب" وأخبروا قائد الحملة أن هذا الرجل ليس له أي صلة بالثوار وكانت هذه عبارة عن خطة لتخليصه من الإعدام وفعلاً تم العفو عنه وعاد إلى القرية بعد عدة أيام».

محمد عابد عوض حفيد الحاج أحمد

وقبل أن ينهي حديثه قال: «جدي من مواليد/1885/ وعاصر نهاية الاحتلال العثماني لسورية وفترة الاحتلال الفرنسي وكان من أكثر أهل "زردنا" مناصرة للثوار واشترك معهم في العديد من المعارك التي خاضوها ضد المستعمر، وتوفي عام /1958/».

أركيلة الحاج أحمد ذات الخمس رؤوس